"من السهل أن تصبح ثرياً!"... التحول الرقمي ودمقرطة الثراء
٣٠ مارس ٢٠٢٤
يرى خبير في الثروات والثراء أن ريادة الأعمال وليس الورثة هي الطريق اليوم لدخول نادي أثرياء العالم. كيف قلب التحول الرقمي الموازين؟
إعلان
يتربع رئيس أمازون جيف بيزوس، ومالك شركة تيسلا إيلون ماسك، ورئيس أكبر شركة للسلع الفاخرة برنار أرنو على على قمة أثرياء العالم.
يقول الباحث في علم الثروات والثراء في "جامعة سيغموند فرويد الخاصة" في فيينا، توماس درويين إن تحقيق الثراء أصبح أسهل اليوم، ولكن الوصول للثراء مختلف بين الماضي والحاضر، كما نقل عنه موقع "تاغسشاو" الألماني. ويضيف أن امتلاك "أصولاً بقيمة 722 ألف يورو، تضع الشخص في عداد أغنى خمسة بالمائة في ألمانيا". أمام عدد المليارديرات في ألمانيا فيبلغ 173 إنسان.
ووفقاً لتقرير الثروة العالمية الصادر عن شركة كابجيميني الاستشارية، كان هناك حوالي 1.6 مليون مليونير في ألمانيا في عام 2022. وفي عام 2008 كان هناك نصف هذا العدد.
ووفقا للباحث درويين، فإن الشخص الذي يملك ما لا يقل عن 300 مليون يورو يعتبر ثرياً للغاية.
ومنذ مطلع الألفية زاد عدد المليارديرات أكثر من خمسة أضعاف في العالم. وما يقرب من عشرة بالمائة منهم تقل أعمارهم عن 50 عاماً. كيف حققوا ذلك؟
سمعة الأغنياء
06:30
بين الأمس واليوم
باختصار: معظمهم أصبحوا أغنياء بفضل عملهم لا من خلال الورثة. ويؤكد الخبير توماس درويين ذلك بعد بحث في 120 دولة: "إن الأسطورة القائلة بأن الورثة هي السبب الأول للثراء ليست صحيحة. منذ بداية الثورة الصناعية، كانت ريادة الأعمال هي العامل الحاسم للثروة. ومع ذلك، تغيرت الظروف بشكل كبير".
قبل التحول الرقمي، أدت الثورة الصناعية في الولايات المتحدة إلى مراكمة ثروات كبيرة. ومن الأمثلة على ذلك ما حققته عائلة روكفلر من خلال النفط، وأندرو كارنيجي من خلال الصلب والبنية التحتية مع أندرو كارنيجي، وهنري فورد في صناعة السيارات، كما نقل "تاغسشاو" الألماني.
لقد تغيرت الفرص والمتطلبات اللازمة لتحقيق الثراء: على مدى قرون، وخاصة منذ القرن التاسع عشر، كان أصحاب السفن وأصحاب المناجم وبناة السكك الحديدية بحاجة إلى شبكة مذهلة من الموظفين، كما يوضح الباحث. تغير ذلك في العشرين أو الثلاثين عامًا الماضية مع الإنترنت والرقمنة والذكاء الاصطناعي: "اليوم أصبح من الأسهل أن تصبح ثرياً. ولأول مرة في تاريخ البشرية، أصبح من الممكن تطوير فكرة وإنفاق المال عليها ومن ثم جني الكثير من المال منها". ويمكننا القول: "لقد أدى التحول الرقمي إلى إضفاء طابع ديمقراطي على الثراء".
لكن الفكرة وحدها لا تكفي: "بدون الشجاعة والانضباط لتنفيذها، لن تنجح"، يؤكد الخبير. خلال 25 عاماً في البحث العلمي في الثروات والثراء اتضح لتوماس درويين: "لم يكن معظم الأثرياء مهتمين بالمال في المقام الأول، بل كانت لديهم الإرادة والهوس لتحويل أفكارهم أو رؤاهم إلى واقع، ولا ننسى دور المثابرة".
ويتميز الجيل الجديد من فاحشي الثراء بحقيقة أن لديهم رؤية أكبر للروابط العالمية ويفكرون على مستوى عالمي. "هذا الجيل يستخدم رأس ماله للعمل والإبداع ولديه الشجاعة لتجربة الأشياء".
أعده للعربية: خالد سلامة
أغنى عشر عائلات في ألمانيا
نشرت مجلة "مانجر ماغاتسين" قائمتها الأخيرة لأغنى أثرياء ألمانيا. ورغم ثرائهم الفاحش ومساهمتهم الكبيرة في اقتصاد البلاد، لا يعرف الكثير عن هؤلاء الأغنياء الفاحشي الثراء. فمن هم وكم تبلغ ثروة كل واحد منهم؟
صورة من: picture-alliance/dpa
رجل الأعمال الألماني غونتر هيرتس الذي يبلغ من العمر 75 عاما نجح في تحويل الشركة التي ورثها من والده "تشيبو" إلى شركة عملاقة شاملة تختص ببيع منتجات القهوة ومكائن صنع القهوة وبعض المنتجات المنزلية والملابس. وصلت ثروة هيرتس في 2015 إلى ثمانية مليارات يورو محتلا المركز العاشر بين كبار أثرياء ألمانيا. ويملك هيرتس أيضا شركة لصناعة السكائر وشركة للمنتجات الرياضية وسلسلة المطاعم الإيطالية فابيانو.
صورة من: picture-alliance/dpa
يعد راينهولد فورت البالغ من العمر 80 عاما من أهم صناع العدة الصناعية في العالم، وخاصة شركته الكبرى التي تحمل اسمه "فورت". ويحتل فورت المركز التاسع بثروة وصلت هذا العام إلى 8.8 مليار يورو. ويقتني فورت أكثر 16 ألف لوحة نادرة تقدر قيمتها بالملايين.
صورة من: DW/E. Stasik
بدأ فيرنر أوتو بشركة للتسوق عن بعد قبل اكتشاف الانترنت وقبل شركة أمازون وإي باي بعقود، وهو ما جعل منه أحد أغنى أغنياء ألمانيا. ورغم المنافسة القوية للتسوق عن بعد في عصر الانترنت ما زال فيرنر أوتو ضمن قائمة أغنى أغنياء ألمانيا في المركز الثامن حيث قدرت ثروته هذا العام بتسعة مليارات يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa
هاينتس هريمان تيله هو صاحب شركة كنور لإنتاج مكابح السيارات. وعرف عن تيله استعماله لاستراتجيات اقتصادية غير تقليدية في العمل. بلغت قيمة ثروته هذا العام 9 مليارات ونصف المليار يورو ليكون بذلك سابع أغنياء ألمانيا..
صورة من: imago/HRSchulz
متاجر ألدي هي من أشهر متاجر التجزئة للمواد الغذائية في ألمانيا وفي أوروبا وقسمت الشركة الأم بعد وفاة صاحبها الأب كارل ألبريشت إلى قسمين وهي "ألدي الجنوب" و"ألدي الشمال" التي يملكها الأبن تيو ألبريشت. وقدرت ثروة عائلة تيو ألبرشت هذا العام بـ 16.9 مليار يورو في المركز السادس. لا توجد صورة للعائلة والقليل من الناس في ألمانيا يعرف أفراد العائلة وهم لا يظهرون نهائيا في وسائل الإعلام.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Steinberg
أما عائلة ديتر شفارتس المالكة لمتاجر ليدل المنافسة لآلدي، فاحتلت المركز الخامس ضمن القائمة بثروة وصلت قيمتها إلى نحو 17 مليار يورو، وبزيادة بلغت ملياران ونصف المليار عن العام الماضي بسبب كسب متاجر ليدل لزبائن جدد وفتحها لفروع عديدة في مختلف أنحاء العالم. أسماء ووجوه العائلة غير معروفة أيضا للكثير من الناس في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
عائلة رايمان هي القادم الجيد هذا العام ضمن قائمة العائلات العشر الأغنى في ألمانيا. حيث ارتفعت ثورتها إلى 17.6 مليار يورو هذا العام بفضل نجاح شركاتها واستثماراتها الكثيرة. وعرف عن العائلة امتلاكها لمنتجات "الأسنان البديلة" وماركة "كوكيدينت" التي أسسها جد العائلة في مطلع القرن الماضي. وعائلة رايمان هي مساهمة حاليا في شركة كوتي الأمريكية للعطور وريكت بينكيزر البريطانية.
صورة من: Imago/Westend61
عائلة كارل ألبريشت، وهو الابن الأخر لكارل ألبريشت مؤسس شركة ألدي، تملك شركة "ألدي الجنوب" وحلت في المركز الثالث بثروة وصلت قيمتها إلى 20 مليار دولار. رغم الثروة الخيالية التي تملكها العائلة إلا أنه لا يعرف الكثير عنها. ويبدو أن الابتعاد عن الظهور في الإعلام تقليد استمرت عليه عائلة ألبريشت منذ عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa
ماريا إليزابيث شيفلر وإبنها غيورغ شيفلر عادا من جديد إلى قمة الأغنياء في ألمانيا بعدما تراجعت ثروة العائلة في السنوات الماضية،. وبلغت ثروة العائلة التي احتلت المركز الثاني هذا العام 22 مليار يورو، بزيادة بلغت ملياران ونصف المليار يورو عن العام الماضي. وتملك العائلة الحصة الأكبر في شركة "كونتينينتال" لإنتاج إطارات السيارات، بالإضافة إلى شركة شيفلر لصناعة الآلات ومعدات السيارات.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon/M. Ossowski
واصلت عائلة كفانت تصدرها لقائمة أغنى أغنياء ألمانيا بثورة وصلت إلى 26.5 مليار يورو، رغم الخسارة التي تعرضت لها أسهم العائلة بسبب فضائح تلاعب فولكسفاغن بقيم العوادم. وشتيفان كفانت وشقيقته سوزانه كلاتن هما من أكبر المساهمين في شركة بي إم دبليو الألمانية للسيارات، ويملكان العديد من الشركات الأخرى.