منظمة ميموريال الحقوقية: خطوات "صغيرة شجاعة" بوجه بوتين
٥ نوفمبر ٢٠٢٢
منذ تأسيسها قبل أكثر من 3 عقود دأبت منظمة "ميموريال" الحقوقية على الدفاع عن حقوق الإنسان في روسيا والتذكير بضحايا الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين وأخيراً الوقوف بوجه حرب بوتين على أوكرانيا.
إعلان
صعّدت موسكو حملتها ضد منظمة ميموريال منذ أن نالت المنظمة الحقوقية جائزة نوبل للسلام الشهر الماضي، لكن مديرتها التنفيذية تقول إن أعضاءها مثابرون على عملهم رغم الأخطار.
وقالت إيلينا جيمكوفا في مقابلة مع وكالة فرانس برس "بالطبع، الأمر صعب جدا (...) لكنّنا مستمرّون في عملنا".
تعتبر ميموريال التي تقاسمت جائزة نوبل للسلام هذا العام مع المركز الأوكراني للحريات المدنية والناشط البيلاروسي المحتجز أليس بيالياتسكي، أكبر منظمة حقوقية في روسيا.
كيف ردت روسيا على فوز المنظمة بنوبل؟
قالت جيمكوفا إن الإعلان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عن تكريم المنظمة التي شاركت في تأسيسها عام 1989 مع أندريه ساخاروف، الحائز أيضا جائزة نوبل السلام في العام 1975، كانت مفاجأة.
وروت المرأة البالغة 66 عاما إنها كانت متوجّهة في سيارة أجرة إلى افتتاح معرض عندما اتصل بها زميل ليخبرها بأن شيئا ما قد حدث طالبا منها "مشاهدة الأخبار". وأضافت "لم أكن لأتخيل أننا كنا نتحدث عن مثل هذه الجائزة الكبرى" مشيرة إلى أنها خشيت "أن يكون قد حدث شيء سيّئ جدا". وتابعت "لقد اعتقدت أن الأمر كان يتعلّق بقنبلة ذرية".
وعندما أدركت أنه بدلا من ذلك فازت ميموريال بجائزة السلام الأعرق في العالم، قالت إنها "كانت سعيدة جدا" خصوصا بتشاركها مع مدافعين حقوقيين من بلدين يقعان في قلب حرب روسيا على أوكرانيا. وقالت إن ذلك "يظهر أن أشخاصا من المجتمع المدني من بلدان مختلفة يمكن ويجب أن يواجهوا الشر معا".
في غضون ذلك، بدت السلطات الروسية أقل تأثرا بفوز ميموريال بالجائزة.
وواجهت المنظمة التي عملت على مدى عقود من أجل الحفاظ على إحياء ذكرى الأشخاص الذين لقوا حتفهم في غولاغ أو معتقل سيبيريا خلال عهد الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين فيما تقوم أيضا بجمع معلومات حول القمع السياسي المستمر في روسيا، حملة قمع متزايدة في السنوات الأخيرة.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، أمرت المحكمة العليا الروسية بحل ميموريال، وبعد ساعات فقط من إعلان لجنة نوبل فوز المنظمة بجائزتها للسلام، أمرت محكمة في موسكو بوضع اليد على مقرها في العاصمة الروسية.
وقالت جيمكوفا "تلقينا نبأ فوزنا بجائزة نوبل، ثم للأسف في اليوم نفسه، سلب منا منزلنا". وأضافت "بالتالي، كان ذلك رد الحكومة الروسية".
كيف عاملت روسيا مهجري عهد ستالين ومنظمة مدافعة عنهم؟
05:16
لكن رغم التحديات، أصرت على أنه "يجب علينا ويمكننا مواصلة عملنا".
بين ضحايا ستالين وضحايا بوتين
والأسبوع الماضي، مُنعت منظمة ميموريال من تنظيم تكريمها السنوي لضحايا ستالين المعروف باسم "إعادة الأسماء"، في موسكو. لكن جيمكوفا أشارت إلى أن القراءة الماراتونية لأسماء القتلى في ظل نظام ستالين ما زالت تجري في 22 بلدا و77 مدينة. وقالت "لا يمكنهم إيقاف عملنا".
وفي روسيا، تواصل ميموريال افتتاح معارض وتنظيم رحلات و"الدفاع عن حقوق الناس في المحاكم" بحسب جيمكوفا. وقالت إن الفوز بجائزة نوبل كان مفيدا "لأنه دليل مهم جدا على الدعم".
وجيمكوفا التي كانت في جنيف لإلقاء خطاب كوفي أنان السنوي للسلام، أقرت بأنها وأعضاء آخرين في منظمة ميموريال يخشون على سلامتهم في روسيا. وقالت "هناك اضطهاد جماعي لأشخاص ومؤسسات تعارض وجهة النظر الرسمية. بالطبع نشعر بالخوف... نحن أشخاص عاديون. نحن لسنا أبطالا لكننا نحاول اتخاذ خطوات صغيرة شجاعة".
بالإضافة إلى الأخطار الأمنية التي يواجهونها، قالت جيمكوفا إنها والعديد من زملائها مستهدفون بـ"قضايا جنائية غير قانونية ومعقدة".
ما زالت جيمكوفا خارج روسيا، لكنها أعربت عن أسفها لعدم تمكّنها من العيش في بلدها. وأوضحت "أحترم كل القواعد. لم أخالف أي قانون، أنا أقوم بعمل قانوني" لكنها أضافت "أنا ضد الحرب، وفي الوقت الحالي، (هذا) يكفي لفتح تحقيق جنائي ضدي".
ولدى سؤالها عن رأيها بشأن تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قالت جيمكوفا "لا أفكر في بوتين. لست مهتمة به على الإطلاق. أفكر في عدد الأجيال الروسية التي سيتعيّن عليها دفع ثمن ما فعله".
خ.س/أ.ح (أ ف ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.