حمزة الحسين.. الأمير الذي فقد فرصة تولى عرش الأردن مرتين
٤ أبريل ٢٠٢١
تسجيل فيديو كشف عن أزمة بالأردن أطرافها متعددة. تصدّر مشهد الأزمة الأمير حمزة الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني. الجيش الأردني أبلغ الأمير "بالتوقف عن تحركات توظف لاستهداف" استقرار البلاد. فمن هو حمزة الحسين؟
إعلان
في تسجيل فيديو سلمه محاميه إلى "بي بي سي"، أعلن الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني ملك الأردن، أنه وُضع قيد الإقامة الجبرية.
جاء ذلك بعد أن أكد الجيش الأردني مساء أمس السبت (الثالث من أبريل/ نيسان 2021) أنه طلب من الأمير حمزة "التوقف عن تحركات توظف لاستهداف" استقرار البلاد، وأعلن عن عمليات توقيف شملت عدة أشخاص، بينهم الرئيس الأسبق للديوان الملكي باسم إبراهيم عوض الله وشخصية مقربة من العائلة الملكية هو الشريف حسن بن زيد.
من هو الأمير حمزة الحسين؟
بلغ الأمير حمزة 41 عاماً في 29 مارس/ آذار، وهو الابن الأكبر للملك حسين وزوجته الرابعة الأمريكية ليزا حلبي، التي صارت لاحقاً الملكة نور الحسين.
درس حمزة المرحلة الثانوية في لندن قبل التحاقه بكلية ساندهيرست العسكرية، حيث حقق مسيرة رائعة كما فعل قبله أخوه عبد الله الذي يكبره بثمانية عشر عاماً.
تقلد الأمير حمزة مناصب عسكرية وخدم في يوغوسلافيا السابقة في وحدة أردنية إماراتية، قبل تخرجه في جامعة هارفارد. وهو رياضي بارع وطيار مميز كوالده. وتقاعد الأمير من الخدمة في القوات المسلحة الاردنية العام الماضي.
فقد الأمير حمزة فرصتين للوصول الى العرش: الأولى بعد أن لعب مرض والده الملك حسين بالسرطان دوراً مؤثراً على طموحاته. وعندما توفي الملك الراحل في فبراير/ شباط 1999، كان حمزة أصغر من أن يخلفه. فتولى العرش عبد الله، الابن الأكبر للملك حسين من زوجته الثانية الأميرة منى.
وبناء على رغبة الملك الراحل، سمى الملك عبد الله الأمير حمزة ولياً للعهد، واستمر الأمر كذلك مدة خمس سنوات، إلى أن نُحي وسُمي الأمير حسين، نجل الملك عبد الله، ولياً للعهد سنة 2009، لتكون هذه هي الفرصة الثانية الضائعة للوصول إلى عرش المملكة.
وبرر الملك عبد الله ذلك لأخيه في رسالة رسمية بأن منصب ولي العهد "الرمزي" يقيد حريته ويمنع تكليفه بمهام هو أهل لها. لكن الأمير حمزة بالتأكيد لا يرى الأمور بالطريقة نفسها.
وقال محلل سياسي لوكالة الأنباء الفرنسية - فضل عدم الكشف عن اسمه - إن الأمير حمزة قام مؤخراً "أكثر من مرة بمضاعفة انتقاداته لما وصفه بفساد السلطة أمام عدد من أصدقائه". وأضاف: "هناك بالتأكيد استياء من جانبه، فهو لم يستوعب أبداً فقدان لقب ولي العهد" قبل نحو 17 عاماً.. "لقد فقد فرصة أن يصبح ملكاً مرتين، عندما توفي والده وكان ما زال يافعاً، وعندما نحاه الملك عبد الله عن ولاية العهد".
قريب من الناس
الأمير حمزة متحمس لقضايا الحفاظ على البيئة وقريب من الناس وقادة العشائر، وهو أب لخمس فتيات وصبي، ويبتعد تدريجياً عن دوائر السلطة الأولى. هذا وأشار الأمير حمزة إلى اعتقال عدد من أصدقائه ومعارفه وسحب حراسته وقطع خطوط الاتّصال والإنترنت عنه، مؤكداً أنه لم يكن جزءاً "من أيّ مؤامرة أو منظّمة تحصل على تمويل خارجي". لكنه انتقد "انهيار منظومة الحوكمة والفساد وعدم الكفاءة في إدارة البلاد" ومنع انتقاد السلطات.
لكن رغم كل شيء، يقول الخبير إن "دمه الملكي أنقذه يوم السبت من السجن. ... في الأسرة الحاكمة لا يُسجن أمير، لكن يتم تهميشه".
وأوضح الأمير في مقطع الفيديو أن رئيس أركان الجيش زاره وأبلغه بأنّه "لا يُسمح لي بالخروج، وأنّي ممنوع من التواصل مع الناس أو لقائهم". وأضاف: "أبلِغتُ بأني يجب أن لا أغادر المنزل وبأني أستطيع فقط زيارة العائلة، ولا أستطيع استخدام تويتر أو أتواصل مع أحد".
الأردن.. تاريخ حافل بالاحتجاجات الشعبية ضد رفع الأسعار
قدم رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي استقالته للملك عبد الله الثاني على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد مشروع قانون ضريبة الدخل. وللأردن تاريخ حافل في الاحتجاجات ضد رفع أسعار الخبز والمحروقات يمتد إلى نحو ثلاثين عاما.
صورة من: picture-alliance/dpa
قدم رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي اليوم الاثنين (الرابع من يونيو 2018) استقالته على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد مشروع قانون ضريبة الدخل وسياسة رفع الأسعار. تجددت التظاهرات والتجمعات في الأردن لليوم الخامس على التوالي ضد مشروع القانون الذي ينص على زيادة الاقتطاعات الضريبية من مداخيل المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Adayleh
وكان نحو خمسة آلاف شخص قد تجمعوا قرب مبنى رئاسة الوزراء الأردنية في عمان وسط إجراءات أمنية مشددة هاتفين "يا ملقي اسمع اسمع، شعب الأردن ما رح يركع" و"الشعب يريد إسقاط الحكومة". وحمل البعض لافتات كتب على بعضها "مستمرون حتى رحيل الحكومة" و "لن نركع" و"أنا مواطن ولست جهاز صراف آلي" و"معناش" (لا نملك شيئا).
صورة من: picture-alliance/Photoshot/M. Abu Ghosh
واحتلت العاصمة الأردنية عمان المركز الأول عربيا في غلاء المعيشة والثامن والعشرين عالميا، وفقا لدراسة نشرتها مؤخرا مجلة "ذي ايكونومست". وحسب الأرقام الرسمية فقد ارتفع معدل الفقر في الأردن مطلع العام إلى 20 بالمائة، فيما ارتفعت نسبة البطالة إلى 18,5 بالمائة في بلد يبلغ معدل الأجور الشهرية فيه نحو 600 دولار والحد الأدنى للأجور 300 دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Adayleh
وكانت تظاهرات حاشدة قد اندلعت مطلع عام 2018 بسبب الإجراءات التقشفية للحكومة ورفع أسعار المحروقات والخبز، استجابة لتوجيهات صندوق النقد الدولي بإجراء إصلاحات اقتصادية تمكن المملكة من الحصول على قروض جديدة في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة وتجاوز الدين العام 35 مليار دولار. ونجا الملقي من تصويت على سحب الثقة بحكومته في مجلس النواب على خلفية رفع الأسعار.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/M. Abu Ghosh
وللأردن تاريخ حافل في التظاهرات ضد الحكومة، وحتى قبل ثورات "الربيع العربي"، مثلا: اندلعت "انتفاضة الخبز" في معان سنة 1989 ومن ثم انتقلت إلى المدن الأردنية الأخرى. وأدت التظاهرات إلى إقالة الحكومة الأردنية آنذاك برئاسة زيد الرفاعي وإجراء انتخابات برلمانية تعددية وإلغاء قانون الطوارئ الذي كانت تعيشه البلاد منذ سنة 1967.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويستورد الأردن الذي يعاني شحا في المياه والموارد الطبيعية، 98 بالمائة من احتياجاته من الطاقة. ووتقوم الحكومة بين الحين والآخر إلى رفع الضرائب وأسعار الخبز. وتقول الحكومة إنها تسعى من خلال هذه القرارات إلى زيادة إيراداتها الضريبية، وهو ما يؤجج غضب الشارع.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Mazraawi
وفي تسعينات القرن الماضي اندلعت الكثير من التظاهرات ضد ارتفاع أسعار الخبز والمحروقات، من أبرزها "ثورة الخبز" عام 1996 في الكرك وفي معان ومدن جنوب الأردن بعد أن رفعت حكومة عبد الكريم الكباريتي سعر كيلو الخبز إلى 25 قرشا.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/M. Abu Ghosh
في سنة 2007 استمرت التظاهرات أربعة أيام بسبب غلاء الأسعار، وفي سنة 2009 اندلعت أيضا تظاهرات واحتجاجات ضد العنف المفرط من قبل قوات الأمن.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Nasrallah
ومع بداية "ثورات الربيع العربي" شهدت الأردن تظاهرات حاشدة لعدة أشهر تطالب بالإصلاحات. وفي عام 2012 شهد الأردن اضطرابات استمرت عدة أيام على خلفية إجراءات تقشفية فرضت بطلب من صندوق النقد الدولي تضمنت رفع دعم الوقود. (الصورة من احتجاجات عام 2011).