1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهاجرون ناجون من "الجحيم الليبي" يتحدثون عن تجاربهم

١٠ مايو ٢٠١٧

عادة ما تتحدث المنظمات الإنسانية عن فظاعة ما يتعرض له المهاجرون في ليبيا في بيانات متعددة، لكن من النادر جداً أن نسمع أصواتهم في وسائل الإعلام بخصوص ذلك. فريق صحفي يقضي أسبوعاً على ظهر سفينة لإنقاذ المهاجرين.

Aquarius Impressionen Boulam Ghabschi
صورة من: Boulam Ghabschi

بعد أكثر من أسبوع في عرض البحر، قام فريق سفينة أكواريوس الجمعة الأخير بإنقاذ مهاجرين يحملون جنسيات مختلفة. مهاجر نيوز الذي عاين العملية من بدايتها حتى نهايتها، التقى بمجموعة من هؤلاء المهاجرين الذين تحدثوا له عما عانوه في ما أصبح يعرف بـ”الجحيم الليبي.”.

عادة ما تتحدث المنظمات الإنسانية عن فظاعة ما يتعرض له المهاجرون في ليبيا في بيانات متعددة، لكن من النادر جدا أن نسمع أصواتهم في وسائل الإعلام بخصوص ذلك. مهاجر نيوز التقى هؤلاء على سفينة أكواريوس، وتحدثوا لها حول ما وصفه أحدهم بـ”الكابوس” الليبي..

وقامت أكواريوس الجمعة بإنقاذ 187 مهاجرا في عرض البحر الأبيض المتوسط،  وهي عملية حضرها مهاجر نيوز من بدايتها حتى نهايتها.

تحدث هؤلاء المهاجرون عن عمليات الخطف والسلب التي كانوا ضحيتها في مناسبات على الأراضي الليبية، واشتكوا من غياب سلطة حقيقية بإمكانها أن تبسط سيطرتها على البلاد، ما سمح بظهور عصابات، تتغذى بشكل يومي من دماء المهاجرين بسلب أموالهم وسرقة ما بحوزتهم.

عاصم السوري اختطف وسلبت منه ممتلكاته

يحكي المهاجرون أنهم تعرضوا للضرب والخطف والإذلال، وقال عاصم، وهو سوري سلبت منه عصابة كل ما كان بحوزته، إن هناك “عصابات ترتكب جرائم بدون حسيب ولا رقيب”، مضيفا بصوت حزين حول الوضع في هذا البلد أن “ليبيا انتهت، وأصبحت مرتعا للفوضى، ولا توجد شرطة يمكن أن تلتجئ إليها عند الضرورة”.

 

ويبدو أن المهاجرين الأفارقة هم الأكثر عرضة للخطف والسرقة والسلب بل والاستعباد أيضا، كما أشارت إلى ذلك في أكثر من مناسبة منظمات غير حكومية، وإن كان عاصم، وهو رجل أعمال سابق كان يدير شركة بناء عائلية، يعتبر أن “كل الأجانب كانوا هدفا لأعمال إجرامية من قبل العصابات بغض النظر عن جنسياتهم”.

المهاجرون الأفارقة هدف لأعمال إجرامية

كانت أفظع الحكايات ماحكاه مهاجرون سودانيون حول مقتل زميل لهم برصاص في الرأس على يد أحد الليبيين، حيث قام بإطلاق النار عليه أثناء عملية بيع لسلاح ناري. وأوضحوا أن بائع السلاح أطلق رصاصة بدم بارد على رأس مهاجر سوداني ليقنع المشتري بفعالية السلاح.

وفي حكاية أخرى لا تقل دموية عن سابقتها، قال شاب سوداني لا يتجاوز عمره 17 سنة إنه كان برفقة أخيه وشاب آخر، وتم بيعهم كسلعة من قبل ليبي إلى ليبي آخر للعمل في إحدى الحقول الفلاحية في منطقة صبراتة، ولم يحصلوا على أي مقابل من أجل ما كانوا يقومون به من عمل إلى أن قرروا يوما الفرار.

محاولة فرارهم لم تكن ناجحة، حيث أصيب أحدهم برصاص صاحب المزرعة الذي كان يشغلهم كعبيد، فيما فر الاثنان، فبقي الشاب الثالث الذي اخترقت رصاصة فخذه الأيمن في الأسر، وتم الإفراج عنه بعد أن قام مجموعة من مواطنيه بدفع مقابل ذلك.

صورة من الأرشيف تظهر معاناة المهاجرين الأفارقة في ليبياصورة من: DW/Karlos Zurutuza

وبدأ الشاب المصاب على السفينة في وضعية صحية صعبة، ولقي عناية خاصة من قبل عناصر أطباء بلا حدود على ظهر أكواريوس، ونقل في ميناء بوزالو في منطقة سيسيليا التي رست بها السفينة، على متن سيارة إسعاف خاصة لتقلي العلاجات الضرورية.

وتتعدد مآسي المهاجرين في ليبيا، ويحاول كل منهم بمجرد ركوبه سفينة النجاة أكواريوس أن يفكر في مستقبل آخر بعد وصوله إلى أوروبا، إلا أن “الآثار النفسية المترتبة” عن هذه المعاناة تبقى كبيرة، وفق إحساس المهاجر السوداني أحمد، وتحتاج للكثير من العلاج والوقت لطي هذه الصفحة من حياتهم.

موفد مهاجر نيوز: بوعلام غبشي

© مهاجر نيوز – جميع الحقوق محفوظة

مهاجر نيوز لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW