بدأت المعلومات حول هوية المشتبه به بتنفيذ اعتداء برلين الإجرامي ترشح رويداً رويداً. تُرى من يكون هذا وما هي خلفياته؟ ومتى وصل إلى ألمانيا؟ وماذا عن ماضيه؟
إعلان
رصدت السلطات الألمانية اليوم مكأفاة تقدر ب 100 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على المشتبه به التونسي أنيس عامري. يبلغ طول أنيس 1,78 م ووزنه 75 كلغ، وعيناه بنيتان وشعره أسود، حسب إعلان البحث عنه. غير أن أنيس لم يكن شخصاً غير معروف للسلطات الأمنية، فقد كان تحت عين السلطات ولكن بسبب سفره الكثير وتنقله في الإقامة بين ولايتي برلين وشمال الراين-فستفاليا فقدت السلطات آثره منذ نوفمبر الماضي، بحسب مصادر إعلامية ألمانية. وحسب نفس المصادر، فإن التونسي ينتمي لشبكة سلفية قريبة من "أبو ولاء العراقي". كما أنه استخدم عدة بطاقات شخصية. وأشارت مصادر صحفية أخرى إلى أن التونسي "خطط لهجمات ضد الشرطة".
الشرطة التونسية: أُوقف عدة مرات بسبب تعاطي المخدرات
وأفاد مسؤول أمني تونسي طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس أن شرطة مكافحة الإرهاب باشرت استجواب والد ووالدة العامري اللذين تم استدعاؤهما إلى مركز الحرس الوطني في منطقة حفوز من ولاية القيروان (وسط). وأضاف أن عائلة الشاب تقطن منطقة الوسلاتية من ولاية القيروان وأن له أخا واحدا وأربع شقيقات. كما ذكر أن أنيس العامري أوقف مرات عدة بسبب استهلاك المخدرات قبل الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
وصل العامري في تموز/يوليو 2015 إلى ألمانيا التي رفضت في حزيران/يونيو الماضي طلبا منه بمنحه اللجوء ولم تتمكن من طرده لأن تونس رفضت طوال أشهر الاعتراف بأنه من مواطنيها. وأكد رالف ييغر، وزير الداخلية بولاية شمال الراين فيستفاليا الألمانية، أن تونس شككت مرارا في أنه تونسي الجنسية. وأكد الوزير أن أوراق الهوية المطلوبة لترحيل الشاب التونسي لم تصل إلا بعد يومين من الهجوم الإرهابي في برلين.
المشتبه به في هجوم ألمانيا غادر تونس قبل 7 أعوام
شكلت هذه المعلومات صدمة لعائلته، وقال عبد القادر شقيق أنيس العامري لفرانس برس "عندما رأيت صورة أخي في وسائل الإعلام لم أصدق عينيّ. أنا مصدوم ولا أستطيع تصديق أنه من ارتكب هذه الجريمة"، لكن "إن اتضح انه مذنب فإنه يستحق كل الإدانات. نحن نرفض الإرهاب والإرهابيين وليس لنا أي علاقة مع الإرهابيين". وقال والد التونسي المشتبه به ومصادر أمنية لإذاعة موازييك التونسية اليوم الأربعاء إن المشتبه به غادر تونس قبل سبعة أعوام كمهاجر بشكل غير مشروع وأمضى وقتا في السجن في إيطاليا. في حين قالت نجوى شقيقة أنيس العامري لفرانس برس "لم نحس ابدا أن لديه شيئا غير عادي. كان يتصل بنا عبر فيسبوك وكان دائما مبتسما وفرحا".
جدل حول العثور على محفظة التونسي في الشاحنة
وقد عثر المحققون على محفظة تعود للتونسي في الشاحنة. ولكن تبيانت آراء المختصين حيال العثور على المحفظة بعد يوم من الحادث. مما حدا بالبعض لتوجيه انتقادات للمحققين. وقال السياسي من حزب اليسار، فرانك تمبل" أن المحفظة ربما تكون قد وضعت عن قصد بكابينة الشاحنة، مضيفاً "من غير العادي أن يترك إرهابي وراءه محفظته وأوراقه الرسمية". ومن جهة أخرى يرى مختصون أنه ربما فقدها التونسي خلال العراك مع سائق الشاحنة البولوني المغدور.
خ.س/ح.م.ح (أ ف ب، رويترز)
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
يبدو المشهد السلفي في ألمانيا في صور مختلفة، فهو يضم العديد من المتطرفين المستعدين للقيام بأعمال عنف. كما يستغل هؤلاء كل فرصة لنشر مواقفهم المتشددة، من خلال القيام بأنشطة أو تظاهرات لجذب الشباب للتنظيمات المتطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
استغلال المساجد لأهداف إيديولوجية
تقدر السلطات الأمنية عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا بنحو 6500 ولكن ليسو جميعا مستعدين لاستخدام العنف. ويستغل هؤلاء المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف بين المسلمين مثل مسجد النور في برلين الذي قامت السلطات الأمنية بإغلاقه، حيث كان يعتبر معقلا لسلفيين متشددين حسب هيئة حماية الدستور.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
توزيع القرآن بالمجان
بغرض نشر دعايتهم والتواصل مع الراي العام يستغل سلفيون حملة توزيع القرآن بالمجان في العديد من المدن الألمانية، أطلقوا عليها اسم "إقرأ"!
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
صلاة وسط شارع عمومي
يحاول السلفيون استغلال كل فرصة ومكان لنشر فكرهم واكتساب المزيد من المؤيدين. في الصورة مجموعة من السلفيين الذي تجمعوا في شارع قرب أكاديمية الملك فهد بمدينة بون لأداء الصلاة. تم ذلك بالقرب من تجمع لحزب "Pro NRW" اليميني المناهض للمهاجرين والإسلام، والذي اعتبر ذلك استفزازا له فحصل اشتباك بين أنصاره والمصلين في الشارع.
صورة من: dapd
"شرطة الشريعة"
عام 2015 قام سلفيون بدوريات عبر شوارع مدينة فوبرتال في ولاية شمال الراين فيستفاليا وكأنهم أفراد شرطة لحماية الشريعة، وتسبب ذلك في استياء عام على مستوى ألمانيا بأكملها.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان
هناك بين السلفيين جهاديون يتعاونون مع تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث يجندون الشباب في ألمانيا لخدمة تلك التنظيمات. ومن ابرز هؤلاء أبو ولاء العراقي الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 . وقال المدعي العام الاتحادي، فرانك بيتر، بأنه يشكل "الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية".
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
استعداد للقيام بأعمال عنف
ينظم السلفيون مظاهرات لحشد مؤيديهم واستعراض قوتهم. أثناء تلك المظاهرات غالبا ما تقع اشتباكات بينهم وبين الشرطة التي تحاول تفريقهم، بسبب ما يقومون به من أعمال عنف وتخريب.
صورة من: picture-alliance/dpa
جماعات مناهضة للسلفيين
مقابل السلفيين المتشددين هناك جماعات يمينية متطرفة مناهضة مثل مجموعات "هوليغانز ضد السلفيين" التي تنظم مظاهرات رافضة للسلفيين. وأحيانا تحدث اشتباكات بينهم وبين السلفيين، كما حصل في إحدى المظاهرات بمدينة كولونيا في تشرين الأول/ اكتوبر، شارك فيها الآلاف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مشاركة نسائية في التحركات السلفية
المشهد السلفي لا يقتصر على الرجال فقط، بل إن هناك نساء منهم يشاركن في النشاطات والتجمعات السلفية، كما في الصورة خلال تجمع لأحد أبرز زعماء السلفيين في ألمانيا بيير فوغل بمدينة أوفينباخ عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
مداهمة مقرات السلفيين وجمعياتهم
تقوم الشرطة بين الحين والآخر بمداهمة مساجد ومقرات جميعات سلفية وبيوت مسؤوليها وتعتقل المطلوبين منهم، كما تُغلق المكاتب والمقرات التي تعود إلى تلك الجمعيات التي يشتبه قيامها بنشاطات غير قانونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Gossmann
حظر جميعة سلفية متشددة
يسعى السلفيون من خلال نشاطاتهم إلى نشر الفكر الإسلامي المتشدد وتقديم "الإسلام على أنه دين العنف والكراهية والزواج القسري والإرهاب"، كما جاء في أحد مقاطع الفيديو على الإنترنت للجمعية السلفية "الدين الحق" التي تم حظرها من قبل السلطات الألمانية واعتُقل أحد مؤسسيها وأبرز وجوهها ابراهيم أبو ناجي.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/R. Harde
محاكمة مشتبه به
من يلجأ إلى العنف من بين السلفيين يقبض عليهم وتتم محاكمته مع حفظ حقه في محاكمة عادلة بوجود محامي الدفاع. في الصورة: السلفي مراد ك. بجانب المحامي أثناء جلسة المحاكمة في بون بتهمة الإيذاء الجسدي ومقاومة موظف عام أثناء القيام بمهامه.