من يقف وراء حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"؟
دنيس ستوته/ عبد الرحمان عمار٩ ديسمبر ٢٠١٤
خرج آلاف من الأشخاص أمس الاثنين للتظاهر في مدن ألمانية ضد "الأسلمة" في ألمانيا، وهي المسيرة الخامسة على التوالي لما يسمى بتحالف "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب". فمن يقف وراء هذا التحالف، ومن يشارك في مظاهراته؟
إعلان
يحيل اسم حركة" أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (Pediga)على مخاوف أنصارها، الذين يتظاهرون منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كل مساء اثنين في مدينة دريسدن عاصمة ولاية سكسونيا، ضد كل ما يعتبرونه "إسلاماً متطرفاً أو إستغلالاً للوضع كلاجىء"، إضافة إلى ما يعتبرونه "تهديدا للثقافة الألمانية". ولا يعبر هؤلاء المتظاهرون علناً عن همومهم تلك بشعارات عنصرية بل يلجأون إلى رفع لافتات كتب عليها "تضامن سلمي ضد الجهاد على الأراضي الألمانية". كما يُمنع المحتجون من قبل المنظمين من التحدث مع الصحافة. وتمكنت المظاهرات الكبيرة لأنصار الحركة من إثارة الإنتباه إليها في عموم التراب الألماني. وفي أوائل شهر ديسمبر/ كانون الأول وصل عدد المشاركين في إحدى التظاهرات إلى 7500 مشارك، حسب إحصاءات صادرة عن الشرطة الألمانية.
هل اليمين المتطرف هو من يقف وراء الحركة؟
على ما يبدو فإن المتطرفين اليمينيين ليسوا هم من يقف وراء الحركة. فمكتب الثقافة لولاية سكسونيا، والذي يراقب تحركات وأنشطة النازيين الجدد في الولاية، لاحظ أن المتطرفين اليمينيين لم يشاركوا في تنظيم مظاهرات الحركة. كما لاحظ المكتب سالف الذكر، أن مواطنين كانوا في السابق ينشطون سياسياً في صوف الحزب الليبرالي، هم من بدأوا التظاهر باسم الحركة. والأكثر من هذا فمنظمو تلك المظاهرات ينأون بأنفسهم وبصراحة عن التطرف اليميني. غير أن اليمينيين المتطرفين بدأوا أيضاً في المشاركة في تلك المظاهرات. ولم يعبر لوتسه باخمان صاحب صاحب فكرة الحركة، في حوار مع "صحيفة ساكسونيا"، عما إذا كان حضور النازيين الجديد يزعج الحركة أم لا. وبدلا من ذلك، أشار باخمان إلى أن القوانين، لا تمنع أي شخص من المشاركة في التظاهر.
مشاهد لإسلاميين متشددين في ألمانيا
شباب ومتعصبون ويطمحون في دخول الجنة: إنهم المتشددون الإسلاميون في ألمانيا، الذين تقدر السلطات عدد من لديهم استعداد منهم لارتكاب أعمال عنف بحوالي 500 شخص. لكن تلك الأعمال في السنوات الأخيرة إما أجهضت أو باءت بالفشل.
صورة من: twitter.com
آلاف من الإسلاميين ينتشرون في ألمانيا. بضعة مئات منهم يعتبرون متشددين. هم ذكور ومعظمهم من أبناء المهاجرين الذين يبحثون عن التوجيه والسند وبينهم ألمان مسلمون.
صورة من: picture alliance/Wolfram Steinberg
جزء من منفذي هجمات 11 سبتمبر 2001. كانوا فيما عرفت بخلية هامبورغ. محمد عطا وسط الصورة من أسفل وبجانبه في اليسار منير المتصدق الذي حكم عليه بالسجن 15عاما.
صورة من: picture-alliance/dpa/lno
في 31 تموز / يوليو 2006، أراد الطالبان اللبنانيان جهاد حماد ويوسف الحج ديب تفجير قطارين كانا في طريقيهما من كولونيا إلى مدينة كوبلنز ومدينة هام وفشلت العملية.
صورة من: picture-alliance/dpa/BKA
خلية زورلاند في العام 2007. فريتس غيلوفيتس ودانيال شنايدر وآدم يلمظ اعترفوا بالتخطيط للهجوم على منشآت ألمانية وأمريكية بسبب أفغانستان. وحكم عليهم بالسجن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Uli Deck/Ronald Wittek/Federico Gambarini
فيليز غيلوفيتش زوجة قائد مجموعة زورلاند فريتس غيلوفيتش. اعترفت في محكمة في برلين في نوفمبر 2010 بجمع تبرعات من أجل الجهاد وحكم عليها بالسجن لمدة عامين ونصف.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Schwarz
أريد أوكا ولد في كوسوفو ونشأ مع أسرته غير المتشددة في ألمانيا. في مارس 2011 أطلق الرصاص على جنود أميريكيين في مطار فرانكفورت فقتل اثنين وجرح مثلهما.
صورة من: picture alliance / dpa
خليل إس أحد أعضاء خلية دوسلدورف، التي كانت تخطط لتنفيذ تفجير ضخم في ألمانيا. وحوكمت الخلية في كارلسروه عام 2011 ونال أعضاؤها الأربعة عقوبات سجن طويلة.
صورة من: dapd
السلفية تنتشر في ألمانيا ويتوقع وجود سبعة آلاف سلفي في ألمانيا. لجأ السلفيون بداية من عام 2011 إلى توزيع نسخ مجانية من القرآن بالألمانية ضمن حملة "اقرأ".
صورة من: picture-alliance/dpa/Britta Pedersen
في ديسمبر 2012 عثر في محطة القطارات في بون على حقيبة زرقاء بداخلها قنبلة معدة للانفجار، إلا أن خطأ تقنيا حال دون انفجارها. وكان المخطط ألماني اعتنق الإسلام.
صورة من: picture-alliance/dpa
في سبتمبر 2014 ظهرت شرطة الشريعة السلفية في مدينة فوبرتال. لبس أعضاؤها الزي البرتقالي وكانوا يحثون الشباب المسلم على تجنب شرب الكحول والقمار وسماع الموسيقى.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
في نهاية 2013 ألقت السلطات الألمانية القبض على كريشنيك ب لدى عودته من سوريا. ويواجه تهما بالانتماء إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" عقوبتها السجن أكثر من 4 سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Boris Roessler
دنيس كوسبيرت، نجم الراب السابق ومغني الأناشيد الجهادية. أصبح من أهم دعاة التيار السلفي المتشدد الناطقين بالألمانية وكان يدعو في أناشيده لمحاربة غير المسلمين. الكاتبة: إيفيتا أندوروسكوفا / علاء جمعة.
صورة من: twitter.com
12 صورة1 | 12
من ينظم المظاهرات؟
ووفقا لمصادر شخصية فإن فريقاً يتكون من اثني عشر عضواً هو الذي يحدد مضمون وتوجه الحركة. وتعرف الأعضاء على بعضهم البعض عبر موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، كما أنهم يخططون الآن لتسجيل الحركة في سجل الجمعيات. ويبقى لوتسه باخمان العضو الوحيد داخل الحركة الذي يظهر حتى الآن كمتحدث داخل المظاهرات. ويرفض لوتسه باخمان إجراء مقابلات صحفية، كما أنه لم يرد على طلب حوار من الدويتشه فيله. ويعمل باخمان مديرا لـ"وكالة للخدمات العامة"، متخصصة في الصور الشخصية وتصوير الأعراس. وخلصت أبحاث لصحيفة "ساكسونيا" إلى أن باخمان الذي لا يحمل ذرة تسامح تجاه المهاجرين ، كان بنفسه تحت الحراسة بسبب قضية الإتجار في المخدرات. ومن بين الجرائم الأخرى التي اقترفها في الماضي، وفقا لتقرير الصحيفة المذكورة، جنايات أخرى كالسطو والسرقة وأقوال كاذبة، والقيادة في حالة سكر والاعتداء، وغيرها من الجنايات.
من يشارك في المظاهرات؟
وعلى الرغم من أن الحضور الجلي للنازيين الجدد وجماعات مثيري الشغب في ملاعب كرة القدم أو محبي موسيقى الروك في مسيرات الحركة، إلا أن الجزء الأكبر من المشاركين فيها يتكونون من مواطنين لا يلفتون الأنظار "كمواطنين من الطبقة المتوسطة الدنيا، ورجال الأعمال، والبرجوازية الصغيرة، والكثير من عشاق كرة القدم"، على حد قول دانيلو أفيني من المكتب الثقافي لولاية سكسونيا. ويرى البعض الناس أنه يتم انشاء مجموعات في موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك تتخذ من الحركة نموذجا لها، وهو من شأنه أن يؤدي إلى التوجه إلى الفكر اليميني المتطرف. ووفقا لنتائج بعض الدراسات فإن ما يصل الى ربع سكان ألمانيا هم عرضة للأفكار اليمينية الشعبوية، وهي نسبة أكبر مما عليه الحال في بريطانيا وفرنسا.
مسلمو ألمانيا في جمعة الوقوف ضد الكراهية والظلم
عند 2000 مسجد بألمانيا تجمعت حشود المسلمين بعد صلاة الجمعة تحت شعار "الوقوف ضد الكراهية والظلم"، منددين بالعنف الممارس باسم الإسلام بالشرق الأوسط ومحتجين على الاعتداء على المساجد والكنُس في ألمانيا. DW رافقتهم في برلين.
صورة من: DW/A. Almakhlafi
نبذ للكراهية ومطالبة بالعدالة
تقول إيمان رايمان (يسار الصورة) رئيسة المجلس التنسيقي للمسلمين في مدينة برلين: "نطالب بالعدالة لإخواننا المسلمين في كل مكان وننتقد العنف والتطرف".
صورة من: DW/A. Almakhlafi
دين المحبة والعدالة
"ديننا دين السلام. والمسلم من سلم الإنسان من لسانه ويده"، كما يقول بكر ألبوغا، المتحدث باسم المجلس التنسيقي لمسلمي ألمانيا.
صورة من: DW/A. Almakhlafi
احترام ذوي المعتقدات الأخرى
"الله يعلمنا في القرآن عدم الظلم واحترام ذوي المعتقدات الأخرى"، كما يقول بكر ألبوغا.
صورة من: DW/A. Almakhlafi
"ننتمي إلى المجتمع الألماني"
وتضيف إيمان رايمان: "ننتمي إلى المجتمع الألماني ونعمل فيه وندفع الضرائب في ألمانيا ونسعى للمزيد من المساواة ومن حقوقنا كمسلمين في ألمانيا".
صورة من: DW/A. Almakhlafi
تنديد بالتطرف
وتستطرد إيمان رايمان: " نحن نندد بممارسات تنظيم الدولة الإسلامية الخاطئة. هذه الممارسات لها تأثير سلبي علينا كمسلمين في الغرب".
صورة من: DW/A. Almakhlafi
حوار بين مسلمين وغير مسلمين
حوار بين مسلمين وغير مسلمين على هامش صلاة الجمعة.
صورة من: DW/A. Almakhlafi
اعتداءات..منها حرق للمساجد
منذ عام 2012 حتى عام 2014 "وقع أكثر من 80 هجوما على المساجد في ألمانيا"، وفق المجلس التنسيقي لمسلمي ألمانيا.
صورة من: DW/A. Almakhlafi
"لحظة تُحرِّك المشاعر"
"لحظة تحرك المشاعر" هكذا وصف نيكولاوس شنايدر رئيس الكنيسة الإنجيلية (يسار) اعتبار المسلمين نبذ التطرف من صلب دينهم. (ألبوغا: يمين).
صورة من: DW/A. Almakhlafi
حضور سياسي وديني
جانب من الحضور: نائبة رئيس البرلمان الألماني ونائبة رئيس الكنيسة الكاثوليكية والأمينة العامة للحزب الاشتراكي ورئيس حزب الخضر ورئيس حزب اليسار.
صورة من: DW/A. Almakhlafi
حرية دينية في ألمانيا
"أنا أشعر بالصدمة من وجود أحكام مسبقة ومعاداة للمسلمين في بلادنا"، كما يقول شنايدر، مشيرا إلى أن الحرية الدينية مضمونة للجميع في الدستور الألماني.
صورة من: DW/A. Almakhlafi
10 صورة1 | 10
مظاهرات مضادة للحد من انتشار الحركة
وتم اليوم (الإثنين 8 ديسمبر/ كانون الأول) التخطيط لمظاهرات إضافية في مدن كاسل، وفورتسبورغ ومدن أخرى. غير أنه تم تشكيل تحالفات في كل مكان لتنظيم مظاهرات مضادة لحركة ""Pegida". ففي مدينة دوسلدورف مثلاً تحالفت بعض الأحزاب السياسية والكنائس والنقابات ونظمت مسيرة حاشدة تحت شعار "تسامح سكان منطقة الراين ضد الإقصاء والهستيريا". أما في مدينة دريسدن فتمت لأول مرة تعبئة واسعة لمسيرة ضد الحركة، ما دفع أنصار الحركة إلى التخلي عن مسيرتها التي خطط لها في مركز مدينة درسدن، واقتصر أعضاؤها على التظاهر فقط.
وقبل أسبوع من الآن، باءت أولى المحاولات بنشر رقعة المظاهرات بفشل ذريع. ففي مدينة كاسل خرج حوالي 70 شخصاً من الحركة للتظاهر، بينما في فورتسبورغ خرج 25 شخصا. وتم وقف تلك المظاهرات الاحتجاجية بمسيرات مضادة.