منها حرق أو أكل الجثة.. هكذا يتم "دفن" من يموت في الفضاء!
١٨ أبريل ٢٠٢١
"إذا كنت تريد الذهاب إلى المريخ فاستعد للموت"، هذا ما قاله رئيس شركة "سبيس إكس" إيلون ماسك، في وقت تطمح فيه البشرية إلى الهبوط على سطح المريخ. لكن الرحلة محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي إلى العديد من الوفيات، فماذا يحدث للجثت؟
إعلان
لقي 21 شخصاً حتفهم منذ أن انطلق أول شخص إلى الفضاء قبل 60 عاماً، بحسب صحيفة "ديلي ميل البريطانية". ولكن مع سعي وكالات الفضاء إلى إرسال أول مهمة مأهولة إلى المريخ، من المتوقع أن حالات وفاة رواد الفضاء سترتفع.
فرواد الفضاء المتجهون إلى الكوكب الأحمر سيقضون سبعة أشهر على الأقل داخل كبسولة على مسار لم يسلكه البشر أبداً، وإذا نجوا من الرحلة إلى الكوكب الأحمر، فسوف يتوجب عليهم تحمل البيئة القاسية لعالم المريخ.
وإذا مات أحد أفراد الطاقم، فقد يستغرق الأمر شهوراً أو سنوات قبل إعادة الجثة إلى الأرض، ما يثير سؤالاً واحداً: ماذا يحدث لجثة الشخص الذي يموت في الفضاء؟
اقترح الخبراء عدداً من الطرق للتخلص من الجثة، بما في ذلك إطلاقها في الفضاء المظلم أو دفن الشخص على سطح المريخ بشرط حرق البقايا أولاً حتى لا تلوث سطح الكوكب الأحمر.
ومع ذلك، فإن أسوأ سيناريو تم تقديمه من قبل الخبراء حتى الآن، هو عندما ينفد الطعام لدى رواد الفضاء الآخرين ولا يتبقى لديهم أي شيء صالح للأكل، ما يجعلهم يضطرون لأكل جثة رفيقهم الذي مات في الطريق.
وبحسب مجلة "بوبيولار ساينس" العلمية الأمريكية، فإن وكالة ناسا لم تضع بروتوكولات للتعامل مع حالات الموت في الفضاء بعد، لكن الباحثين في علوم الفضاء في جميع أنحاء العالم وضعوا عدة طرائق للتخلص "باحترام" من جثة رائد الفضاء عند موته في الفضاء.
تجميد الجثة أم إطلاقها في الفضاء؟
وبحسب الخبراء، إذا مات أحد أفراد الطاقم أثناء القيام بالرحلة التي تزيد عن 170 مليون ميل إلى المريخ، فيمكن وضع جثته في مخزن بارد أو تجفيفه بالتجميد حتى تصل المركبة إلى الأرض. لكن التجفيف بالتجميد في الفضاء يختلف كثيراً عما يحدث على الأرض، إذ يجب وضع الجثة خارج الكبسولة، ما سيجعلها تتجمد في الفضاء.
ولكن إذا لم يكن تجميد الجثة ممكناً، يقترح بعض الخبراء إطلاق جثة المتوفى في الفضاء. وتقول كاثرين كونلي، من مكتب حماية الكواكب التابع لناسا، لمجلة "بوبيولار سينس": "حالياً، لا توجد إرشادات محددة في سياسة حماية الكواكب، سواء على مستوى وكالة ناسا أو على المستوى الدولي، من شأنها معالجة مسألة 'دفن' رائد فضاء متوفى عن طريق إطلاقه في الفضاء''.
ورغم أن إطلاق الجثة في الفضاء هو الخيار الأسهل، حيث ستصبح محاصرة في مسار المركبة وتبقى في المكان الذي تم تركها فيه بالضبط. لكن المشكلة أنه إذا اختارت العديد من البعثات هذه الطريقة، فإن الصواريخ المستقبلية المتجهة إلى المريخ ستحلق عبر "بحر من الجثث"، بحسب الخبراء.
الحرق والدفن على سطح المريخ
وعندما يصل رواد الفضاء إلى المريخ، سيواجهون تحديات جديدة تهدد حياتهم، أحدها الإشعاع. وتشير بيانات سابقة إلى أن الكوكب الأحمر تعرض لإشعاعات أكثر من تلك التي تعرضت لها الأرض بـ 700 مرة. وإذا مات أحد رواد الفضاء على سطح المريخ، عندها سيكون دفن الجثة هناك ضرورياً، لكن ناسا لديها قوانين صارمة حول تلويث الكواكب الأخرى بميكروبات من الأرض.
تقول كونلي: "فيما يتعلق بالتخلص من المواد العضوية (بما في ذلك الأجسام) على سطح المريخ، فإننا لا نفرض أي قيود طالما أن جميع ميكروبات الأرض قد قُتلت - لذا فإن حرق الجثث سيكون ضرورياً".
أكل الجثة!
ومع ذلك، من المحتمل ألا يتم دفن كل رائد فضاء ميت، ولكن قد يتم أكل بقايا جثته حتى يتمكن الآخرون من البقاء على قيد الحياة.
وتبدو هذه الفكرة مؤلمة و"همجية" بحسب ديلي ميل، لكن الخبراء يستذكرون ما حدث عندما تحطمت طائرة في جبال الأنديز في عام 1972. لم يكن لدى الركاب طعام ولا وسيلة للتواصل، لذلك اتخذوا قراراً صعباً بأكل من ماتوا عندما سقطت الطائرة لكي يعيشوا.
ويقول عالم "أخلاقيات علم الأحياء" بول وولب: "على الرغم من أننا ندين للجسم بقدر هائل من الاحترام، فإن الحياة أساسية، وإذا كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن للمرء أن يحيا بها هي أكل الجسد ، فهذا مقبول ولكنه غير مرغوب فيه".
م.ع.ح/ع.ش
تقنيات مذهلة وآمال كبيرة.. ماذا تفعل مركبة برسفيرنس في المريخ!
إنها خامس مركبة ترسلها وكالة ناسا إلى كوكب المريخ. مركبة الفضاء برسفيرنس هي أكبر وأثقل من أي مركبة سبقتها. لقد وصلت الآن إلى الكوكب الأحمر ويمكنها بدء العمل.
صورة من: NASA/JPL-Caltech
هبوط ناجح
هبطت بسلام على سطح كوكب المريخ مركبة الفضاء المتجولة "برسفيرنس روفر" التابعة لوكالة ناسا الفضائية، ومعها المروحية (الهليكوبتر) الصغيرة المسماة "انجينويتي". وبعد ساعتين من التوتر الشديد، عمت البهجة مختبر الدفع النفاث في باسادينا، كاليفورنيا. ففي الساعة 20:57 بالتوقيت العالمي الموحد يوم الخميس 18 فبراير/ شباط 2021، ظهرت رسالة مفادها أن المركبة حطت بسلام على سطح المريخ.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/AP/picture alliance
وداعا أيتها الأرض
في أوائل يوليو/ تموز 2020، قام مهندسو وكالة ناسا بتحميل المسبار "برسفيرنس" (كلمة معناها بالانجليزية المثابرة) من أجل مهمة دراسة المريخ في صاروخ أطلس الخامس. وقد بدأت الرحلة يوم الخميس 30 يوليو/ تموز 2020 من قاعدة كيب كانافيرال، أي أن الرحلة استغرقت حوالي سبعة أشهر.
صورة من: NASA
تقديم المركبة الجديدة للجمهور
هكذا بدت مركبة الفضاء برسفيرنس (Perseverance) عندما تم تقديمها للجمهور في عام 2019. وسوف تساند برسفيرنس، أحدث مركبة فضاء، المركبة كوريوسيتي (Curiosity) في عملها. وتزن المركبة الجديدة ما يزيد قليلاً عن طن وتعد بذلك أثقل بمقدار 100 كجم عن سابقتها. وطولها ثلاثة أمتار أي أطول بمقدار عشرة سنتيمترات عن سابقتها، كوريوسيتي.
صورة من: NASA/JPL-Caltech
أقوى من كل سابقيها
يمكن لمركبة الفضاء برسفيرنس أن تحمل من أجهزة البحث وأجهزة الاستشعار عددا أكبر مما تحمله كوريوسيتي، كما أن ذراعها الذي يمسك بالكاميرات والأدوات أكثر قوة أيضًا. يمكن للمركبة الجديدة جمع العينات. وهي مجهزة بـ 23 كاميرا والكثير من الأدوات الأخرى. ومن بين أمور أخرى، ينبغي على المركبة معرفة ما إذا كان يمكن استخراج الأكسجين من صخور المريخ. ولكن ما الذي يقف أمام المركبة على سطح المريخ؟
صورة من: NASA/JPL-Caltech
طائرة صغيرة بدون طيار
بالفعل! إنها طائرة هليكوبتر صغيرة على متن مركبة الفضاء. لم يحدث شيء مثل هذا في أي مهمة لاستكشاف الكواكب. ويعد استخدام الطائرات بدون طيار مجالا جديدا بالنسبة للمطورين. إذ لا توجد أي خبرات بشأن سلوك هذا النوع من الطائرات في ظل ظروف جوية مختلفة عن كوكب الأرض وفي وجود جاذبية تقل بحوالي الثلث عن تلك الموجودة على الأرض.
صورة من: NASA/Cory Huston
كوريوسيتي: العمل من أجل العلم منذ 2012
المركبة كوريوسيتي هي سلف المركبة برسفيرنس وهي أكبر مركبات روفر التي توجهت إلى المريخ حتى الآن. هبطت كوريوسيتي على الكوكب الأحمر في 6 أغسطس/ آب 2012، وقد قطعت أكثر من 22.31 كيلومترًا منذ ذلك الحين ولا تزال صالحة للخدمة تماما. وتحصل على طاقتها من بطارية تعمل بالنظائر المشعة. لذلك فالطاقة بداخلها لا تنضب أبدا، وكوريوسيتي تعتبر مختبرا علميا كاملا يسير على عجلات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa/Jpl-Caltech/Msss
قدرات داخلية مدهشة
لدى كوريوسيتي مقاييس أجواء خاصة يمكنها تحليل العينات عن بُعد بمساعدة الليزر. وبالإضافة إلى درجة الحرارة، تقوم محطة أرصاد جوية متكاملة أيضا بقياس الضغط الجوي والرطوبة والإشعاع وسرعة الرياح. علاوة على ذلك، يحتوي الروبوت على وحدة تحليل لتحديد المركبات العضوية ويبحث دائمًا عن حياة خارج كوكب الأرض.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/MSSS
لا تحفر القشرة فقط
لقد نجح المسبار كوريوسيتي فعلا في إثبات أن الحياة على المريخ ممكنة نظريًا. لكنه لم يجد الحياة بعد. الذراع القابض في مسبار كوريوسيتي به آلة ثقب قوية. هنا، عام 2013، يأخذ عينة في "خليج السكين الأصفر" بحفرة المريخ.
صورة من: NASA/JPL-Caltech
هيا إلى المختبر!
تتيح تقنية "كوريوسيتي" المبتكرة، للمرة الأولى، وضع العينات المأخوذة في أجهزة تحليل مختلفة. في البداية تدخل عينات التربة في نظام ترشيح، لكي تجري معالجة غبار المريخ. حيث يتم أولاً تصفيته وفصله إلى جزيئات مختلفة الحجم. بعد ذلك، يتم فرزهذه الجزيئات وإرسالها إلى آلات معملية تحليلية مختلفة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/NASA
سلف صغير جدا
كانت النسخ السابقة لمركبة الفضاء كوريوسيتي أصغر بكثير. ففي 4 يوليو/ تموز 1997، تُركت مركبة الفضاء سوجورنر روفر (rover Sojourner)، صغيرة الحجم، على المريخ أول آثار لإطاراتها فوق غبار الكوكب الأحمر. كانت هذه هي المرة الأولى التي يُترك فيها روبوت متحرك لأجهزته الخاصة هناك، وكان مجهزا بمقياس أجواء للأشعة السينية لإجراء التحليلات الكيميائية ومزودا بكاميرات.
صورة من: NASA/JPL
مقارنة بين أجيال مركبات روفر الفضائية
هنا ثلاثة أجيال لمركبات الفضاء روفر. المركبة الصغيرة في المقدمة هي سوجورنر وزنها 10.6 كيلوغرام وهي ليست أكبر بكثير من سيارة لعبة. سرعتها القصوى 1 سم في الثانية. أما المركبة أبورتيونيتي (Opportunity) فتزن 185 كيلوغرامًا. بينما مركبة الفضاء كيوريوسيتي في حجم سيارة صغيرة، حيث يبلغ وزنها 900 كيلوغرام. وتسير مركبتا الفضاء الأكبر حجما بسرعة حتى 4 أو 5 سنتيمترات في الثانية.
صورة من: NASA/JPL-Caltech
ما يقرب من أربعة أشهر في الخدمة
سارت المركبة سوجورنر حوالي 100 متر خلال حياتها وأرسلت بيانات وصور حتى 27 سبتمبر/ أيلول 1997. وهذه واحدة من آخر الصور التي التقطتها، وقد تم التقاطها قبل تسعة أيام من انقطاع الاتصال اللاسلكي معها. وربما "ماتت" سوجورنر لأن البطارية لم تصمد في مواجهة الليالي الباردة.
صورة من: NASA/JPL
تمهيد الطريق لتكنولوجيا الغد
بدون تجربة سوجورنر، لم يكن من الممكن تصور تطوير مركبات فضاء روفر أحدث. ففي عام 2004، أنزلت ناسا روبوتين اثنين من نفس النموذج على المريخ هما: سبيريت (Spirit) وأوبورتيونيتي (Opportunity). وصمد الروبوت سبيريت لمدة ست سنوات وقطع مسافة 7.7 كيلومترات. وتسلق الروبوت الجبال وأخذ عينات من التربة وصمد في وجه الشتاء والعواصف الرملية. بينما انقطع الاتصال مع أخيه أوبورتيونيتي في 13 فبراير/ شباط 2019.
صورة من: picture alliance/dpa
تعديلات تقنية كثيرة
قطع الروبوت "أوبورتيونيتي" مسافة الماراثون البالغة 42 كيلومترًا في عام 2015، وهي أكبر بكثير من المسافة التي قطعتها مركبة "كوريوسيتي" وتمكن من أخذ عينات تربة. ولدى أوبورتيونيتي ثلاثة مقاييس أجواء مختلفة وكاميرا ثلاثية الأبعاد. وكانت آخر عملية تشغيل للروبوت في "وادي المثابرة" (Perseverance Valley)، وهو مكان عمل مناسب للروبوت الصبور، قبل أن تتعطل قدراته بفعل عاصفة رملية.
صورة من: picture-alliance/dpa
المناظر الطبيعية بالكوكب الأحمر
تم التقاط هذه الصورة البانورامية بواسطة كاميرا مركبة "كوريوسيتي"، أحدث مركبات روفر الفضائية وستظل في الخدمة لأطول فترة ممكنة، ويؤمل أن تستمر خمس سنوات أخرى على الأقل. وتبدو المناظر الطبيعية للمريخ مألوفة إلى حد ما ولا تختلف عن بعض الصحاري الموجودة على كوكب الأرض. فهل يكون ذلك إذن سببا في شغفنا بالتجول على المريخ أم أنه من الأفضل ترك تلك المهمة للروبوتات؟ إعداد: فابيان شميت/ص.ش