مهاجرون كاميرونيون عادوا من ليبيا يتحدثون عن "جحيم مطلق"
٢٢ نوفمبر ٢٠١٧
عاد 250 مهاجرا كاميرونيا من ليبيا الى بلادهم في اطار مشروع انساني، وقال غالبية هؤلاء المهاجرين انهم كانوا يعيشون في "سجون" في ظروف سيئة جدا بعد ان كان حلمهم الوصول الى أوروبا.
إعلان
وصل مهاجرون وهم نساء تسع منهن حوامل ورجال غالبيتهم من الشباب إلى مطار ياوندي على متن طائرة خاصة استأجرتها منظمة الهجرة الدولية في إطار مشروع لإعادة مهاجرين كاميرونيين من ليبيا.
وروى أحدهم ويدعى مكسيم ندونغ "كان جحيما مطلقا في ليبيا ولن أنصح حتى أسوأ أعدائي بالتوجه الى هناك"، مضيفا أنه عاش "كابوسا". ومضى ندونغ يقول "الليبيون لا أعتبار لديهم للسود. يعاملوننا مثل الحيوانات ويغتصبون النساء. كنا مكدسين في مستودعات ونتعرض للضرب بالعصي ولم نكن نأكل بشكل كاف كما أن المياه لم تكن متوفرة وبالكاد كنا نغتسل".
وقال ندونغ الذي لا يزال يعاني من الصدمة "يتاجرون بالسود هناك. يأتي أشخاص يريدون عبيدا لشرائهم مثلما كان يحصل إبان تجارة العبيد... إذا قاومتهم يطلقون النار عليكم. لقد سقط قتلى".
وتابع أنه أمضى ثمانية أشهر في ليبيا مع زوجته التي انقطعت أخبارها "منذ ثلاثة أشهر"، مضيفا "لست أعلم إذا كانت حية او ماتت"، مشيرا إلى أنها كانت حاملا عندما افترقا.
تندرج عودة الكاميرونيين في إطار مشروع لإجلاء 850 مهاجرا من هذا البلد، بحسب روجيه شارل ايفينا المكلف المشروع لدى منظمة الهجرة الدولية.
وقال ايفينا أن "منظمة الهجرة الدولية ستعد مشاريع أعمال مع هؤلاء لإتاحة إعادة اندماجهم"، وتابع أن 1700 كاميروني على الأقل في "وضع صعب جدا" في ليبيا.
وأظهر تقرير أعدته شبكة "سي ان ان" بيع مهاجرين بالمزاد في ليبيا، وتم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار تعاطفا كبيرا وأستدعى ردود فعل منددة في أفريقيا والأمم المتحدة.
وفي تسجيل التقط بواسطة هاتف محمول، يظهر في التقرير شابان يُعرضان للبيع في المزاد للعمل في مزرعة، ليوضح بعدها الصحافي معدّ التقرير أن الشابين بيعا بمبلغ 1200 دينار ليبي أي 400 دولار لكل منهما.
ويعبر مهاجرون من دول أفريقية عدة مثل غينيا والسنغال ومالي والنيجر ونيجيريا وغامبيا الصحراء إلى ليبيا على أمل أن يتمكنوا من عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا.
ح.ز/ ح.ح (أ.ف.ب)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.