قد تكون العبارة المشهورة "من روسيا مع المحبة" ليست في مكانها في الوقت الحالي، وخاصة بعد تأكيد أخبار عن موجة برد قارسة متجهة من روسيا إلى غرب أوروبا.
إعلان
تشهد بلدان غرب أوروبا ابتداءاً من يوم الاثنين موجة برد قارس قادمة من سيبيريا، وذلك بحسب ما ذكر موقع "يورونيوز". وستصل درجات الحرارة إلى 15 تحت الصفر في بعض المدن الألمانية، مثل ميونخ وبرلين، في حين ستشهد مدن أخرى مثل كولونيا وهامبورغ وشتوتغارت انخفاضاً في درجة الحرارة إلى 10 تحت الصفر.
وأوضح مارتن باولز، خبير الأرصاد الجوية، نقلاً عن موقع "يورونيوز" أن الضغط المرتفع يدفع بالهواء البارد من سيبيريا تجاه جنوب وغرب أوروبا، بحيث يضمن انخفاض درجة الحرارة في العديد من البلدان هناك مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. إضافة إلى ذلك، فإن الرياح القادمة من الشرق ستزيد من الشعور بالبرودة بخمسة أو ستة درجات أكثر من الذي يظهره مقياس الحرارة. وأشار الخبير إلى أن موجة البرد هذه غير عادية ولكنها لن تحطم أرقاماً قياسية. ومن المتوقع أن يستمر هذا الطقس البارد طيلة الأسبوع القادم.
وينصح الأطباء بإيلاء اهتمام خاص لمن قد يكونون أكثر عرضة للبرد، مثل كبار السن أو ذوي الاحتياحات الخاصة أو من لم يعتادوا درجات الحرارة المنخفضة.
من جهة أخرى، سجل معهد روبرت كوخ الألماني 136 حالة وفاة في ألمانيا منذ بداية العام بسبب مرض الإنفلونزا وقرابة 24 ألف حالة مرض الأسبوع الماضي، هو الأعلى منذ ديسمبر/ كانون الأول 2017.
ويأثر انتشار موجة المرض سلبياً على القوى العاملة في ألمانيا، خاصة على المدارس والشركات ووسائل النقل العام.
تجدر الإشارة إلى أن كل عام يموت في أوروبا قرابة 40 ألف مواطن نتيجة الإنفلونزا.
س.آ/ ي.أ
اللاجئون والخوف من قدوم فصل الشتاء
رغم تزايد انخفاض درجات الحرارة، فإن سيل اللاجئين القادمين إلى أوروبا عبر طريق البلقان لم ينقطع. في غضون ذلك تعمل السلطات في ألمانيا والنمسا جاهدة على توفير مآوٍ مجهزة بالتدفئة لتقيهم البرد والمطر خلال فصل الشتاء.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
على الرغم من أن فصل الشتاء لم يحل بعد في أوروبا، إلا أن الكثير من اللاجئين يشكون بعد رحلة طويلة وشاقة عبر البلقان من البرد والصقيع. فمثلا على الحدود النمساوية-الألمانية لا تنزل درجات الحرارة في النهار عن 10 درجات مئوية، إلا أنها سرعان ما تتدحرج ليلا إلى ما دون الصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
لاجئون يتدفؤون على نار أضرموها في حطب جمعوه من غابة قريبة. وبعكس الـ60 ألف لاجئ الذين قدموا طلبات اللجوء في النمسا، يريد هؤلاء مواصلة السفر إلى المانيا. ولضمان فرص إقامة تتوفر فيها التدفئة العادية، من المقرر إقامة 100 ألف مآوى على طول طريق البلقان، 5000 منها في النمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
على طول الحدود النمساوية الألمانية أصبح يسمح فقط لخمسين لاجئاً في الساعة بالعبور عبر المعابر الحدودية، لتسهيل عملية تسجيلهم. في الأثناء بإمكان بقية اللاجئين، الذين ينتظرون عبور الحدود، الإقامة في خيام تحتوي على أرضية وأجهزة تدفئة. وتصل الطاقة الاستيعابية لكل خيمة إلى ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
بيد أن الخيام على الحدود النمساوية الألمانية ممتلئة إلى درجة أن الكثيرين لم يجدوا مكانا يقيمون فيه ولم يجدوا سوى الأرض يفترشونها والسماء يلتحفونها. في الصورة البعض من أكثر من ألف لاجئ ينتظرون في بلدتي كوفشتاين وكولرشلاغ السماح لهم بمواصلة السفر إلى ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
لكن الوضع يختلف في الكثير من الدول الواقعة على طريق البلقان، فمثلا خلال الأيام الماضية وجد العديد من اللاجئين أنفسهم في بلدة ريغونس في سلوفينيا مجبرين على الإقامة في العراء دون حماية من البرد والمطر. ولا يختلف الوضع كثيرا في دول البلقان الأخرى.
صورة من: picture-alliance/AA/S. Mayic
تعد جزيرة ليسبوس اليونانية وجهة الكثير من اللاجئين. وللوصول إليها يركب هؤلاء البحر قادمين من السواحل التركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات حرارة المياه إلى 17 درجة مئوية. وفي سياق متصل تقول مراسلة DW جيل أومايرا: "عندما تسوء الأحوال الجوية، يخفض المهربون من أسعارهم. وبالتالي يأتي عدد أكبر من اللاجئين."
صورة من: Reuters/G. Moutafis
اعتبر الكثير من السياسيين والمصالح الألمانية إقامة اللاجئين في خيام بأنها "حل مؤقت". كان ذلك في فصل الصيف. ولكن الأمر أصبح الآن شبه مؤكد: سيضطر العديد من اللاجئين للإقامة في خيام حتى خلال فصل الشتاء القارس. كما أن الخيام المدفأة – كما هو الحال في مخيم للاجئين في ولاية سكسونيا السفلى – يكاد يكون أمرا نادرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Steffen
ولكن، ليس في أوروبا فقط يخشى اللاجئون من قدوم فصل الشتاء ومن موجات البرد والصقيع، ففي لبنان يعيش نحو 200 ألف شخص في منطقة البقاع الجبلية تحت خيام من البلاستيك. وفي العام الماضي عانى هؤلاء الأمرّين مع سقوط الثلج وموجات الصقيع. لكن إقامة خيام تقي من البرد والمطر والثلج قوبل برفض من قبل الكثير من أصحاب الأرض لأنهم لا يريدون أن يبقى السوريون هناك بشكل دائم.