مهاجرون سرِّيون يفضلون الموت على النزول إلى البر الليبي
١٥ نوفمبر ٢٠١٨
بعد أن تم انقاذهم من خطر الموت قبل أسبوع في عرض البحر قبالة السواحل الليبية، حيث نقلتهم سفينة تجارية إلى ميناء مصراتة الليبي، يرفض المهاجرون السريون النزول إلى البر ويفضلون الموت على الحياة في بلد يغرق في حرب أهلية.
إعلان
قال مهاجرون يرفضون النزول من سفينة راسية في ليبيا ليلة الأربعاء/الخميس إنهم يفضلون الموت على العودة إلى البر من سفينة الشحن بينما بدأ خفر السواحل في إنزال بعضهم. وفي أول واقعة موثقة من هذا النوع، يرفض المهاجرون النزول من السفينة منذ أن اعترضت قوة خفر السواحل سبيلهم قبالة ساحل ليبيا الغربي يوم السبت وجاءت بهم إلى ميناء مصراتة.
وقال موظفو إغاثة وضابط بخفر السواحل إن 14 من المهاجرين على متن هذه السفينة، ومنهم امرأة سودانية وطفلها، وافقوا على النزول منها مساء الأربعاء. فيما لا تزال السلطات الليبية تتفاوض مع باقي المهاجرين الرافضين للنزول.
وقال جوليان ريكمان مدير بعثة منظمة أطباء بلا حدود إلى ليبيا إن بعض المهاجرين كانوا بحاجة لمساعدة طبية عاجلة وإن خفر السواحل الليبي سمح لوكالات الإغاثة الدولية بتقديم العلاج وإمدادات الغذاء للموجودين على متن السفينة. ودعا ريكمان إلى حل سلمي لهذا الموقف وقال إنه ينبغي توفير أماكن للمهاجرين الأكثر عرضة للمخاطر بدلا من مراكز الاحتجاز. وقال "تحدثنا إلى أشخاص تعرضوا للتعذيب أثناء رحلة الهجرة ويبدو من غير الطبيعي أن تكون الأمم المتحدة غير قادرة على اقتراح بديل للاحتجاز".
من جانبها، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي أعادت توطين ما يقرب من ألف مهاجر من ليبيا هذا العام، في بيان إنها "تتابع عن كثب وضع الذين نزلوا من السفينة بالفعل" و"ما زالت تؤيد إيجاد بدائل للاحتجاز".
وقال شاب سوداني على متن السفينة إن شقيقه وصديقه لقيا حتفهما على يد مهربين في بني وليد وهي أحد مراكز التهريب جنوب طرابلس. وقال الشاب وعمره 17 عاما "كيف تريدني أن أترك السفينة وأبقى في ليبيا؟". وأضاف "نوافق على الذهاب إلى أي مكان غير ليبيا".
دعم إيطاليا لخفر السواحل الليبي لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا
01:25
وقال محمد (19 عاما) من ولاية دارفور السودانية لرويترز عبر الهاتف، قبل بدء نزول بعض المهاجرين "أوقفتني هذه السفينة وكنت أعتقد أنني سأذهب إلى مالطا أو إيطاليا". وأضاف "أفضل الموت على أن أعود إلى ليبيا... إنها سجن". يشار إلى أن هؤلاء المهاجرين من إريتريا والصومال وبنجلادش والسودان وبينهم أطفال.
ح.ع.ح/م.س(رويترز)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.