كان زياد بلقاسم منفذ هجوم مطار أورلي الباريسي معروف لدى السلطات، فسجله القضائي لا يخلو من عقوبات سجن نتيجة لعمليات سطو وتضليل قام بها، حسبما أكده المدعي العام الذي تابع بأن الأخير خاض عملية "هروب إلى الأمام تصاعدية".
صورة من: Reuters/B. Tessier
إعلان
وحاول بلقاسم في مطار أورلي يوم أمس السبت (18 مارس/ آذار 2017)، انتزاع السلاح بالقوة من جندية وهو يهتف قائلا "أنا هنا لأموت في سبيل الله"، قبل أن يطلق أحد الجنود النار عليه ويرديه قتيلا، حسبما صرح ممثل الإدعاء المعني بمكافحة الإرهاب، فرانسو مولان، في مؤتمر صحفي عقب الحادث.
والمهاجم هو فرنسي الجنسية يبلغ من العمر 39 عاما. وكان قد ارتكب عددا من عمليات السطو فيما بدا لاحقا ميوله إلى التطرف. ويشير ماضيه القضائي إلى رجل منحرف اعتاد على المثول أمام المحاكم وسجن مرات عدة. وفي ملفه تسع جنح ارتكبها، بينها أعمال عنف وشتم وإخفاء معلومات... ومنذ 2001 حكم بالسجن خمس سنوات بسبب عملية سطو، ليسجن بعد ذلك في عام 2009، إثر الحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات ثم خمس سنوات بتهمة تهريب المخدرات.
منطٍو على نفسه
وخلال فترات سجنه، بدت عليه "ملامح تطرف" في 2011 و2012، كما قال مولان. لكن الرجل ليس مسجلا لدى السلطات بصفته يشكل تهديدا لأمن الدولة. بيد أن المعلومات المتعلقة به شكلت تبريرا لعملية تفتيش قضائي في إطار حالة الطوارئ التي فرضت في 2015، من دون أن تؤدي إلى نتيجة.
وكان بلقاسم يعيش في الطابق السادس من مبنى في حي غارج-لي-غونيس الشعبي في الضاحية الشمالية لباريس. ووصفه عدد من جيرانه للوكالة الفرنسية بكونه رجل منطٍو على نفسه وغامض لا أحد يعرفه فعليا. ولم يكن لدى أحد فكرة عن دخوله السجن ولا اتهامه بقضية سطو في آذار/مارس 2016. ومنذ أيلول/سبتمبر وخروجه من السجن، كان يخضع لمراقبة قضائية.
وقال حميد جاره الذي يقيم في الطابق الخامس من المبنى "المرة الأخيرة التي رأيته فيها كانت قبل ثلاثة أيام. كان يبدو عليه التصميم كما لو أنه يريد الانتهاء من قضية مع عائلته أو زملائه". وأكدت هاتيس جارته في الطابق نفسه "كنا نلتقي في المصعد في بعض الأحيان. كان يرتدي بزات رياضية. كان مخيفا. شيطان صغير فعلا".
عملية هروب إلى الأمام
وقال المدعي العام إن لا شيء يدل حتى الآن على أنه سافر إلى الخارج خلافا لكثير من الإسلاميين. وعثر على ماة كوكاكيين في شقته واعتاد على ارتياد حانة إيطالية - كوبية في جنوب باريس. وهو مكان معروف بلياليه الصاخبة، كما قال رجل يقيم بجواره.
وتوجه إلى هذه الحانة بعدما أطلق فجرا النار على شرطي أراد التدقيق في هويته لأنه كان يقود بسرعة كبيرة وأنوار سيارته مطفأة في شمال باريس. وفي الحانة قام بتخويف الزبائن وأطلق النار من جديد لكنه لم يجرح أحدا. وقال لأقربائه في اتصال هاتفي انه ارتكب "حماقات"، وهو ما أكده والده وشقيقه حين توجها إلى مركز الشرطة للإدلاء بأقولهم. وتمّ إطلاق سراح الأب فيما أبقت السلطات على الأخ الشقيق وابن عم منفذ الهجوم.
وأوضح مدعي باريس أن زياد بلقاسم "دخل في عملية هروب الى الأمام أصبحت مدمرة أكثر فأكثر وتصاعدية". بعد ذلك قام بسرقة سيارة وتوجه الى مطار أورلي ومعه برميل محروقات ومصحف.
و.ب/ع.ج (أ ف ب)
وجوه الإرهاب في اعتدءات فرنسا الدموية
نُفذت اعتداءات باريس مجموعة من الجهاديين من ذوي الملامح والمسارات المختلفة، هم المدبر وتسعة منفذين و"صاحب سوابق" لإعلان التبني إضافة إلى عدد من المتواطئين، الذين تكشف الشرطة هوياتهم تدريجياً.
صورة من: iTele
المطلوب صلاح عبد السلام، المولود في بلجيكا عام 1989، استأجر إحدى السيارتين من بلجيكا وموجوداً في السيارة التي كانت تقل أخاه إبراهيم أثناء إطلاقه الرصاص إلى أن أوصله إلى شارع فولتير حيث فجر إبراهيم نفسه. ومازالت أجهزة الأمن تبحث عنه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Police Nationale
عبد الحميد أباعود، أو أبو عمر البلجيكي كما يلقب نفسه، يبلغ من العمر 27 عاماً، ولد في المغرب، وهو العقل المدبر للاعتداءات الدموية في باريس وأحد أبرز وجوه تنظيم "داعش"، وأعلنت فرنسا مقتله في عملية أمنية شنتها الشرطة في سان دوني.
صورة من: picture-alliance/dpa/Dabiq
إبراهيم عبد السلام البالغ من العمر 31 عاماً، أحد انتحاريي هجمات باريس كان برفقة أخيه صلاح عبد السلام قبل أن يقوم بتفجير نفسه أمام حانة في شارع فولتير. وكان يملك حانة في حي مولينبيك ببلجيكا، حيث ضُبط بتهمة الاتجار بالمخدرات.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية إسماعيل عمر مصطفاوي (29 عاماً) كان أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في مسرح باتاكلان، وتم التعرف على هويته من بصمات إصبع مبتور عُثر عليه في المكان. وكان اسمه مدرجاً على قائمة الأشخاص الموضوعين تحت المراقبة. ويسعى المحققون لإثبات انه أقام فعلا في سوريا بين عامي 2013- 2014. في الصورة: منزله الواقع جنوب غرب العاصمة باريس.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Jocard
سامي عميمور (28 عاماً) انتحاري آخر فجر نفسه في باتاكلان، ولد في باريس وينحدر من درانسي بالمنطقة الباريسية. وكان متهماً بالانتماء إلى مجموعة مرتبطة بمخطط إرهابي "بعد مشروع رحلة فاشلة إلى اليمن". وصل إلى سوريا في 2013 وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. وفي ربيع 2014 تمكن والده من لقائه في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y.Qiang
بلال حدفي (20 عاماً) أحد الانتحاريين الذي حاولوا اقتحام استاد دو فرانس، وولد في فرنسا ويقيم في بلجيكا، ذهب إلى سوريا للجهاد. وقد نشر على حسابه على موقع فيسبوك صور كلاشنيكوف وترسانة. وعلى أخرى يظهر عاري الصدر يحمل بندقية على كتفه ويصوب على هدف.
صورة من: diepresse.com
عثر على جواز سفر سوري قرب جثة هذا الانتحاري باسم أحمد المحمد. لكن هذه الهوية مزورة على الأرجح لأنها مطابقة لهوية جندي من الجيش السوري النظامي قُتل قبل أشهر عدة. وإذا كان هذا الانتحاري سجل مطلع تشرين الأول/ أكتوبر في اليونان بحسب بصماته وسط تدفق المهاجرين الهاربين من سوريا، فإن الغموض ما زال يحيط بجنسيته وهويته. ونشرت الشرطة الفرنسية صورته وأطلقت نداء لمن لديه معلومات تساعد على التعرف عليه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kyodo
الفتاة الفرنسية من أصول مغربية حسناء آية بولحسن (26 عاماً) قامت بتفجير نفسها في حي سان دوني بشمال باريس في شقة، حاصرت الشرطة فيها إرهابيين مطلوبين. وهي ابنة خالة أباعود. وكانت المخابرات المغربية قد أطلعت نظيرتها الفرنسية على معلومات توضح أن حسناء في فرنسا وأنها متشبعة بـ"الفكر الجهادي".