من إدلب إلى كولونيا.. قصة تفوق ثلاث أخوات في الثانوية العامة
٢١ يوليو ٢٠٢٠
ثلاث أخوات نزحن مع عائلاتهن من مدينة إدلب السورية إلى ألمانيا بحثا عن الأمن ومستقبل أفضل. الأخوات الثلاث نجحن في الحصول على شهادة الثانوية العامة بمعدل جيد رغم أنه لم يمض سوى خمس سنوات على وصولهن إلى ألمانيا.
إعلان
"كنا مصرين على إتمام تعليمنا والحصول على شهادة الثانوية العامة" هذا ما قالته سمر، وهو ما دفع اللاجئة السورية (19 عاما) وأختاها لمى ولونا (جميع الأسماء تم تغييرها) إلى المثابرة على تعلم اللغة الألمانية وإتقانها بشكل جيد. بعد خمس سنوات من الوصول إلى ألمانيا نجحت الأخوات الثلاث في تحقيق هدفهن في الدخول إلى الجامعة في ألمانيا.
كحال الكثير من اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا في ذروة موجة اللجوء عام 2015، كانت هناك شكوك في قدرة الفتيات الثلاث على متابعة تعليمهن في الثانوية العامة مع التلاميذ الألمان. والسبب بالدرجة الأولى هو صعوبة اللغة الألمانية. ما جعل البعض ينصحهن بالاكتفاء بإجراء تدريب مهني. لكن أساتذتهن كانوا واثقين من قدراتهن على النجاح، وتقول سمر في حوار مع موقع صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار "ألمانيا منحتنا فرصة رائعة ونريد رد الجميل".
أما لونا، فاختارت علم الاجتماع والتركيز على التعايش بين ثقافات مختلفة "من خلال تجربتي كلاجئة أريد العمل في مجال يجمع الناس من ثقافات مختلفة ومساعدتهم على فهم الاختلاف بين الثقافات". أما لمى فتريد دراسة الهندسة المعمارية، "لبناء المنازل بدلا من إزالة الحطام" حسب ما أكدته لموقع بيلد الالماني.
لاجئون في ألمانيا شقوا طريق النجاح نحو الاندماج
02:36
طريق لم يكن مفروشا بالورود
منزل الطفولة التي عاشت فيه لمى في إدلب شمال غربي سوريا مع أخواتها وعائلتها، تهدم بعد مغادرته بوقت قصير. عمليات القصف والصواريخ دفعت العائلة السورية لاتخاذ قرار النزوح والبحث عن مستقبل آمن. المحطة الأولى كانت تركيا وتحديدا اسطنبول. هناك أقامت العائلة عند أحد أقاربها في منزل صغير يقيم فيه 14 شخصا.
سوء الأوضاع المعيشية هناك دفع العائلة للمغادرة والتوجه نحو أوروبا رغم تحذيرات أقاربهم لهم من خطورة الطريق. بواسطة قارب مطاطي مليء بالمهاجرين وصلت العائلة إلى اليونان وعبر طريق البلقان وصلت إلى العاصمة النمساوية فيينا. رحلة دامت ثلاثة أشهر لينتقلوا بعد ذلك إلى سالزبورغ ومنها إلى ميونيخ في ولاية بافاريا الألمانية ولتستقر فيما بعة بمدينة كولونيا والحصول على حق اللجوء في نهاية عام 2015.
لم يكن السوري حيدر درويش يتخيل، في عام 2016 ، أنه سيعيش بعد عامين من هذا التاريخ في برلين وأنه سيؤدي هناك عروضا راقصة. في هذه الصور نعرض قصة ثلاثة لاجئين وجدوا ضالتهم في برلين.
صورة من: Reuters/A. Cocca
كأنه رجل أعمال
عندما يمشي يوسف صليبا في شوارع برلين، قد يعتقد المرء أنه رجل أعمال. وبالفعل كان رجل أعمال قبل مجيئه إلى ألمانيا. وعندما كان في التاسعة من عمره، أرسله والده إلى دمشق للعمل عند صديق في معالجة الخشب. وهذا ما جلب له متعة كبيرة، مما جعله يستقل في عمله، الذي ازدهر إلى حين تفجرت الحرب في سوريا في عام 2011.
صورة من: Reuters/F. Bensch
فنان يصعد إلى المنبر
يوسف صليبا كان يخشى أن يساق إلى الجيش السوري ـ وهكذا فر قبل ثلاث سنوات إلى أوروبا. وعندما ـ لاحقا في ألمانيا ـ قام ضمن دروس تعلم الألمانية برحلة استكشافية في كاتدرائية برلين شعر فورا بارتباط ما بالمكان. وعرض أن يساعد بشكل تطوعي في أعمال الترميم. وبعدها بسنة عرضت عليه الكنيسة عملا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
الكنيسة كوطن
وتحولت كاتدرائية برلين بسرعة إلى موطن صليبا بخلاف ألمانيا. ولا تريد سلطات برلين إصدار هوية شخصية له وتحيله على السفارة السورية في برلين. لكنه يرفض دخول سفارة البلد الذي هرب من حكومته، ولهذا قدم شكوى ضد ألمانيا. ولا يُعرف كيف سيستمر الوضع بالنسبة إليه في ألمانيا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
طلب اللجوء يوم مصيري
علي محمد رضائي لا يعرف تاريخ ميلاده. لكن الشاب البالغ من العمر 26 عاما يعرف تاريخا آخر: الـ 15 من أكتوبر 2015 حين وصل الأفغاني إلى برلين وقدم طلب لجوء. وبرلين كانت وجهة سفره، الذي استمر شهرين من أفغانستان عبر البلقان إلى ألمانيا حيث عمل أشياء كثيرة منها عزف الموسيقى.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الموسيقى والدراجات النارية
علي محمد رضائي التحق بفرقة موسيقية تعرف فيها على كريس فاخهولتس، التي استضافته في منزلها للطبخ هناك مع زوجها وتعلم الألمانية. وتبين أن علي محمد رضائي وزوج كريس لهما نفس الشغف ـ الدراجات النارية. وارتبط علي بالزوجين اللذين يعتبرهما كأمه ووالده.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مقهى اللغة
في ألمانيا قام علي محمد رضائي ببعض الدورات التدريبية، لكنه لم يحصل على عمل ـ في دار عجزة وفي مخبزة وفي فنادق ومطاعم. وفي وقت الفراغ يحاول تحسين لغته الألمانية مثلا داخل مقهى برليني يقدم دروسا في هذا المجال.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الخوف من الترحيل
عندما لا يحضر علي محمد رضائي الأكل في صالة استراحة لوفتهانزا في مطار برلين أو ينظف، فإنه يلتقي مع أصدقاء في حانة. إلا أن خطر الترحيل يطارده :" لدي شقة وأعرف الكثير من الناس اللطفاء. وإذا رحلوني، فإنني سأخسر كل شيء". لأنه تم رفض طلب لجوئه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
من وابل القنابل إلى الحياة الليلية
الغالبية لا تتخيل لاجئا سوريا مثل حيدر درويش. لكنه لاجئ. في 2016 هرب من الحرب. وعندما بدأ يرقص في 2017 داخل نادي للمثليين، تحدث إليه جودي لاديفانا، طالب إسرائيلي عرض عليه المشاركة في عرضه. وفي سوريا لم يسبق لحيدر درويش أن رقص فوق حلبة.
صورة من: Reuters/A. Cocca
أعمال غير عادية
جودي لاديفانا أقنعه، ومنذ ذلك الحين تسير الأمور جيدا. ويقول بافتخار: "الكثير من الناس يسألون متى وأين أقدم عروضي كي يحضرونها". ولتحسين راتبه، فإنه يعمل في متجر للموضة وأدوات الجنس للمثليين. وصاحب المتجر سبق وأن زار عرضه الفني.
صورة من: Reuters/A. Cocca
الانفتاح
حيدر درويش (يسار) يساعد رئيسه فرانك ليتكه (يمين) في تظاهرات المثليين في برلين. وحياته في سوريا كانت ستكون مختلفة عما هي عليه الآن في برلين: متنوعة ومتحررة وخالية من الخوف. وبإمكانه في برلين أن ينطلق أكثر. وبرلين زادت بقسط في تنوعها.