ارتفاع قياسي في أعداد القادمين من تركيا إلى اليونان وأوضاع كارثية على الجزر اليونانية. هي مؤشرات على أن الاتفاق التركي الأوروبي مهدد بالانهيار بحسب مراقبين. وزير الداخلية الألماني يسافر اليوم إلى أنقرة وبعدها إلى أثينا.
إعلان
يسافر وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر إلى أنقرة اليوم الخميس (03 أكتوبر/ تشرين الأول) على خلفية تزايد أعداد المهاجرين الذين يصلون الجزر اليونانية قادمين من تركيا، ويعتزم زيهوفر مقابلة عدد من المسؤولين الأتراك، من بينهم نظيره التركي سليمان سولو و وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو.
وبعد زيارته إلى أنقرة، سيتجه وزير الداخلية الألماني غدا الجمعة (04 أكتوبر/تشرين الأول) إلى أثينا. ويهدف زيهوفر من زيارته إلى إجراء مباحثات مع المسؤولين اليونانيين. وسيكون زيهوفر بصحبة نظيره الفرنسي، كريستوف كاستانير، والمفوض الأوروبي لشؤون الهجرة، دميتريس أفراموبولوس.
"هذه مأساة صدمتنا أيضا"
وكانت الحكومة الألمانية قد حثت اليونان في وقت سابق على إعادة المزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا على نحو أسرع، وذلك بسبب الأوضاع الكارثية في مخيمات اللجوء بالجزر اليونانية. واعتبر، شتيفن زايبرت، المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أن "هذا الإجراء جزء من الحل".
وتطالب منظمة "برو أزول" الألمانية المعنية بشؤون اللاجئين بالإجلاء الفوري للاجئين من الجزر اليونانية، وتوزيعهم على دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، من بينها ألمانيا على وجه الخصوص.
وكان حريقان اندلعا في مخيم موريا للاجئين، ومخيم آخر قريب في جزيرة ليسبوس اليونانية أسفر عن مقتل أم وطفلها يوم الأحد (29 أيلول/سبتمبر)، وأعقب ذلك اضطرابات داخل المخيم المكتظ باللاجئين. وقال المدير التنفيذي لمنظمة "برو أزول"، جونتر بوركهارت: "هذه مأساة صدمتنا أيضا... من يعرض آلاف الأشخاص إلى وضع ميؤس منه، شريك في التصعيد".
وكان الاتحاد الأوروبي أبرم اتفاقية مع تركيا في ربيع عام 2016، والتي تنص على إعادة الاتحاد الأوروبي لكافة المهاجرين الذين وصلوا إلى الجزر اليونانية بطرق غير شرعية عبر تركيا إلى أوروبا، ويستقبل الاتحاد الأوروبي في المقابل من تركيا لاجئين سوريين، كما تحصل تركيا على مساعدات مالية من الاتحاد لدعم اللاجئين السوريين لديها.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في تركيا حتى الآن بنحو 3.6 مليون لاجئ. ويشكو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته في هذه الاتفاقية على نحو كامل. وخلال ثلاثة أعوام وستة أشهر أعادت أوروبا إلى تركيا نحو 2200 لاجئ، من بينهم جزء تم إعادته في إطار اتفاق مواز بين اليونان وتركيا. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إن ألمانيا تعتزم تقديم "مساعدات إدارية" لليونان.
عبر البحار والدروب الوعرة يفر لاجئون من بلدانهم. وفي العالم هناك ما لا يقل عن 68 مليون لاجئ، وكل القارات معنية بمسألة الهجرة واللجوء، التي تعكس تفاقم الهوة بين الدول والمجتمعات. جولة مصورة تقربنا من هذه الظاهرة العالمية.
صورة من: Imago/ZUMA Press/G. So
الهروب في شاحنة
آخر موجات الهجرة في العالم كان مسرحها أمريكا اللاتينية. العنف والجوع دفعا بعشرات الآلاف من هندوراس، نيكاراغوا، السلفادور وغواتيمالا للهروب. الملاذ المقصود هو الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن رئيسها دونالد ترامب أغلق جميع الأبواب والنوافذ.
صورة من: Reuters/C. Garcia Rawlins
الإبعاد إلى خارج البلد المنشود
الحكومة الأسترالية المحافظة ترفض فتح الأبواب أمام اللاجئين، وأولئك الذين يتمكنون فعلا من الوصول إلى القارة الخامسة بعد مسار شاق وطويل؛ يتم إبعادهم بكل صرامة. وأبرمت الحكومة اتفاقيات مع عدد من بلدان المحيط الهادئ لاستقبال اللاجئين في مخيمات خاصة في هذه البلدان. المراقبون يصفون أوضاع تلك المخيمات بالكارثية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Hass Hassaballa
لاجئون منسيون
يبلغ حسين أبو شنب من العمر 80 عاماً. إنه لاجئ فلسطيني في الأردن، ذلك البلد الذي يقترب عدد سكانه من عشرة ملايين نسمة، من بينهم 2.3 مليون لاجئ فلسطيني. بعضهم يعيش في الأردن منذ عام 1948، وأضيف إليهم مؤخراً ما لا يقل عن نصف مليون لاجئ سوري.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Abdo
اللجوء إلى الجيران
يرى الكثير من الفنزويليين في كولومبيا فرصتهم الأخيرة، حيث يعيشون في مخيمات مثل "إلكامينون" على أبواب العاصمة بوغوتا. فسياسة الرئيس نيكولاس مادورو أدت إلى عجز الدولة في فنزويلا عن إطعام سكانها وتوفير العيش الكريم لهم. هناك عجز كبير في المواد الغذائية والأدوية، فيما تبدو آفاق العودة للوطن ضئيلة جدا.
صورة من: DW/F. Abondano
الهروب في ظل البرد القارس
في لعبة فر وكر، يحاول اللاجئون اجتياز الحدود البوسنية الكرواتية. الملاذ المرتجى للمهاجرين هو كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي. هذا الطريق محفوف بالمخاطر، خاصة في فصل الشتاء، فصل الأمطار والثلوج والعواصف.
صورة من: picture-alliance/A. Emric
الهروب من البطش إلى الفقر
فصل الأمطار في مخيم للاجئين في كوتوبالونغ في بنغلادش. هنا هاربات من ميانمار بمظلات تحميهن من الأمطار. بطش النظام العسكري في ميانمار دفع بأكثر من مليون من مسلمي الروهينغا للهروب إلى البلد الجار بنغلادش، الذي لا يقل فقرا عن ميانمار. كوتوبالونغ يعتبر حاليا أكبر مخيم للاجئين في العالم.
صورة من: Jibon Ahmed
الحياة بدون مفر
تملك جمهورية إفريقيا الوسطى الكثير من الثروات المعدنية وأراضي خصبة شاسعة؛ لكن عوامل كثيرة عصفت باستقرار هذا البلد، منها الحرب الأهلية والنزاعات مع البلدان المجاورة، إضافة إلى توالي الحكومات الفاسدة وتنامي الإرهاب الإسلاموي. كل هذا دفع بالكثيرين للبحث عن ملاذات، كما يظهر هنا في العاصمة بانغي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Blackwell
الوصول إلى إسبانيا
بأغطية حمراء يُستقبل لاجؤون في ميناء مالاغا الإسباني من قبل الصليب الأحمر الدولي. 246 مهاجراً تم انقاذهم في عملية تتكرر يومياً. الكثير من الأفارقة يتجنبون حالياً الطريق لأوروبا عبر ليبيا ويتوجهون بدل ذلك غرباً إلى الجزائر أو المغرب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/J. Merida
لاجئون سودانيون في أوغندا
لفترة طويلة كانت أوغندا نفسها دولة مزقتها الحرب الأهلية؛ إلا أن الوضع تغير وأصبح مستقراً، بالمقارنة مع بلدان إفريقية أخرى. في الصورة هنا لاجئون قادمون من جنوب السودان. وصولهم إلى كولوبا، يعني لهم الوصول إلى بر أمان. هناك اليوم مئات الآلاف من سكان جنوب السودان، الذين لجأوا إلى أوغندا، هربا من أعمال العنف في بلدهم. اعداد: كارستن جرين/ حسن زنيند