من سوريا إلى ألمانيا: رحلة تمزج بين ألحان الشرق والغرب
٢٩ مايو ٢٠٢٤
بعدما وصل إلى ألمانيا حاملا هاتفه المحمول الذي سجل عليه ألحانه الموسيقية خلال رحلته الصعبة، تحول شاب سوري إلى مؤلف موسيقي يكتب للفرق الأوركسترالية، ويساهم في بناء جسر موسيقي يجمع بين الألحان الشرقية والأنغام الغربية.
إعلان
قطع الموسيقار السوري هشام حمرا مسافة طويلة حتى وصل إلى ألمانيا حاملا وطنه في وجدانه متذكرا إياه في ألحانه. ألف حمرا قطعة موسيقية بعنوان "الياسمين" لفرقة كولوراج الموسيقية التي يعمل بها حمرا. وتوجد الفرقة بمدينة لودفيغسهافن الألمانية.
وكلمة كولوراج هي لعب بالكلمات يتسم بالشاعرية، وتعبير شعري للمزج بين الألوان والألحان، واختارت الفرقة الموسيقية هذه الكلمة كاسم لها، حتى توضح سعيها إلى إحداث تقارب موسيقي بين الألحان الشرقية والأنغام الغربية، في توليفة يتقبلها جمهور المستمعين.
وتضم الفرقة ثمانية عازفين بعد أن تأسست منذ أربعة أعوام، من جانب أوركسترا ولاية راينلاند بفالتس، وأكاديمية الموسيقى الشرقية بمدينة مانهايم، وأكاديمية مانهايم للموسيقى. وينحدر بعض الموسيقيين في الفرقة من أصول تركية أو سورية.
رحلة مثيرة
غادر هشام سوريا بعدما تحولت الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد إلى حرب أهلية. ويقول هشام إنه غادر سوريا متوجها إلى دبي في نهاية عام 2011، وعمل هناك مع فرقة موسيقية. ولكن طموحه كان يفوق هذا الوضع.
ومن هناك توجه جوا إلى تركيا عام 2016، ثم ركب زورقا منها حتى اليونان ثم توجه إلى ألمانيا سيرا على الأقدام. وبعد رحلة استغرقت 25 يوما وصل إلى مدينة باساو بولاية بافاريا.
وبعد أن وصل إلى ألمانيا، حصل على منحة دراسية أهلته للحصول على شهادة جامعية في الموسيقى العالمية، ودرس التأليف الموسيقي في أكاديمية مانهايم، وفي نفس الوقت حرص على تعلم اللغة الألمانية.
ويقول هشام إنه أحيانا لا يكاد يصدق حسن الحظ الذي حالفه، فقد جاء إلى ألمانيا وهو خالي الوفاض، وأصبح الآن يؤلف مقطوعات موسيقية للفرق الأوركسترالية.
لاجئ سوري عازف على العود يصبح موسيقياً للروك في ألمانيا
01:26
ويعلق أندريه أولنر مدير المشاريع بفرقة كولوراج على قصة نجاح هشام، فيقول "إن ما حققه في مسيرته الفنية يثير الإعجاب". ويضيف أولنر أن "سيدني كوربيت أستاذ هشام بأكاديمية مانهايم للموسيقى، يقول عنه إنه لم يكن يعتقد على الإطلاق أنه بإمكان أحد، أن ينجز هذا الحجم الكبير من العمل في مثل هذا الوقت القصير".
قصة إلهام
وحصل هشام الآن على الجنسية الألمانية. وإلى جانب مقطوعته الموسيقية الشهيرة "ياسمين"، ألف هشام مقطوعة أخرى بعنوان "رحلة"، تعبر عن رحلته للهروب من بلده.
ويلقي أولنر الضوء على قصة الإلهام التي ساعدت هشام على تأليف مقطوعة رحلة، فيقول إن "هشام جاء إلى ألمانيا عن طريق البلقان، وليس بحوزته سوى هاتف محمول وبطاقة ائتمان، وفي الطريق دندن بمجموعة ألحان سجلها على هاتفه المحمول".
ويضيف أن هذه النغمات أصبحت أساسا للحن السائد في المقطوعة، وعزفت أوركسترا ولاية راينلاند بفالتس في مطلع العام الحالي، مقطوعة "رحلة" في أول حفل للمقطوعة في العالم.
ر.م ( د ب أ)
كل الأماكن تعرفه ـ بون مسقط رأس بيتهوفن وحبه الأول
رأى الموسيقي الشهير لودفيغ فان بيتهوفن النور في مدينة بون، التي حازت على مكانة كبيرة في قلب هذا الفنان الموهوب رغم انتقاله للعيش في فيينا في وقت لاحق من حياته. ألبوم الصور يسلط الضوء على بعض محطات بيتهوفن في مدينته الأم.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/H. Schmidt
تمثال بيتهوفن
رأى الموسيقي الألماني لودفيغ فان بيتهوفن النور في مدينة بون في ديسمبر/كانون الأول سنة 1770. وقضى بيتهوفن الـ 22 عاماً الأولى من حياته في هذه المدينة. وشيد تمثال بيتهوفن (الصورة) سنة 1845 بمساهمة مالية سخية من المؤلف الموسيقي وعازف البيانو فرانز ليست. ويوجد تمثال بيتهوفن في ساحة "مونستر بلاتس"، ويُعد من أبرز معالم مدينة بون، التي تقع في ولاية شمال الراين ويستفاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
تعميد بيتهوفن
ظهرت موهبة بيتهوفن في سن مبكر للغاية، ففي الثانية عشرة من عمره كان بيتهوفن يكتب موسيقاه الخاصة. ورغم أنه لا يُعرف التاريخ الفعلي لميلاد هذا الموسيقار الألماني الشهير، إلاّ أنه تم تعميد لودفيغ بيتهوفن في أبرشية القديس ريميغوس سنة 1770.
صورة من: Beethoven Jubiläums GmbH
مكان بديع
مكان رائع للغاية مع زخرفة من الجص وأكثر من شمعدان ضخم. إنه قصر "ريدوت"، الذي يقع في الجزء الجنوبي من مدينة بون. ويُقال إنه في هذا المكان (الصورة) لعب بيتهوفن في أوائل العشرينيات من عمره مع الموسيقار النمساوي جوزيف هايدن. كما يُعتقد أنه في نفس هذا المكان تم تقديم أحد العروض الأولى لأوبرا "الناي السحري"، التي لحنها الموسيقي النمساوي فولفانغ أماديوس موزارت.
صورة من: Müller-Rieger GmbH
مياه علاجية
قديماً، استمتع الرومان بالمياه الطبيعية لنافورة "رويسدورف". وبعدها بقرون كان يتم تصدير هذه المياه ذات الصفات العلاجية إلى روسيا. أما بيتهوفن، فقد كان يأخذ معه هذه المياه خلال زيارات منتظمة مع عائلته. وبعد تدهور حالة بيتهوفن الصحية في وقت لاحق في مدينة فيينا النمساوية، فإنه كان يزور المنتجعات الصحية الطبيعية للاستفادة من التأثير العلاجي للمياه المعدنية.
صورة من: Beethoven Jubiläums GmbH
بيترسبيرغ
منطقة الجبال السبعة و بيترسبيرغ (جبل بيتر) كانت من الأماكن التي يزورها بيتهوفن بانتظام في مدينة بون. وتتمتع هذه الأماكن بطبيعتها الخلابة، حيث كان بيتهوفن المُحب للطبيعة مفتوناً على ما يبدو بالمناظر المذهلة لهذه الأماكن القريبة والمطلة على نهر الراين.
صورة من: Beethovenfest Bonn/Sonja Werner
حب نهر الراين
كان يعني نهر الراين بالنسبة لبيتهوفن الوطن. ومن مدينة فيينا، كتب بيتهوفن عن الراين قائلاً "المنطقة التي رأيت فيها نور العالم لأول مرة ما تزال جميلة أمام عيني"، معتبرا الفترة التي قضاها في هذه الأماكن من أسعد لحظات حياته.
صورة من: picture-alliance/imagebroker/S. Ziese
صخرة التنين
مرتفع دراخن فليس أو صخرة التنين (الصورة)، حيث يمكن التمتع بمنظر رائع من هذا المكان. وكانت الطبيعة بالنسبة لبيتهوفن مصدراً للإلهام وكذلك الترويج عن النفس، فغالبا ما كان يذهب إلى هذا المكان ومعه بعض الأوراق لتدوين أفكاره الموسيقية. إعداد: بيتينا باومان/ر.م