منع طائرة مساعدات أممية تحمل صحافيين من التوجه إلى اليمن
١٩ يوليو ٢٠١٧
أكد وكيل وزارة الإعلام اليمني صالح الحميدي، قيام التحالف بقيادة السعودية بمنع طائرة مساعدات تابعة للأمم المتحدة من التوجه إلى العاصمة صنعاء، بعدما تبين وجود ثلاثة صحافيين من بي بي سي على متنها.
إعلان
منع التحالف، الذي يحارب في اليمن بقيادة السعودية طائرة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، على متنها مجموعة من الصحافيين من التوجه إلى العاصمة صنعاء، التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، كما أفادت اليوم الأربعاء (19تموز/ يوليو) الأمم المتحدة والحكومة اليمنية.
وقال صالح الحميدي وكيل وزارة الإعلام اليمنية لوكالة الأنباء الفرنسية إن"التحالف علّق رحلة طائرة الأمم المتحدة المتوجهة إلى صنعاء من جيبوتي الثلاثاء لوجود ثلاثة صحافيين من بي بي سي على متنها".
وأكدت الأمم المتحدة الأربعاء إلغاء رحلتها بالرغم من أن جميع الركاب على متنها يحملون التأشيرات المطلوبة. وقال أحمد بن الأسود الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن "نؤكد أن التحالف ألغى أمس رحلة الأمم المتحدة من جيبوتي إلى صنعاء بسبب وجود طاقم تابع لبي بي سي على قائمة ركابها، وطلبوا منا تعديل موعد الرحلة بدون وجود الصحافيين".
وأشار ابن الأسود إلى أن الصحافيين كانوا يحملون تأشيرات من الجهتين المتنازعتين في اليمن، الحكومة المعترف بها والسلطة التابعة للمتمردين، وهم أطلعوا التحالف على مسار رحلتهم.
وأعربت وزارة الإعلام في الحكومة المعترف بها دوليا في عدن "عن أسفها لمحاولة بعثة الأمم المتحدة نقل الصحافيين إلى داخل الأراضي اليمنية عبر طائرات الأمم المتحدة". وأكدت على أهمية أن "يحافظ الصحافيون الأجانب على أمنهم وسلامتهم حتى لا يكونوا عرضة للاختطاف من قبل الجماعات المسلحة وبالتالي دفع فدية وإعادة تمويل الإرهاب، وهو أمر لا تضمنه وكالات الأمم المتحدة".
ولم تعلق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في الحال على الواقعة. وبحسب الأمم المتحدة فان النزاع في اليمن دفع بسبعة ملايين إنسان إلى حافة المجاعة، إضافة إلى تفشى وباء الكوليرا في البلاد الذي أدى إلى وفاة 1740 شخصا منذ أواخر نيسان/أبريل.
ع.أ.ج (أ ف ب)
ويتواصل انقسام اليمن.. حلفاء الأمس أعداء اليوم!
بينما يتعرض تحالف صالح- الحوثيين لأزمة تقوض الخلافات كذلك المعسكر الذي تدعمه الرياض، بقيادة هادي، بعد إنشاء سلطة موازية له في عدن بقيادة عيدروس الزبيدي، لتشتعل من جديد دعوات إلى الانفصال في أوساط الحراك الجنوبي.
صورة من: Reuters
من العاصمة السعودية الرياض، رفضت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "رفضا قاطعا" تشكيل سلطة موازية في جنوب اليمن المستقل سابقا. وكان مسؤولون يمنيون قد شكلوا الخميس (11 مايو/أيار 2017) سلطة موازية تدير جنوب البلاد برئاسة عيدروس الزبيدي، بعدما باتوا معارضين للرئيس هادي، الذي يقيم في الرياض منذ أكثر من عامين بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
وعلى غرار ما فعله الحوثيون في صنعاء شكل عيدروس الزبيدي في عدن مجلسا من 26 عضوا، بينهم خمسة محافظين ووزيران في حكومة هادي. والغريب أيضا أن الحوثيين رفضوا المجلس الجديد، ووصفه الناطق باسمهم محمد عبد السلام بأنه "تهديد للوحدة اليمنية" وجزء من "مخطط استعماري".
صورة من: Reuters/F. Salman
وكان هادي قد أقال الزبيدي في 27 نيسان/ أبريل مع وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فدرالي فيه. وأشعلت الإقالات ردود فعل غاضبة في جنوب اليمن حيث خرج آلاف المتظاهرين في الرابع من أيار/ مايو إلى شوارع عدن تنديدا بهادي وتأييدا للزبيدي.
صورة من: Reuters/F. Salman
أنصار الحوثيين ومؤيدو الرئيس السابق على عبد الله صالح في مظاهرة في العاصمة صنعاء في آواخر مارس/ آذار بمناسبة مرور عامين على التدخل العسكرى من جانب التحالف الذي تقوده السعودية، لكن يبدو أن هؤلاء انقسموا الآن أيضا والسبب هو صالح.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
الرئيس السابق، دخل منذ عام 2014 في تحالف مع الحوثيين، بعدما انقلبوا على هادي. غير أن معسكر صالح شن حملة على الحوثيين بعدما دعا عبد الملك الحوثي في آذار/ مارس إلى محاربة من وصفهم بـ"الطابور الخامس" وهو ما فسره مراقبون بأنه إشارة إلى أنصار صالح. ومن ناحيته، قال الصحفي المؤيد لصالح، محمد أنعم، إن "صالح لا يستطيع فك ارتباطه مع الحوثيين، وستكون مغامرة خطيرة عليه إذا فعل ذلك، لأنهم مسيطرون على الأوضاع".
صورة من: picture alliance/epa/Y. Arhab
صالح أعاد في مايو/ أيار 2017 إطلاق دعوته للحوار مع السعوديين قائلا "سنحاور أصحاب الشأن، المملكة العربية السعودية" في الرياض أو منطقة خميس مشيط الحدودية أو حتى في مسقط. فيما أبدت المملكة ارتياحها لابتعاد صالح عن الحوثيين المدعومين من إيران، وهو ما ألمح إليه ولي ولي العهد السعودي بقوله "صالح تحت سيطرة وحراسة الحوثيين (...) وإذا خرج من صنعاء إلى منطقة أخرى فسيكون موقفه مختلفا".
صورة من: Reuters/Mohamed al-Sayaghi
ووسط التحالفات والانقسامات يبقى اليمن وأهله وخصوصا الأطفال أكبر خاسر في بلد كان يطمح إلى الديمقراطية عندما خرج شبابه في مظاهرات ضد حكم صالح عام 2011، واليوم أصبح اليمن مهددا بعدم البقاء ككتلة واحدة. إعداد: صلاح شرارة