1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

من أجل مشاركة أكثر إنصافا.. إفريقيا تسعى لدور عالمي أكبر

٢ أكتوبر ٢٠٢٢

فيما يطالب كثيرون من قادة أفريقيا بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، يعتبر الأفارقة أن القارة السمراء ليست في قلب اهتمامات الغرب، وأكدوا أن وحدتهم هي السبيل الحقيقي للقوة.

رؤساء حكومات أفريقيا خلال قمتهم بروتردام فى هولندا لمناقشة تمويل التكيف مع التغير المناخى فى أفريقيا ، الصورة بتاريخ 5 أيلول/ سبتمبر 2022
قادة أفريقيا يطالبون بمقعد دائم فى مجلس الأمن يعبر عن صوت القارة.صورة من: ANP/IMAGO

يطالب قادة الاتحاد الأفريقي منذ عقود بضرورة إصلاح مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، معتبرين أن المجلس الأممي بأعضائه الخمسة الدائمين - الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة - لا يمنح القارة صوتا في الشؤون العالمية.

وقال رئيس جمهورية أفريقيا الوسطي فوستين أرشانج تواديرا، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي اختتم أعماله مؤخرا في نيويورك، إن "جمهورية أفريقيا الوسطى تجدد دعمها للموقف المشترك للاتحاد الأفريقي".

 وأضاف تواديرا أن موقف الاتحاد الأفريقي "يدعو إلى إصلاح عميق للأمم المتحدة وزيادة عدد مقاعد الأعضاء بمجلس الأمن، من أجل مشاركة أكثر إنصافا وأكثر تمثيلا لجميع القارات".

وفى الوقت ذاته، يقول إيمانويل بنساه، نائب المدير التنفيذي لشبكة سياسة اتصالات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية بالاتحاد الأفريقي (AfCFTA) في حديث لـ DW، إن أفريقيا تسعى للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي منذ عام 2005.

ويوضح بنساه "هذا هو أحد أسباب قيام  الاتحاد الأفريقي  بإنشاء مجلس سلام وأمن خاص به على غرار مجلس الأمن الدولي"، مضيفا أن الأمم المتحدة كانت وستظل دائما اللاعب الدولي الأول متعدد الأطراف.

ويشير خبير الاتحاد الأفريقي في التجارة الحرة "لذلك ، من المهم (للاتحاد الأفريقي) أن يكون له صوت هناك (في مجلس الأمن الدولي)"، مشددا على أن الاتحاد الأفريقي يحتاج إلي الضغط خارج القارة لكسب المزيد من الدعم للحصول على مقعد في مجلس الأمن الدائم للأمم المتحدة.

"حياد" أفريقيا في حرب أوكرانيا

رغم تأثير الحرب في أوكرانيا الكبير على أفريقيا، حيث ارتفعت أسعار الطاقة والحبوب، اختارت العديد من الدول الأفريقية عدم الانحياز إلي أي جانب في الصراع.

ومؤخرا، قال الرئيس السنغالي، رئيس الاتحاد الأفريقي، ماكي سال إن أفريقيا" لا تريد أن تكون أرضا خصبة لحرب باردة جديدة"، في إشارة إلي الضغوط المتزايدة على زعماء القارة للانحياز إلي جانب بعينه.

ماكي سال رئيس السنغال والاتحاد الأفريقي خلال كلمته أمام الجلسة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى 20 سبتمبر/ أيلول 2022صورة من: Mary Altaffer/AP/picture alliance

وأضاف سال: "لقد عانت أفريقيا بما يكفي من  عبء التاريخ  لدرجة أنها لا تريد أن تكون مكانا لحرب باردة جديدة، بل هي قطب للاستقرار والفرص مفتوح لجميع شركائها على أساس المنفعة المتبادلة". كما حث روسيا وأوكرانيا على الذهاب إلي طاولة المفاوضات لتجنب صراع عالمي أوسع.

هل التعددية تخذل أفريقيا؟

دعا الرئيس الكيني الجديد وليام روتو، في خطابه الأول أمام الجمعية العامة، قادة العالم إلى إعادة التفكير في التعددية، فيما يخص أفريقيا.

وقال روتو" من  الإبادة الجماعية والصراعات الأهلية  إلى الزراعة والأوبئة، يجري ترك القارة الأفريقية باستمرار لتعانى وطأة التضامن الضعيف، والفشل الكارثي للتعددية". وأضاف "يشير التاريخ إلي أن آخر مرة كانت فيها أفريقيا هي النقطة المحورية للتعددية القوية والفاعلة، أثناء مؤتمر برلين في 1884-1885".

وشدد الرئيس الكيني روتو (55 عاما) على أن فشل التعددية خلال أزمة ما غالبا ما  يبعد شعوب أفريقيا عن دائرة الاعتبارات  الأخلاقية ويجعل الإهمال الإنساني طبيعيا، واصفا مثل هذا الإهمال وغيره من أشكال الظلم بأنها إخفاقات للإنسانية.

وفى هذا، يقول سيكو كاماو، تاجر أحذية في العاصمة الكينية نيروبي، لـ DW: "لا أعتقد أن الغرب يوجه أفضل اهتمامته لأفريقيا. لو كانوا يقومون بذلك، لتطورت أفريقيا كما يتطورون هم".

ودعا كاماو أفريقيا إلى الاتحاد كقارة واحدة والعمل معا، قائلا: "يمكننا المضي قدما، وتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه لو عملنا مع الغرب وفعلنا ما يريده".

أسعار الحبوب ارتفعت بعد الحرب الأوكرانية. صورة من: McPhotoStr/Bildagentur-online/picture alliance

كريستينا بيترو، سيدة أعمال في نيروبي، شاركت كاماو نفس الرأى وقالت: "لا يوجد سبب لأن تكون ألمانيا أو فرنسا أكثر أهمية من نيجيريا أو غانا"، مضيفة "على المستوى العالمي، أفريقيا في القمة". وشددت بيترو على ضرورة أن "يكون دورنا ودور كل هذه الدول الأخرى واحد على المستوى العالمي".

ودعت سيدة الأعمال القادة الأفارقة إلي التركيز على القضايا الأفريقية بدلا من مطالب المجتمع الدولي. وقالت إذا فعل القادة ذلك "سنصبح أقوى معا".

الاتحاد عن طريق التجارة

في عام 2018 أنشأت أفريقيا منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) التي تضم 43 دولة و11 موقعا. وتعد تلك المنظمة أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من حيث عدد الأعضاء بعد منظمة التجارة العالمية.

ويقول خبير السياسة الخارجية إيليا موني، المحاضر في جامعة الولايات المتحدة الدولية في نيروبي لـ DW، إن أفريقيا يمكن أن تتحد من خلال التجارة، فعليها قص ذلك الشريط الأحمر الذي حد من وجودها على الساحة العالمية.

ويضيف "أعتقد أن حالة الشرق الأفريقي هي مثال جيد على مدى صعوبة ذلك، لكنهم يحرزون تقدما". ووفقا لموني، فإن أكبر نقطة ضعف على مستوي القارة الأفريقية هي تلك التي تعوق التجارة بين البلدان الأفريقية وبعضها البعض، والناجمة عن الرسوم الجمركية المرتفعة.

كريسبين مواكيديو/ م.إ

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW