من سيدني إلى برلين.. صرخة ضد العنصرية في أنحاء العالم
٦ يونيو ٢٠٢٠
من أستراليا إلى الولايات المتحدة إلى أوروبا، تتواصل المظاهرات المنددة بالعنصرية وعنف الشرطة، بعد مقتل الأمريكي جورج فلويد في منيابولس. وتحرك عشرات الآلاف في مظاهرات في برلين ومدن ألمانية أخرى غير عابئين بمخاطر كورونا.
وتعكس الاحتجاجات المستمرة التي انتشرت في أنحاء العالم تصاعد الغضب إزاء معاملة الشرطة للأقليات وهو الأمر، الذي أثاره مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد (46 عاما)، الذي قضى اختناقا على يد شرطي أبيض في منيابوليس، وأثار موته حركة احتجاج غير مسبوقة تجاوزت حدود الولايات المتحدة.
وتظاهر عشرات آلاف الأستراليين السبت في كافة أنحاء البلاد احتجاجا على عدم المساواة العرقية متحدين توصيات الحكومة ومخاطر فيروس كورونا المستجد. وفي سيدني شارك ما لا يقل عن 20 ألف شخص بحسب التقديرات، في التظاهرة التي حظرت ثم سمح القضاء بنتظيمها قبل دقائق من موعدها. وحاول متظاهرون كانوا يضعون الكمامات الالتزام بالتباعد الاجتماعي قدر الإمكان. وفي ملبورن أبلغوا بأنهم قد يتعرضون لغرامة في حال لم يلتزموا بالأمر. ورفع المتظاهرون يافطات كتب عليها "لا أستطيع التنفس" في إشارة إلى فلويد، الذي مات يوم 25 مايو أيار بعد أن جثم الضابط بركبته على رقبته لتسع دقائق تقريبا.
وفي بريزبين، قالت الشرطة إن 10 آلاف متظاهر تقريبا شاركوا في مسيرة احتجاجية سلمية وهم يرتدون كمامات . كما غطى العديد من المتظاهرين وجوههم بأعلام السكان الأصليين، وطالبوا بوقف سوء معاملة الشرطة الأسترالية لهم.
وشهدت أوروبا موجة غير مسبوقة من المظاهرات المناهضة للعنصرية حيث خرج إلى الشوارع عشرات الآلاف من المتظاهرين. ففي العاصمة البريطانية لندن، احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة مبنى البرلمان البريطاني وهم يرتدون كمامات الوجه وسط تهديد فيروس كورونا المستجد ورفعوا لافتات وهتفوا قائلين "لا عدالة لا سلام لا للشرطة العنصرية".
وفي موينيخ تظاهر السبت حوالي 20 ألف شخص في شوارع المدينة الواقعة جنوب غربي ألمانيا ضد العنصرية وعنف الشرطة، بدأت بمشاركة 7000 شخص في ميدان كونيغسبلاتس بميونيخ. وردد المتظاهرون في ميونخ نداءات "حياة السود مهمة" وارتدى معظم المتظاهرين ملابس سوداء. وقال المتحدث باسم الشرطة: "أصدرنا تعليمات بصورة دائمة من أجل الحفاظ على مسافات التباعد التي حافظ عليها المتظاهرون في البداية".
كما أقيمت "مظاهرات صمت" في مدن ألمانية أخرى على خلفية مقتل فلويد، ففي برلين، اكتظ ميدان ألكسندر في وسط العاصمة الألمانية بحوالي 15 ألف من المتظاهرين الذين قاموا بمظاهرة صامتة، ارتدى كثير من مهم ملابس سوداء، حسبما نقلت قناة "RBB" عن الشرطة. وسارت المظاهرة بشكل سلمي، في ظل تحذير الشرطة للمتظاهرين بالحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي للحماية من عدوى كورونا. وأقيمت مظاهرات احتجاجية أخرى في هامبورغ وفرانكفورت أيضا.
وتهيّأت العاصمة الأميركية واشنطن السبت لتظاهرة كبرى ضد العنف الممارس من قبل الشرطة، مع نهاية الأسبوع الثاني من الحركة الاحتجاجية على قضية جورج فلويد. وأغلقت الشرطة في واشنطن الطرق المؤدية إلى البيت الأبيض استعدادا لتظاهرة يتوقّع أن يشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص. ومن المقرر أن تنظم تظاهرات في مختلف المناطق الأميركية بما فيها نيويورك وميامي ومنيابوليس. وستنظم السبت أيضا مراسم تكريم لفلويد في ريفورد بكارولاينا الشمالية، الولاية التي ولد فيها، في أعقاب مراسم أولى أجريت في منيابوليس الخميس.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
في صور: الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد تشعل أمريكا
أدت الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد وضد سوء المعاملة الممنهج تجاه السود في الولايات المتحدة على أيدي الشرطة إلى مواجهات عنيفة. من جهته أكد الرئيس دونالد ترامب أن الجيش "جاهز ومستعد وقادر" على التدخل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Cortez
"لا أستطيع التنفس"
الاحتجاجات الغاضبة من وحشية الشرطة ضد السود لعقود من الزمن، انتشرت بسرعة من مينيابوليس إلى مدن أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة. بدأت الاحتجاجات وسط الغرب في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد أن قام ضابط شرطة بتكبيل جورج فلويد والضغط على رقبته بركبته. وواصل الأمر رغم صراخ فلويد وهو رجل أسود يبلغ من العمر 46 عاما، بأنه لا يستطيع التنفس، إلى أن فارق الحياة.
صورة من: picture-alliance/newscom/C. Sipkin
"العملاق اللطيف"
نشأ فلويد في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وانتقل إلى مينيابوليس بولاية مينيسوتا في عام 2014 للعمل. وقبل وفاته، كان يبحث عن عمل بعد تسريحه من عمله كحارس مطعم للوجبات السريعة بسبب إجراءات الإغلاق على خلفية تفشي فيروس كورونا. وصفه أصدقاؤه بالعملاق اللطيف نظرا لقامته التي كانت تبلغ المترين.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/O. Messinger
من السلمية إلى العنف
اتسمت غالبية الاحتجاجات السبت الماضي بالسلمية، غير أن عددا منها أصبح عنيفا مع حلول الليل. في العاصمة واشنطن تم نشر الحرس الجمهوري أمام البيت الأبيض. وفي وسط مدينة إنديانابوليس بولاية إنديانا، قتل شخص على الأقل في إطلاق للنار قالت الشرطة إنها لم تكن ضالعة فيه. وفي فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا أصيب عدد من عناصر الشرطة بجروح، في حين صدمت سيارتان تابعتان للشرطة حشدا من الناس في مدينة نيويورك.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/J. Mallin
متاجر مخربة ومنهوبة
في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا واجه المتظاهرون عناصر الشرطة هاتفين "حياة السود مهمة!"، قبل أن تنهال عليهم الشرطة بالعصي وتطلق عليهم الرصاص المطاطي. وفي بعض المدن، بما فيها لوس أنجلوس وأتلانتا ونيويورك وشيكاغو ومينيابوليس، تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب، قام فيها البعض بنهب المتاجر وتخريبها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Pizello
"عندما يبدأ النهب ..."
هدد الرئيس دونالد ترامب بإرسال الجيش لقمع الاحتجاجات، قائلاً إن "إدارته ستوقف العنف الغوغائي بشكل نهائي". ازدادت حدة التوتر في كافة أنحاء البلاد إثر تهديد ترامب، الذي ألقى باللائمة على الجماعات التي زعم أنها من أقصى اليسار. لكن حاكم ولاية مينيسوتا "تيم وولز" قال للصحفيين إنه سمع عدة تقارير غير مؤكدة تفيد بقيام مجموعات التي تنادي بتفوق البيض العنصرية بتأجيج العنف.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/K. Birmingham
وسائل الإعلام في مرمى النيران
استهدفت قوات الأمن العديد من الصحفيين الذين كانوا يغطون الاحتجاجات. من بينهم مراسل CNN عمر خيمينيز وطاقمه الذين تعرضوا الجمعة الماضية للاعتقال أثناء تغطيتهم لأحداث مينيابوليس. وأصيب العديد من الصحفيين بقذائف أو احتجزوا أثناء بثهم على الهواء. كمت أطلقت الشرطة النار على مراسل DW ستيفن سايمنس أثناء تغطيته للاضطرابات في عطلة نهاية الأسبوع.
صورة من: Getty Images/S. Olson
الغضب يتجاوز الولايات المتحدة
احتجاجات عالمية في كندا المتاخمة للولايات المتحدة الأمريكية من الشمال حيث نزل الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في فانكوفر وتورنتو. وفي العاصمة الألمانية برلين، تجمع المغتربون الأمريكيون ومتظاهرون آخرون خارج السفارة الأمريكية. وفي عاصمة بريطاينا لندن، ركع المتظاهرون في ساحة ترافالغار قبل أن يسيروا أمام البرلمان ويتوقفوا أمام السفارة الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Soeder
عند باب ترامب الأمامي
احتدمت الاحتجاجات في العاصمة الأمريكية واشنطن بعد أن بدء سريان حظر التجول في الساعة 11 ليلا. تجمع أكثر من 1000 متظاهر في حديقة لافاييت قبالة البيت الأبيض، وأضرمت بعض النيران خارج مقر إقامة الرئيس. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المخابرات نقلت ترامب إلى مخبأ محصن كإجراء احترازي.
صورة من: Reuters/J. Ernst
حظر التجول في المدن الأمريكية الكبرى
مددت نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وميامي وديترويت وواشنطن العاصمة ومدن أمريكية أخرى حظر التجول مع دخول الاحتجاجات الليلة السادسة. ولاية أريزونا في غرب البلاد فرضت حظرًا للتجوال على مستوى الولاية على مدار أسبوع بعد اشتباك المتظاهرين مع الشرطة. كما تم نشر حوالي 5000 جندي من الحرس الجمهوري في 15 ولاية أمريكية.
صورة من: Reuters/P.T. Fallon
ترمب والكتاب المقدس
في مواجهة تجدد الاحتجاجات يوم الأحد، هدد ترامب بنشر الجيش إذا فشلت الولايات في "الدفاع عن سكانها". ثم سار ترامب من مقر إقامته إلى كنيسة في الحديقة، حيث كان يحمل إنجيلًا عالياً خلال فرصة لالتقاط الصور. هذا التصرف أثار استياء الأسقف ماريان إدغار بودي بعد أن زار ترمب كنسيتها دون إذن مسبق ودون الصلاة في الكنيسة.
صورة من: Reuters/T. Brenner
مظاهرات سلمية
رغم انتشار العنف بقيت عدة احتجاجات في الولايات المتحدة محافظة على سلميتها. في ساحة تايمز سكوير في مانهاتن في نيويورك، استلقى المتظاهرون على الأرض وأيديهم خلف ظهورهم، محاكين الوضعية التي كان فيها فلويد عندما قتل. وعلى الرغم من لجوء بعض المتظاهرين إلى العنف، أشاد العديد من رؤساء البلديات والحكام الأمريكيين بمستوى الاحتجاجات.
صورة من: Getty Images/AFP/T.A. Clary
ركوع ضباط من الشرطة أمام المتظاهرين
لكن رغم تصاعد حدة العنف، فهناك مواقف أظهر فيها المتظاهرون وضباط الشرطة في الولايات المتحدة نوعاً من التضامن. إذ أظهرت فيديوهات منتشرة على التواصل الاجتماعي ضباط شرطة يركعون للتضامن مع المتظاهرين. يشير الركوع إلى لاعب كرة القدم السابق في اتحاد كرة القدم الأميركي كولين كايبرنيك، الذي احتج على بهذه الوضعية خلال النشيد الأمريكي ضد العنصرية وعنف الشرطة ضد السود في الولايات المتحدة. كرستيان كوبلر/س.أ