بعد أن أحدث ثورة في قطاع الفضاء ، يخطط إيلون ماسك لطرح أسهم شركته "سبيس إكس" للاكتتاب العام فما الذي يعنيه ذلك بالنسبة للشركة؟ ولماذا كل هذا الاهتمام بما يُتوقع أن يكون أكبر اكتتاب عام في التاريخ.
منذ إنشاء سبايس إكس SpaceX عام 2002، تحظى الشركة بمكانة خاصة بالنسبة إلى مؤسسها إيلون ماسكصورة من: Chandan Khanna/AFP
إعلان
ماذا تعني خطط "سبيس إكس"؟
يملك إيلون ماسك حاليا شركة سبيس إكس (SpaceX) وشركة تسلا (Tesla) وإكس إيه آي (xAi) والعديد من صناديق الاستثمار. وتعدّ "ألفابيت" (Alphabet) العملاقة، وهي الشركة الأم لغوغل، من بين المساهمين في شركة الفضاء. ومن خلال طرح أسهمها للتداول العام، ستجذب سبايس إكس مستثمرين جددا أكثر تنوعا، بما في ذلك أفرادا، كما ستسمح لمساهميها الحاليين ببيع حصصهم بسهولة أكبر وتحقيق مكاسب كبيرة من هذه العملية.
سيولة كبيرة
هذه العملية تصب في مصلحة سبيس إكس بشكل أكبر. ويقول ماثيو كينيدي من شركة "رينيسانس كابيتول" (Renaissance Capital) المتخصصة، إنّها "لم تواجه أبدا صعوبة في جمع أموال في السوق الخاص، ولكن الأسواق العامة أكبر بلا شك". من جانبها، قدّرت وكالة بلومبرغ أن تدر هذه العملية 30 مليار دولار، وهو أمر غير مسبوق، وأكثر بكثير من مبلغ 10 مليارات دولار الذي درّته الشركة منذ إنشائها، وفقا لمنصة "بيتشبوك" (Pitchbook) المتخصصة ما يعني ارتفاع قيمتها الإجمالية إلى 1,5 تريليون دولار.
إعلان
لماذا كل هذه الأموال؟
يأتي طرح أسهم الشركة للتداول العام في خضم طفرة يشهدها قطاع الفضاء. ومن المتوقع أن يتضاعف حجم هذا القطاع ثلاث مرات بحلول سنة 2035، بعدما كان 630 مليار دولار في العام 2023، وفقا لشركة ماكينزي الاستشارية والمنتدى الاقتصادي العالمي.
تستفيد شركة سبيس إكس من جاذبية فريدة في هذا القطاع، خصوصا أنّها تهيمن على سوق العمليات الفضائية بصواريخها القابلة لإعادة الاستخدام كما تملك أكبر مجموعة من الأقمار الصناعية عبر شبكة ستارلينك. ويقول كلايتون سووب من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) لوكالة فرانس برس، إنّ هذا الأمر "أشبه بظاهرة نادرة، لذلك لا يمكننا إجراء الكثير من المقارنات مع اقتصاد الفضاءككل".
شركة سبايس إكس طورت مشاريع رائدة أحدث من خلالها ثورة في قطاع الفضاء العالميصورة من: Daniel Cole/REUTERS
لماذا الآن؟
كان إيلون ماسك قد استبعد هذا الخيار في الماضي، لذا فاجأ الإعلان الكثير من المتابعين والخبراء. فمنذ إنشاء سبايس إكس عام 2002، تحظى الشركة بمكانة خاصة بالنسبة إلى ماسك، لأنّ الهدف الأساسي من إنشائها هو تحقيق طموحه الشخصي المتمثل في الوصول إلى كوكب المريخ. ولا يزال هذا الطموح محور أولويات الشركة التي تعمل اليوم علىتطوير ستارشيب، وهو أكبر صاروخ يتم تصميمه لإجراء رحلات إلى القمر والمريخ، كما تسعى إلى بناء مراكز بيانات مخصصةللذكاء الاصطناعي في الفضاء.
وهذه كلها مشاريع يمكن أن تستفيد من السيولة الجديدة التي ستنتج عن إدراج الأسهم في سوق الأوراق المالية. ويرى كلايتون سووب أنّ هذه المناورة تهدف بالتالي إلى "تسريع تحقيق رؤية (إيلون ماسك) بشأن وجودٍ بشري على المريخ".
عواقب متوقعة
تدفّق هذه الأموال من شأنه أن يأتي أيضا بعواقب، لأنّ طرح الأسهم على الاكتتاب العام سيجبر "سبيس إكس" وإيلون ماسك على اعتماد شفافية أكبر، خصوصا بشأن الإيرادات التي يتم تحقيقها، وقد يضغط عليهما لتحقيق الربحية. ويقول مايسن بيك الأستاذ في علوم الطيران في جامعة كورنيل، "أعتقد أنّ هذا قد يبطئ شركة سبيس إكس إلى حد ما على المدى القصير".
كذلك، فإنّ استراتيجية الشركة القائمة على المخاطرة والتي تعتمد على تقنيات غير مثبتة في كثير من الأحيان، بينما لا تتردد في إطلاق نماذج أولية متعددة للتعلم من أخطائها، قد تتعرض للتقويض بسبب توقعات المساهمين الجدد. ويضيف بيك أنّ هناك خطرا من أن تصبح شركة سبايس إكس بعد ذلك، "مثل جميع شركات الطيران والفضاء الأخرى" التي تعتمد على التطورات التكنولوجية التقليدية.
غير أنّ كلايتون سووب يرى أنّ مثل هذا التحوّل مستبعد، لأنّ أسلوب التشغيل يشكّل جزءا لا يتجزأ من هوية الشركة. ويقول "أعتقد أنّ المستثمرين سيكونون على استعداد لتحمّل هذه المخاطرة".
تحرير: ابتسام فوزي
بالصور: 50 عاما على تأسيس وكالة الفضاء الأوروبية
تحتفل وكالة الفضاء الأوروبية هذا العام بمرور 50 عامًا على إنشائها. وتُنسّق الوكالة أنشطة الفضاء في أوروبا، بمشاركة 23 دولة عضو، فيما يلي نظرة على أبرز النجاحات، وأيضا على أكثر الإخفاقات المحرجة.
صورة من: ESA
أول أوروبي في الفضاء
كان HEOS أول قمر صناعي أوروبي يُطلق إلى الفضاء. إذ أُطلق في 5 كانون الأول/ ديسمبر 1968، وكان الهدف من مهمته دراسة الحقول المغناطيسية للأرض، بالإضافة إلى الإشعاع الكوني والرياح الشمسية المنبعثة من الشمس. وتولت المسؤولية عن هذا القمر الصناعي المنظمة الأوروبية لأبحاث الفضاء، وهي منظمة سابقة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA).
صورة من: ESA
أول مهمة فضائية للوكالة
كانت سي أو أس-بي COS-B أول مهمة فضائية تنفذها محطة الفضاء الأوروبية عبر القمر الصناعي، الذي أُطلق بين عامي 1975 و1982. وقد استخدمته الوكالة لدراسة أشعة غاما في الفضاء، وهي إشعاعات عالية الطاقة تنبعث عند تحلل العناصر المشعة. وقد أتاح سي أو أس-بي إعداد أول خريطة لأشعة غاما في مجرتنا، درب التبانة.
صورة من: ESA
صاروخ أريان
تقع محطة الفضاء الأوروبية في كورو بغويانا الفرنسية في شمال أمريكا الجنوبية. وتستخدم الوكالة صواريخ من طراز أريان 5 لإطلاق الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية، غير أن أول إطلاق لصاروخ أريان 5 في عام 1997 قد فشل، إذ انفجر بسبب خطأ في البرمجيات.
صورة من: AFP/Getty Images
غيوتو
يعود المذنب الشهير "هالي" إلى النظام الشمسي مرة كل 75 إلى 76 عامًا. وفي عام 1986، أرسلت أوروبا مركبة فضائية لرصد هذه الظاهرة. المركبة، التي حملت اسم "غيوتو" (Giotto)، أرسلت أكثر من 2000 صورة لهذا الزائر الكوني إلى الأرض.
صورة من: ESA
مهمة يوليسيس – دراسة الشمس
في عام 1990، أطلقت محطة الفضاء الأوروبية مسبار "يوليسيس" لدراسة الشمس، وبشكل خاص لدراسة أقطابها المغناطيسية والرياح الشمسية. وقد تم تنفيذ هذه المهمة بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وكانت واحدة من عدة مهام مشتركة بين الوكالتين.
صورة من: ESA
تلسكوب هابل–تعاون آخر مع ناسا
في عام 1990، أطلقت محطة الفضاء الأووربية وناسا مشروعًا مشتركًا آخر، وهو التلسكوب الفضائي "هابل"، الذي أُرسل إلى الفضاء لالتقاط آلاف الصور لنظامنا الشمسي وما بعده. وقد شملت هذه الصور بعضا من أدقّ المشاهد للكواكب الأخرى، مما أحدث نقلة نوعية في علم الفلك.
صورة من: ESA
هاينيري- أول أوروبية في الفضاء
في عام 2001، أصبحت كلودي هاينيري أول امرأة أوروبية تصل إلى الفضاء. وقد كانت هاينيري أيضا عالمة أعصاب. وخلال إقامتها التي استمرت ثمانية أيام على متن محطة الفضاء الدولية، أجرت أبحاثًا لصالح وكالة الفضاء الفرنسية.
صورة من: ESA
مارس إكسبريس– أول بعثة إلى الكوكب الأحمر
أطلقت محطة الفضاء الأوروبية في عام 2003 مهمتها "مارس إكسبريس"، وهي أول مركبة أوروبية تستكشف كوكب المريخ. وكانت مزوّدة بأجهزة للبحث عن وجود الماء على الكوكب الأحمر، وما تزال تعمل حتى اليوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/esa
زيارة إلى قمر زحل
في عام 2005، وبعد رحلة استمرت نحو ثماني سنوات، هبط مسبار "هويغنز"، كجزء من مشروع مشترك بين محطة الفضاء الأوروبية وناسا، على سطح "تيتان"، أكبر أقمار كوكب زحل، حيث أجرى المسبار تحاليل كيميائية وصوّر سطح القمر، ليصبح أول مسبار يهبط على جرم سماوي في أطراف النظام الشمسي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فشل "كرويسات"
كان من المقرر أن يقيس القمر الصناعي "كرويسات" طبقات الجليد في المناطق القطبية. لكن بسبب خلل في نظام التوجيه، فشل في الوصول إلى مداره وتحطم في المحيط المتجمد الشمالي عام 2005. وفي عام 2010، أطلقت محطة الفضاء الأوربية القمر البديل "كرويسات 2".
صورة من: picture alliance/ dpa
أبحاث في الأعالي
في عام 2008، أرسلت محطة الفضاء الأوروبية مختبرها الفضائي "كولومبوس" إلى محطة الفضاء الدولية (ISS). ويجري العلماء تجارب في هذا المختبر على قوانين الجاذبية.
صورة من: ESA/NASA
روزيتا - الهبوط على المذنب
تُعد مهمة "روزيتا" من أعظم إنجازات محطة الفضاء الأوربية (ESA)، حيث نجح المسبار التابع لها "فيلاي" (Philae) في عام 2014 بالهبوط على سطح المذنب تشوريوموف-جيراسيمنكو. وقد اعتُبر هذا الهبوط إنجازا هندسيا وعلميا غير مسبوق. أعدته للعربية: ريم ضوا