من يحكم شمال الراين ويستفاليا بعد هزيمة الحزب الاشتراكي؟
١٤ مايو ٢٠١٧
فاز حزب المستشارة ميركل في انتخابات ولاية شمال الراين ويستفاليا، وألحق هزيمة تاريخية بالحزب الاشتراكي، لكنه لا يستطيع تشكيل حكومة لوحده إلا بالتحالف مع أحزاب أخرى، فكيف سيكون شكل الائتلاف الحكومي القادم؟
إعلان
أخبار طيبة للمستشارة ميركل من أكبر ولاية ألمانية
00:56
فوز حزب المستشارة ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في انتخابات ولاية شمال الراين ويستفاليا، يعتبر زلزالا سياسيا بالنسبة للحزب الاشتراكي وخاصة لرئيسه مارتين شولتس الذي رشحه الحزب لمنافسة أنغيلا ميركل في انتخابات التشريعية الاتحادية على منصب المستشار. فقبل الانتخابات التشريعية الاتحادية بأربعة أشهر مني الحزب الاشتراكي بخسارة تاريخية في أكبر ولاية من حيث عدد السكان وتعتبر معقلا للاشتراكيين الذين لم يقدروا على الحكم مع حلفائهم الخضر الذين لحقت بهم أيضا خسارة كبيرة.
وأول نتائج هذه الخسارة الفادحة على الحزب الاشتراكي، كان إعلان رئيسة الحزب والحكومة في الولاية، هانيلوره كرافت تحملها للخسارة الكبيرة في الانتخابات والاستقالة من كافة مناصبها الحزبية، وقالت إنها تفعل ذلك لتعطي الحزب "الفرصة لبداية جديدة" في حين قال مارتين شولتس معلقا على نتائج الانتخابات إنها "هزيمة مدوية".
خسائر متتالية للاشتراكيين
وتشير النتائج الأولية لفرز الأصوات، إلى أن الاتحاد الديمقراطي المسيحي برئاسة أرمين لاشيت، حصل على 33,0 بالمائة من الأصوات، والحزب الاشتراكي على 31,5 والحزب الليبرالي على 12,5 والخضر على 6,2 وحزب اليسار على 4,9 بالمائة في حين حصل حزب البديل اليميني الشعبوي على 7,4 بالمائة من أصوات الناخبين.
وهذه النتيجة تشير إلى أن الحزب الاشتراكي يمكن أن يضطر لأول مرة في معقله ولاية شمال الراين ويستفاليا إلى التحالف مع منافسه الاتحاد الديمقراطي المسيحي ليستمر في حكم الولاية. أو سيخرج تماما من حكومة الولاية، إذا ما تحالف حزب المستشارة مع الحزب الديمقراطي الحر، وهو احتمال وارد أيضا. وهذه هي الولاية الثالثة التي يخسر فيها الاشتراكيون بعد ولايتي زارلاند وشليسفيغ هولشتاين. ما يعني إضعافا لموقف الحزب في الانتخابات التشريعية الاتحادية في أيلول/ سبتمبر القادم، وقوة لموقف المستشارة أنغيلا ميركل ودفعة لحزبها للاحتفاظ بمقعدها في برلين مستشارة لألمانيا.
الأمن والتعليم هاجس الناخبين
وتعتبر نتائج انتخابات ولاية شمال الراين ويستفاليا، مؤشرا مهما لما سيكون عليه الوضع في برلين وما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات التشريعية الاتحادية، حيث تضم الولاية 13 مليون ناخب بما يساوي نحو 20 بالمائة من مجموع الناخبين في ألمانيا.
وإذا لم يتحالف الاتحاد المسيحي الديمقراطي بقيادة رئيسه في الولاية أرمين لاشيت مع الاشتراكيين فيمكن أن يتحالف مع الخضر والليبراليين لتشكيل حكومة مع استبعاده التحالف مع حزب البديل. لكن يمكن للحزب الاشتراكي أيضا أن يشكل حكومة بالتحالف مع الخضر والليبراليين. وتبقى هذه التوقعات أولية حتى فرز كل الأصوات وإعلان النتائج النهائية، وجس كل طرف لنبض الآخر ولإمكانية التحالف معه.
أما الفائز الأكبر في هذه الانتخابات فكان الحزب الليبرالي برئاسة كريستيان ليندنر، حيث حقق الحزب أفضل نتيجة له في الولاية منذ 50 عاما بحصوله على نحو و 3 ,12 بالمائة من الأصوات، ومن أقوى المرشحين لتشكيل ائتلاف حكومي مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي. كذلك يعتبر حزب البديل اليميني الشعبوي من الفائزين اليوم إذ بات ممثلا في 13 ولاية من أصل 16 ولاية. والخاسر الاكبر في هذه الانتخابات بكل تأكيد هو الحزب الأشتراكي، الذي هزم بمعقله الرئيسي في ألمانيا، وكذلك حزب اليسار، الذي خرج من البرلمان بعد أن حقق نتيجة 4,9 بالمائة، والتي لا تأهله لدخول البرلمان. غير أن النتائج النهائية ستظهر مساء اليوم في وقت متأخر، لتكشف إن كان حزب اليسار قد خرج تماماً أم لا.
وكانت القضايا المحلية هي المسيطرة على الحملات الانتخابية في الولاية، ولاسيما الأمن والتعليم. واستطاع الاتحاد المسيحي أن يوظف ذلك لصالحه وخاصة ما يتعلق بالأمن الداخلي بعد أحداث رأس السنة في كولونيا والهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين من قبل أنيس عامري، وفي كلا القضيتين تم اتهام وزير الداخلية في الولاية رالف ييغر بالتقصير.
ع.ج/ ع.خ (د ب أ)
ميركل المستشارة القوية التي "لا تُهزم"
أنغيلا ميركل عملت في مطلع حياتها نادلة خلال دراستها للفيزياء في ألمانيا الشرقية، لم يتحقق حلمها بأن تصبح معلمة لكنها أصبحت أول مستشارة في تاريخ ألمانيا. ميركل التي"لا تُهزم" تقود حزبها منذ 17 عاما وعينها على ولاية رابعة.
صورة من: Imago/R. Wölk
بعد إعلانها ترشحها لولاية جديدة عام 2017، ترشحت ميركل لرئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي بعد 17 عاما من زعامته. وطيلة عقد ونيف من حكمها وُصفت ميركل بالمستشارة القوية التي "لا تُهزم".
صورة من: Imago/R. Wölk
بعد إعلانها ترشحها لولاية جديدة عام 2017، أعيد انتخاب ميركل كرئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي بعد 17 عاما من زعامته، وذلك في مؤتمره العام المنعقد الثلاثاء 06 ديسمبر كانون الأول 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
هكذا كانت تبدو طفولة المرأة التي توجت خلال الأعوام الماضية بأقوى امرأة في العالم حسب قائمة مجلة فوربس الأمريكية... إنها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
صورة من: imago
ترعرعت أنغيلا ميركل في أسرة بروتستانتية في مدينة تيمبلين بولاية براندنبورغ. وكان والدها يعمل كقس، في حين كانت الأم ربة بيت تعمل على رعاية "إنجي" واثنين من إخوتها الصغار. ولم يكن أحد يعتقد أن أنغيلا دوروثيا كازنر، ستصبح أقوى امرأة في العالم. ولكن صفات كالاجتهاد والموضوعية وضبط النفس والتواضع كانت وراء هذا النجاح الخارق.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
تعد ميركل من أكثر المتابعين لمنتخب بلادها لكرة القدم، إذ كانت من أبرز الحاضرين في نهائي كأس العالم بين ألمانيا والأرجنتين في البرازيل. وقد تفاعلت المستشارة مع مجريات المباراة، لتتوجه بعدها إلى غرفة تغيير ملابس اللاعبين وأخذت صورا تذكارية معهم، معبرة عن فخرها بالمنتخب الألماني وإنجازاته.
صورة من: Reuters
تظهر هذه الصورة غريتا ولودفيغ جدي المستشارة الألمانية، مع والدها هورست كاتسمرساك. كانت الأسرة تعيش في بوسن ببولندا، ثم استقرت في وقت لاحق ببرلين. بعدها قامت العائلة بتغيير اسمها سنة 1930 إلى كازنر. وعندما عرفت الجذور البولندية للمستشارة الألمانية سنة 2013، أثار ذلك اهتماماً كبيراً وخاصة في بولندا نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa
درست ميركل في براندنبورغ. هذه الصورة تظهر ميركل في مخيم "هيمل فوت" الصيفي بعد فترة وجيزة من حصولها على شهادة الثانوية العامة سنة 1973 بتفوق. وكانت المستشارة بارعة في اللغة الروسية والرياضيات. وخلال فترة دراستها كانت ميركل أيضاً عضوا في منظمة الشباب الاشتراكي، وهي أول مستشارة لألمانيا نشأت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد حصولها على شهادة التعليم الثانوي بدأت ميركل دارسة الفيزياء في جامعة لايبزيغ. بعدها مباشرة بدأت بالعمل في أكاديمية العلوم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في مجال تفاعلات التحلل الكيمائي. وفي ذلك الوقت التقت بزوجها الأول أولريش ميركل، الذي قال عنها إنها كانت تحب السفر. في هذه الصورة تظهر ميركل في العاصمة التشيكية براغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد انفصال ميركل عن زوجها الأول زاد اهتمامها بالمجال السياسي، حيث انخرطت في الحزب المسيحي الديمقراطي. وبعد تجاوزها للعديد من العقبات السياسية وجدت نفسها آنذاك قريبة من المستشار الألماني هلموت كول، الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي والراعي، الذي فسح لها المجل لتولي أعلى المناصب.
صورة من: Reuters
في سنة 1998 اقترح رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي آنذاك فولفغانغ شويبله، ميركل لتولي منصب الأمين العام للحزب. وبعد أربع سنوات أصبحت ميركل رئيسة للحزب. وفي سنة 2005 فازت مع حزبها بالانتخابات لتصبح أول مستشارة لتخلف بذلك غيرهارد شرودر المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: Reuters
علاقة المستشارة الألمانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تكن حارة، كما كان الحال عليه بين الرئيس الروسي وسلف ميركل، غيرهارد شرودر، وذلك حتى قبل أزمة القرم. ولكن بوتين يكن لها احتراماً كبيراً، وكلاهما يتحدث اللغة الألمانية والروسية بطلاقة.
صورة من: Reuters/G. Dukor
تظهر ميركل في هذه الصورة، التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة في ألمانيا، في افتتاح دار الأوبرا في أوسلو برفقة رئيس الوزراء آنذاك ينس شتولتنبرغ. وتعرف ميركل بعشقها للموسيقى الكلاسيكية، حيث تحضر العديد من حفلات هذا النوع من الموسيقي.
صورة من: Bjorn Sigurdson/AFP/Getty Images
تمكنت المستشارة ميركل أو "ماما ميركل" كما يلقبها الألمان من كسر العديد من الصور النمطية، فهي تعد أول امرأة قادمة من شرق ألمانيا تتولى منصب المستشار باعتبارها زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أحد أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا. الكاتبة الألمانية جولي زيه خصصت لها قطعة مسرحية بعنوان "Mutti" أي "الماما".
صورة من: picture-alliance/dpa
تزايدت شعبية ميركل بين السوريين والعرب بعد فتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين، لكن هذا القرار لم يلاقي نفس الترحيب من جانب السياسيين الألمان، إذ ظهرت بوادر خلاف داخل الائتلاف الحكومي في البلاد وانتقد مسؤولون سياسة ميركل الخاصة باللجوء معربين عن مخاوف أمنية وقلق من اختلال التوازن الثقافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka