من هم الأشخاص المعرضون فعليا لخطر الترحيل من ألمانيا؟
٩ أبريل ٢٠٢٤
يتسبب الخوف من الترحيل في معاناة كبيرة للعديد من المهاجرين في جميع أنحاء ألمانيا، وقد تزايدت مخاوفهم بعد النقاشات الأخيرة حول قوانين الهجرة واللجوء في ألمانيا.
إعلان
أثارت النقاشات الأخيرة حول التجديدات التي تشهدها التغيرات القانونية والمتعلقة بالهجرة واللجوء مخاوف الكثيرين. فبعض التغييرات تتعلق بموضوع الترحيل من البلاد. فالقانون الذي أطلق عليه "قانون تحسين العودة إلى الوطن"، والذي دخل حيز التنفيذ في أواخر شهر فبراير/شباط المنصرم، يسهل على السلطات ترحيل المهاجرين نحو بلدانهم.
كما وقعت الحكومة الألمانية مؤخرًا اتفاقيات جديدة مع بلدان الأصل لتسهيل عملية الإعادة إلى الوطن، وهو جزء من خطة الحكومة لجعل ألمانيا أقل جاذبية لطالبي اللجوء والمهاجرين غير القانونيين.
وفي الوقت نفسه، تتصاعد النقاشات حول العنصرية داخل البلد، مما يخلق جواً من الخوف لدى العديد من المهاجرين، الذين يشعرون أنهم صاروا غير مرحب بهم، وأنهم غير آمنين في البلاد.
خلال الأسابيع الأخيرة المنصرمة، أعلنت الكثير من مراكز الاستشارة الخاصة بالمهاجرين أن أعداد الأشخاص الذين يتواصلون معها بشأن خوفهم من تعرضهم للترحيل في تزايد مستمر.
بينما يعبر الكثير من المهاجرين عن مخاوفهم بخصوص قانون الترحيل الجديد، يتخوف آخرون من قانون فرصة الإقامة أو Chancenaufenthaltsrecht. هذا القانون ينص على وجوب حصول بعض الطلاب اللاجئين الشباب على إقامة لمدة عام على الأقل، قبل أن يسمح لهم بالتقدم بطلب للحصول على الإقامة القانونية.
حسب سارة بفاو، الأخصائية الاجتماعية في مدرسة "شلاو" الخاصة باللاجئين في ميونيخ، فإن الخوف من الترحيل بموجب هذا الشرط يمكن أن يؤثر على إقبال الطلاب على التعلم والتركيز فيه.
وأضافت المتحدثة قائلة "إنهم لا يعرفون كم من الوقت سيبقون في ألمانيا، وتراودهم هواجس من قبيل أن تأتي الشرطة ليلا لترحيلهم بدون سابق إنذار. لا يستطيع العديد من طلابنا النوم ليلاً لأنهم يخشون من هذا المصير، وتظهر عليهم آثار التعب طوال اليوم".
تحاول بفاو أن تُطَمْئِنَ بعض الطلاب وتشرح لهم أنه لا داعي للخوف من الترحيل إلى هذه الدرجة، لكنها تجد أنه من الصعب إقناعهم، لأنهم لا يفهمون وضعهم، إذ لم يتم منحهم سوى معلومات قليلة حول وضعهم وما ينتظرهم مستقبلا.
ولتخفيف قلق المهاجرين من الترحيل، حاول مجلس اللاجئين في ولاية سكسونيا إنتاج مقاطع فيديو. يحتوي الفيديو على معلومات توضحيحة مفصلة عن المهاجرين الذين قد يكون مصير بقائهم في البلد في خطر، ومن منهم لا يجب أن يقلق من الأمر إطلاقاً. كما أن الفيديو يجيب على بعض الأسئلة الشائعة. نقلنا في هذا التقرير الأسئلة والإجابات ، بالإضافة إلى معلومات من مجلس اللاجئين البافاري. لكن لابد من الإشارة إلى أن هذا النص ليس نصيحة قانونية، كما أنه لا يشمل جميع الحالات الممكنة.
لا يمكن ترحيلك إذا:
كان لديك جواز سفر ألماني، وهذا يعني توفرك على الجنسية الألمانية، أو إذا كانت لديك تصريح إقامة أو تسوية سارية المفعول أو تأشيرة صالحة.
إذا كنت بصدد إتمام إجراءات اللجوء ولديك تصريح إقامة يُسمى Aufenthaltsgestattung.
إذا كنت تقوم بتدريب مهني ولديك منع ترحيل بسببه.. لكن إذا لم يكن لديك "Ausbildungsduldung" فأنت غير محمي من الترحيل.
إذا كنت موظف ولديك "Beschäftigungsduldung"، الذي يُمنح عادةً لمدة 30 شهرًا.
إذا كان لديك "Duldung" لأسباب قانونية، مثل عدم القدرة على السفر أو لأسباب عائلية أو بسبب الدراسة.
إذا كنت قاصر غير مصحوب، لكن قد يتم إلغاء قرار منع الترحيل عندما تبلغ 18 عامًا. أي أنه بمجرد أن تصبح بالغًا، قد تصير عرضة لخطر الترحيل، ومن المهم الاتصال بمحامي أو مركز استشاري لفهم وتفادي ذلك.
إذا كانت المعنية بالأمر سيدة حاملا فيمنع ترحيلها في الفترة الممتدة (قبل 6 أسابيع من الولادة و8 أسابيع بعد الولادة). يجب أن يكون لدى سلطات الهجرة دليل على ذلك، مثل وثيقة تسمى في ألمانيا بـ "جواز سفر الأمومة" (Mutterpass أو مذكرة من طبيب أمراض النساء). وأيضا إذا كان الحمل في خطر، فيمكن للحامل التقدم بطلب حظر الترحيل (Abschiebeverbot) حتى قبل أكثر من 6 أسابيع من الولادة.
قد تكون معرضًا لخطر الترحيل إذا:
إذا تم اتخاذ قرار رفض بشأن طلب اللجوء الخاص بك وحصلت على "Duldung" ( أي قرار وقف مؤقت للترحيل)، أو أعطتك سلطات الهجرة موعدًا نهائيًا لمغادرة ألمانيا. في هذه الحالة قد تكون هناك خيارات قانونية أخرى للحصول على حق الإقامة في ألمانيا.
لكن من المهم الاتصال بمجلس اللاجئين أو مستشار قانوني أو محام سريعا. فهناك فترة زمنية محددة لرفع دعوى قضائية ضد قرار صدر ضد طلبك.
كما قد تكون في خطر لصدور قرار ترحيل في حقك، إذا تم رفض طلب اللجوء الخاص بك منذ فترة طويلة وأنت مستمر في العيش في ألمانيا بوضع "Duldung"، فحتى لو كنت تعمل أو تمتلك شقة خاصة بك. إذا كنت من هذه الفئة، فمن الأفضل أن تتقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة.
حتى لو لم يكن لديك جواز سفر أو شهادة ميلاد، فمن الممكن ترحيلك إلى بعض البلدان التي توصلت إلى اتفاقيات مع الحكومة الألمانية أو الاتحاد الأوروبي.
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو