من هو "غوارديولا الهولندي" الذي يريده دورتموند خلفا لتوخل؟
٣ يونيو ٢٠١٧بعد فشل دورتموند في التعاقد مع لوسيان فافر مدربا جديدا مكان المدرب المقال توماس توخل، بدأت أنظار إدارة الفريق تتجه نحو الهولندي بيتر بوس مدرب أياكس أمستردام، وبناء على ملعومات لصحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار فإن دورتموند اقترب من التعاقد مع بوس (53 عاما)، الذي خسر مؤخرا نهائي الدوري الأوروبي أمام جوزيه مورينيو.
وتقول بيلد إن دورتموند يجهز مبلغا بقيمة 5 ملايين يورو لدفعه على سبيل التعويض لأياكس أمستردام، فعقد بوس يمتد مع الفريق حتى 2019. وهذه هي العقبة، فمازالت موافقة المسئولين في أياكس على انتقاله غائبة ولهذا يجب على دورتموند أن يواصل المفاوضات.
وبناء على تقارير إعلامية هولندية فإن بوس سيتلقى راتبا سنويا في دورتموند قدره أربعة ملايين يورو، وينتظر أن يعلن نجاح التفاوض معه خلال اليومين المقبلين. وأفادت تلك التقارير أن بوس زار بالفعل إدارة دورتموند لكي يتفاهم مع المسئولين.
بيتر بوس ليس غريبا على الدوري الألماني، ففي نهاية مسيرته كلاعب محترف لعب مع نادي هانزا روستوك، الذي كان يلعب آنذاك في الدوري الألماني. وخاض مع الفريق 14 مباراة في دور الإياب بموسم 1997/1998، ولم يسجل أي هدف، لكنه نجح مع فريقه في احتلال المركز السادس في البوندسليغا. ثم ترك الفريق بعدها وعاد إلى وطنه لكن ختام مسيرته جاءت في اليابان. ويتكلم بوس الألمانية بطلاقة، ولذلك فإن مسألة اللغة لن تكون عائقا أبدا، على عكس مدربين آخرين.
أعاد أياكس إلى ذاكرة الكرة الأوروبية
بدأ بيتر بوس مسيرته كمدرب عام 2000 ودرب عددا من الأندية في بلده هولندا إلى أن تولى في عام 2016 مهمة تدريب أياكس العريق. وقد استطاع في خلال موسم واحد احتلال المركز الثاني في الدوري الهولندي خلف فينورد روتردام، وصعد بذلك مباشرة بفريقه إلى دوري أبطال أوروبا. وفي نفس الموسم أيضا نجح مع أياكس في الوصول إلى نهائي الدوري الأوروبي لكنه خسر في كارديف أمام مانشستر يونايتد صفر-2.
وقد جعل بوس الجماهير والخبراء في نشوة من الأداء الجديد لأياكس في ظل قيادته. ويهتم المدرب الهولندي بالأسلوب الشبابي وكرة القدم المبهرة، التي بها الكثير من الإبداع والسرعة الكبيرة، حسب ما كتب موقع "شبورت شاو" الألماني. وأضاف شبورت شاو: "الضغط المبكر والتبديل السريع (بين الهجوم والدفاع) والتمريرات القصيرة الأنيقة تذكر بغوارديولا عندما كان في برشلونة." وبالفعل فإن بيب غوارديولا هو المثل الأعلى لبيتر بوس، مثله مثل الراحل يوهان كرويف، "أبو الكرة الهولندية الشاملة".
ومن أجل تطبيق فلسفته في التدريب أجرى بوس تغييرات جذرية في كتيبة أياكس ولم يخش من الغضب الجماهيري من قراراته. فمثلا اللاعب الهولندي من أصل مغربي أنور الغازي وزميله الصربي نيمانيا غوديلي كانا لاعبين أساسيين في تشكيلة المدرب السابق فرانك دي بور، لكن بعد مجيء بوس رحلا عن الفريق. وكذلك بالنسبة للهولندي ريتشيدلي بازوير، الذي انتقل في يناير/ كانون الثاني هذا العام إلى فولفسبورغ الألماني.
وبدلا من هؤلاء ساعد بيتر بوس المواهب من أجل تحقيق الطفرة، مثلما فعل مع جاستن كلويفرت، ابن إيقونة أياكس السابق باتريك كلويفرت، وماتيس دي ليت، الذي بدأ مؤخرا مشواره في منتخب هولندا وهو في سن السابعة عشرة، "في النهاية النجاح جعله على حق"، يقول موقع شبورت شاو.
شكوك في رحيله عن أياكس
بعد خسارة فريقه لنهائي الدوري الأوربي في ستوكهولم أكد بوس "إذا استطعنا أن نحافظ على لحمة هذا الفريق سنصبح أقوى في الموسم المقبل"، ولذلك يعتقد موقع شبورت شاو أن قطعه لمسيرته مع أياكس بعد عام واحد فقط مسألة أقل احتمالا.
وفي حالة عدم موافقة أياكس على التخلي عن مدربه فإنّ دورتموند يضع أعينه أيضا على النمساوي بيتر شتوغر، مدرب كولونيا، الذي نجح مع فريقه في الوصول إلى المسابقات الأوروبية بعد غياب دام عشرات السنين. غير أن شتوغر (51 عاما) يمتلك عقدا مع كولونيا حتى عام 2020. لكن شتوغر نفى الجمعة لصحيفة إكسبرس الكولونية أن يكون قد حدث تواصل بينه وبين دورتموند.