شهدت مدن أوروبية عدة مظاهرات حاشدة للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة. وأثارت احتجاجات لندن جدلا بعد منح الشرطة صلاحيات أوسع لتقييد التظاهرات، وسط مخاوف من تأثيرها على الجالية اليهودية.
قال منظمون إن مظاهرة روما شارك فيها "مليون" شخص في ظل حضور أمني كثيف.صورة من: Yara Nardi/REUTERS
إعلان
تظاهر مئات الآلاف في مدن أوروبية عديدة دعما للفلسطينيين وللمطالبة بإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن ناشطين كانوا على متن أسطول مساعدات دولي اعترضته إسرائيل خلال إبحاره باتجاه سواحل القطاع.
وفي هولندا، تجمع نحو 250 ألف شخص في أمستردام، وكان معظمهم يرتدون اللون الأحمر، للضغط على الحكومة من أجل اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل.
ففي العاصمة الإيطالية روما سار نحو "مليون" متظاهر وفق المنظمين و250 ألفا وفق الشرطة في شوارع وسط المدينة في ظل حضور أمني كثيف.
وفي مدريد، تظاهر نحو 92 ألف شخص من أجل قطاع غزة، وفقا لأرقام حكومية. وفي برشلونة، جاب نحو 70 ألف متظاهر شوارع المدينة رافعين لافتة ضخمة كتب عليها "أوقفوا تجارة الأسلحة مع إسرائيل"، وفقا لشرطة البلدية.
وقال جوردي باس، وهو معلم يبلغ 40 عاما، "إنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعطي الشعب الفلسطيني بعض الدعم: رؤية العالم بأسره يحتشد تضامنا معهم".
في أمستردام، تجمع نحو 250 ألف شخص معظمهم يرتدون اللون الأحمر، لإنهاء الحرب في غزة.صورة من: Ramon van Flymen/ANP/picture alliance
"الحرية للرهائن"
وفي فرنسا، نُظمت تظاهرات لدعم أسطول المساعدات إلى غزة ولمطالبة الرئيس إيمانويل ماكرون بفرض "عقوبات" على إسرائيل من أجل رفع الحصار المفروض على القطاع.
كما طالب المتظاهرون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
ورفع المتظاهرون الذين انطلقوا من ساحة الجمهورية، صور الرهائن والأعلام الفرنسية والإسرائيلية فضلا عن لافتات كتب على بعضها "بانتظاركم". وردد المتظاهرون هتافات من بينها "الحرية للرهائن".
تظاهر الالاف في مدن إسبانية عديدة من أجل إنهاء الحرب في غزة.صورة من: Jesus Merida/ZUMA Press Wire/IMAGO
صلاحياتلتقييدالاحتجاجات
وخرجت تظاهرات أقل حجما في دبلن ولندن حيث احتشد نحو ألف شخص على الرغم من دعوة الحكومة البريطانية إلى عدم التظاهر احتراما لمشاعر الجالية اليهودية بعد هجوم دام وقع الخميس خارج كنيس في مانشستر.
وجاءت المظاهرات في لندن رغم مناشدات رئيس الوزراء كير ستارمر وشرطة العاصمة تأجيلها.
تزامن هذا مع إقرار الحكومة منح الشرطة سلطات أوسع لفرض قيود على الاحتجاجات، في وقت أشارت وزيرة الداخلية إلى أن التظاهرات الكبيرة والمتكررة المؤيدة للفلسطينيين أثارت "خوفا كبيرا" في أوساط الجالية اليهودية.
وأفادت وزارة الداخلية البريطانية بأن قوات الشرطة ستكون مخولة بأخذ "الأثر التراكمي للاحتجاجات المتكررة" على المناطق المحلية في الاعتبار عند فرض الشروط على المسيرات والمظاهرات.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية شبانة محمود إن "الحق في التظاهر من الحريات الأساسية في بلادنا. لكن يتعيّن موازنة هذه الحرية مع حرية جيران (المتظاهرين) في العيش من دون خوف".
تحرير: عماد غانم
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م