من القاهرة.. بومبيو يدعو دول المنطقة للتحالف في مواجهة ايران
١٠ يناير ٢٠١٩
أكد وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده "قوة خير" في الشرق الأوسط، وأنها لا تزال ملتزمة "بالقضاء الكامل" على خطر "داعش" رغم قرار سحب الجنود من سوريا، وأشار بومبيو إلى أن بلاده تعمل على إقامة تحالف عربي لمواجهة إيران.
إعلان
بومبيو يستعرض استراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط.. ما الجديد؟
37:12
دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من القاهرة الخميس (10 يناير/ كانون الثاني 2019) دول الشرق الأوسط إلى "إنهاء الخصومات القديمة" والتحالف في مواجهة إيران، في ثالث محطة من جولته في الشرق الأوسط، التي ستقوده أيضا إلى منطقة الخليج.
وشدد بومبيو في خطاب ألقاه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة على أن "أمم الشرق الأوسط لن تعرف أبداً أمناً واستقراراً اقتصادياً اذا استمر النظام الثوري الإيراني على الطريق التي يسلكها حاليا". وأضاف: "أمريكا لم تكن أبداً قوة محتلة... ليس كما هو الحال بالنسبة لإيران".
وحذر الوزير الأمريكي من أن "طموحات إيران لا تقتصر على الشرق الأوسط"، داعيا كل الدول للتعاون من أجل التصدي للنهج الإيراني. وأشاد بومبيو بجهود حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة في ترسيخ السلام، وحذر من أن الولايات المتحدة لن تسمح باستمرار وضع حزب الله في لبنان على ما هو عليه، وقيامه بنشر صواريخ موجهة بصورة مباشرة إلى إسرائيل. وتعهد بومبيو بأن تواصل واشنطن العمل على أن "تحتفظ إسرائيل بالقدرات العسكرية" التي تمكنها من "الدفاع عن نفسها ضد نزعة المغامرة العدوانية للنظام الإيراني".
وقال بومبيو إن الانسحاب الأميركي من سوريا سيتم، مؤكداَ أن واشنطن ستعمل بـ"الدبلوماسية" على "طرد آخر جندي إيراني" من هذا البلد. وأضاف متوجها إلى دول الشرق الأوسط "حان الوقت لإنهاء الخصومات القديمة"، مؤكداً أن واشطن "تعمل على إقامة تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة أهم الأخطار في المنطقة". وأوضح أن هذا التحالف سيضم "دول مجلس التعاون الخليجي إضافة الى الأردن ومصر".
وفي كلمته بالجامعة الأمريكية أوضح بومبيو أن سحب قوات بلاده من سوريا لن يؤثر على التزام الولايات المتحدة بمحاربة الإرهاب، وقال "عندما تنسحب أمريكا تحل الفوضى" وأكد أن الولايات المتحدة "قوة خير" في الشرق الأوسط وأنها لا تزال ملتزمة "بالقضاء الكامل" على خطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) رغم قرار سحب جنودها من سوريا.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري صباح الخميس، أكد بومبيو أن "قرار الرئيس ترامب بسحب قواتنا من سوريا اتُخذ وسنقوم بذلك". ونفى وجود تناقض بين إعلان ترامب الانسحاب من سوريا وبين الشروط التي ذكرها في ما بعد مسؤولون أميركيون كبار من بينهم مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون.
وبعد زيارة الأردن والعراق، جاء بومبيو الى القاهرة حيث التقى صباحاً الرئيس عبد الفتاح السيسي. وسيكمل جولته بزيارات لعدة دول خليجية.
ص.ش/ي.ب (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
عقود من التدخلات العسكرية الغربية في الشرق الأوسط.. ما النتائج؟
شهدت منطقة الشرق الأوسط وعلى مدى عدة عقود تدخلات عسكرية من دول غربية. ورغم رفع شعارات نبيلة لهذه التدخلات إلا أنها وفي الأغلب كانت لها نتائج شديدة الكارثية على أطراف مختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/CPA Media/Pictures From History
حرب تحرير الكويت
كانت البداية بعملية عاصفة الصحراء. استهدفت العملية العسكرية إنهاء الاحتلال العراقي للكويت التي غزاها صدام في أغسطس / آب من عام 1990. وبعد رفض العراق للقرارات الدولية بالانسحاب من الكويت بدأت الحرب في منتصف يناير / كانون الثاني من عام 1991 من خلال تحالف غربي شمل نحو 32 دولة كان على رأسها الولايات المتحدة بجانب بريطانيا ومصر والسعودية والإمارات وإيطاليا وغيرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/CPA Media/Pictures From History
حرب تحرير الكويت
كان من أبرز نتائج الحرب سقوط نحو مئة ألف قتيل من الجيش العراقي وتلوث إشعاعي نتيجة قصف العراق بمئات الأطنان من قذائف اليورانيوم المنضّب، وتدمير شبه كامل للبنية التحتية الكويتية وجانب كبير من البنية التحتية العراقية، كما فرض حصار دولى خانق على العراق تسبب في وفاة مئات الآلاف من الأطفال بسبب سوء التغذية وضعف الخدمات الصحية، واستقرت القوات الأمريكية في الخليج وأنشأت به عدة قواعد عسكرية.
صورة من: AP
غزو العراق وإسقاط صدام
على الرغم من تأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن العراق لايقوم بتطوير أسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل، ورغم المحاولات الأمريكية المتواصلة لإقناع الأمم المتحدة بالعكس من خلال صور ومستندات ثبتت فبركتها فيما بعد، قررت الولايات المتحدة العمل خارج إطار المنظومة الأممية وتنفيذ عملية عسكرية في عام 2003 للإطاحة بصدام حسين. كان التحالف الدولي مكونا من الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل رئيسي.
صورة من: AFP/Getty Images
غزو العراق وإسقاط صدام
بعد 15 عاما من غزو العراق واسقاط النظام العراقي تبدو النتائج كارثية، حيث سقط نتيجة الغزو مئات الآلاف من العراقيين بينهم نساء وأطفال، ودمرت أغلب آثار واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية في العالم ونهب البنك المركزي العراقي بحصيلة قدرت بحوالي 100 مليار دولار وتمزق العراق إلى مناطق نفوذ طائفي لتنشأ فيما بعد كارثة اسمها "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo
إسقاط نظام القذافي
في عام 2011 انطلقت في ليبيا إنتفاضة شعبية على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، ومن خلال مظلة أممية قصف تحالف غربي مكون من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا الأراضي الليبية بهدف تنفيذ منطقة حظر جوي لتقليل خطر القوات التابعة للقذافي على قوات الثوار، فما كان من القذافي إلا أن أمر بفتح مخازن الأسلحة "لتسليح الشعب لمقاومة العدوان" وتحولت ليبيا إلى حالة فوضى.
صورة من: dapd
إسقاط نظام القذافي
نتج عن التدخل العسكري الغربي في ليبيا تمزق البلاد إلى أقاليم متصارعة وأصبحت ليبا مسرحاً للصراع بين تحالفات إقليمية ودولية. على أن الأسوأ كان انتشار سلاح وذخيرة الجيش الليبي لتتلقفه أيدي الفئات المتصارعة التي كان بعضها جماعات متطرفة. لم يقف الأمر عند هذا الحد بل خرج السلاح من ليبيا ووصل إلى تنظيمات إرهابية في دول مجاورة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرب على داعش
مع انهيار السلطة في العراق واشتداد الحرب الأهلية في سوريا ظهر تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا بـ"داعش"، وأعلن التنظيم الإرهابي ما أسماه بـ "دولة الخلافة"التي سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا. في عام 2014 تشكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة ومعها فرنسا والبحرين والأردن وقطر والسعودية والإمارات بهدف القضاء على تنظيم داعش.
صورة من: Getty Images/AFP
الحرب على داعش
وبالفعل تم القضاء على ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" بعد فظاعات هائلة ارتكبها ليس فقط في حق أتباع الطوائف والديانات الأخرى وإنما في حق مسلمين أيضاً. على أن هزيمة التنظيم أدت إلى تشتت قواته وتفرقها بين الدول المختلفة لتبدأ في تشكيل جيوب لخلايا إرهابية شكلت تهديداً محدقاً بأمن هذه الدول.
صورة من: Imago/ZUMA Press
سوريا.. المأساة المستمرة
في فبراير / شباط من عام 2011 بدأت الثورة السورية بشكل سلمي، لكن النظام السوري واجهها بعنف شديد ما سمح لأطراف داخلية وخارجية بتحولها لحرب أهلية، لتبدأ واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث. ذهل العالم من صور لآف الجثث لسوريين قضوا جوعاً أو تحت التعذيب في أقبية السجون السورية. لكن الغضب الدولي تصاعد مع تواتر الأنباء عن استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية ما أدى لمقتل مئات المدنيين.
صورة من: AP
سوريا.. المأساة المستمرة
نفي النظام السوري استخدامه لأسلحة كيماوية ودعمته موسكو بفيتو متكرر في مجلس الأمن، ما جعل واشنطن تبدأ في تشكيل تحالف خارج نطاق الأمم المتحدة لتوجيه ضربات عسكرية للنظام السوري والميليشيات الإيرانية، كان أبرزها ضربة أمريكية في أبريل 2017 على قاعدة الشعيرات قرب حمص. وجددت واشنطن تهديدها بضربة إنتقامية ردا على هجوم كيماوي مفترض بدوما، وسط مخاوف شديدة من مواجهة عسكرية مع روسيا أبرز لاعب عسكري في سوريا.