بات مسموحا لأوكرانيا الآن استخدام صواريخ أمريكية لضرب أهداف داخل روسيا، وفق تقارير. وبالفعل أعلنت روسيا أن أوكرانيا أطلقت ستة صواريخ أمريكية على أراضيها. كل هذا يضع ألمانيا تحت الضغط لتسليم أوكرانيا صواريخ من نوع تاوروس.
إعلان
أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) في بيان أن أوكرانيا أطلقت ستة صواريخ "أتاكمز"، أمريكية الصنع، على منطقة بريانسك الروسية. وقالت الوزارة، في بيانها إن الجيش أسقط خمسة من هذه الصواريخ، وألحق أضرارا بالسادس.
يأتي هذا بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أنّ الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن سمح للمرة الأولى لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" ATACMS الأمريكية لضرب أهداف في عمق روسيا. ويقال إنَّ بايدن تخلى عن رفضه تسليم أوكرانيا هذه الصواريخ بعد أن بات من المعروف أنَّ روسيا نشرت قوات كورية شمالية في المنطقة الحدودية الروسية.
وكذلك قامت بريطانيا وفرنسا بتزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، ولكن لم يتم استخدامها بعد ضد روسيا نفسها، بينما ترفض ألمانيا حتى الآن تزويد أوكرانيا بأسلحة مشابهة.
صواريخ "أتاكمز" الأمريكية
وصواريخ "أتاكمز" هي صواريخ قصيرة المدى من انتاج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية (Lockheed Martin). لقد تم تسليم النماذج الأولى من هذه الصواريخ إلى القوات المسلحة الأمريكية في عام 1990. واستخدمها الجيش الأمريكي في مناطق من بينها العراق وأفغانستان.
وتم تطويرها منذ ذلك الحين عدة مرات. وهذه الصواريخ تطلق من على مركبة مجنزرة أو من قاذفة صواريخ مدفعية، وتصل إلى هدفها في مسار دائري بمدى يبلغ أقصاه نحو 300 كيلومتر.
وتستخدم في رؤوسها الحربية بشكل خاص ذخائر عنقودية. ويصل ثمن الصاروخ الواحد منها إلى نحو مليون وسبعمائة ألف دولار أمريكي. وبحسب مجلة "وارزون" (Warzone) الإلكترونية فقد استخدمت القوات المسلحة الأوكرانية لأول مرة في خريف عام 2023 صواريخ "أتاكمز" ضد مواقع روسية، لكنها تقع ضمن أراضٍ أوكرانية تحتلها روسيا.
والآن بات مسموحًا لأكرانيا بموجب قرار من الرئيس جو بايدن أن تطلق هذه الصواريخ على أهداف داخل روسيا نفسها أيضًا - مثلًا في منطقة كورسك.
صواريخ "ستورم شادو" البريطانية و"سكالب" الفرنسية
وصواريخ "ستورم شادو" (Storm Shadow) البريطانية و"سكالب" (SCALP) الفرنسية هي صواريخ كروز جوالة. وعلى النقيض من الصواريخ، التي تتبع رحلتها إلى حد كبير مسارًا قوسيًا محددًا، فإنَّ الصواريخ الجوالة تطير بشكل موازٍ للأرض وعلى ارتفاع منخفض يبلغ أقل من 50 مترًا وتقوم أثناء ذلك بمسح التضاريس.
وتمتاز صواريخ كروز الجوالة بصعوبة اكتشافها من الرادارات. وعلى العكس من صواريخ "أتاكمز" الأمريكية فإنَّ صواريخ "ستورم شادو" و"سكالب" يتم إطلاقها من الطائرات. وهذه الصواريخ المستخدمة منذ عام 2002 هي من إنتاج شركة "إم بي دي أيه" (MBDA) الأوروبية. ويصل ثمن الصاروخ الوحد منها إلى نحو مليون ومائة ألف يورو.
وقد استُخدمت أيضًا في العراق في عام 2003، وفي فرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا في عام 2011، وفي عمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش).
لقد سلمت بريطانيا وفرنسا هذه الصواريخ الجوالة إلى أوكرانيا في عام 2023، وتم إطلاقها من قاذفات قنابل أوكرانية من طراز سوخوي سو-24. ولكن هذه الصواريخ البريطانية والفرنسية لم يتم استخدامها حتى الآن - مثل صواريخ "أتاكمز" الأمريكية - إلَّا في مناطق أوكرانية تحتلها روسيا. ويبلغ مدى النماذج المُسلمة إلى أوكرانيا نحو 250 كيلومترًا.
إعلان
صواريخ "تاوروس" الألمانية السويدية
وصواريخ تاوروس الألمانية السويدية هي أيضًا صواريخ جوالة يتم إطلاقها من طائرات مقاتلة، ثم تحلق على ارتفاع منخفض جدًا فوق الأرض وتبحث بشكل ذاتي عن هدفها المبرمج مسبقًا. بيد أنَّ صواريخ "تاوروس" يبلغ مداها 500 كيلومتر ويساوي ضعف مدى صواريخ "ستورم شادو" و"سكالب"، التي تم تسليمها إلى أوكرانيا.
ويبلغ ثمن الصاروخ الواحد منها نحو مليون يورو، ويتم استخدامها لضرب أهداف محتملة، مثل المخابئ أو مراكز القيادة، التي توجه منها قواتُ العدو عملياتها العسكرية.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ صواريخ "تاوروس" يمكنها أيضًا اختراق العديد من الجدران الخرسانية المسلحة السميكة. ومن أجل ذلك يرتفع الصاروخ بشكل حاد قبل مسافة قصيرة من الهدف ويضرب من الأعلى في هبوط عمودي بطاقة حركية عالية.
في المقابل يؤيد تسليم صواريخ تاوروس إلى أوكرانيا كبار سياسيي حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحكومي، وكذلك سياسيو حزبي الاتحاد المسيحي المعارض. وهم يريدون أيضًا السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ تاوروس لمهاجمة أهداف داخل روسيا، تمامًا كما قرَّر جو بايدن الآن.
في صورـ أوكرانيا.. العيش في ظل حرب دامية
قتلى وجرحى وجنود منهكين ومنازل مدمرة: منذ شباط/ فبراير 2022 يضطر الناس في أوكرانيا للتعايش مع عواقب الحرب الروسية على بلادهم. ولا يزال من غير الواضح متى ستكون نهاية هذه الحرب.
صورة من: Gleb Garanich/REUTERS
الوداع نحو المجهول
الجدة أولها تعانق حفيدتها آرينا وداعًا. يجب إجلاء الفتاة البالغة من العمر ست سنوات من باخموت لأن القوات الروسية تقترب. مدينتها الأم تقع مباشرة على الخط الأمامي للقتال. آرينا هي واحدة من حوالي 11 مليون شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، الذين تم إجلاؤهم بسبب الحرب في وكرانيا منذ فبراير 2022.
صورة من: Oleksandr Ratushniak/REUTERS
اللعب أثناء الحرب
في يوم كئيب من أيام يناير في باخموت: ثلاثة أطفال يقفون يضحكون على جانب الطريق أثناء محاولتهم ركوب السكيت بورد. لم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى أصبحت المدينة مسرحًا لمعارك وحشية لعدة أشهر - مع خسائر كبيرة على كلا الجانبين. في السابق، كان يعيش حوالي 75,000 شخص في باخموت، وفي مارس 2023 تشير، تقديرات الحكومة إلى أنه لم يتبق سوى حوالي 4000 منهم.
صورة من: REUTERS
الحرب أمام البيت
في الوقت الذي تشرق فيه الشمس ببطء في الخارج بمدينة بوكروفسك، مايزال ساكن هذا المنزل نائما. ومن خلال النافذة بدون زجاج يظهر منظر الدمار. تم تدمير عدة منازل هنا في أغسطس خلال هجوم صاروخي روسي.
صورة من: Viacheslav Ratynskyi/REUTERS
داخل البيت المدمر
المرأة الساكنة في هذا المنزل في دونيتسك تمد ذراعيها إلى الأعلى وهي تنظر إلى الدمار في سقف الغرفة. وتم تدمير العديد من الأشياء في منزلها جراء إطلاق قذائف روسية. ويقدر اقتصاديون في مدرسة كييف للاقتصاد تكلفة إعادة الإعمار حتى يونيو بحوالي 140 مليار يورو تشكل المساكن الجزء الأكبر من هذا المبلغ.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
نعوش في قبر جماعي
عمال يقومون بإنزال نعشً في قبر جماعي خلال جنازة في مقبرة في مستوطنة ستاري كريم خارج ماريوبول. ولا يعرف العدد الدقيق للقتلى. فوفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في أغسطس، يُزعم أن حوالي 70,000 جندي أوكراني قد قتلوا في المعارك وأصيب حوالي 100,000 إلى 120,000 آخرين.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
حزن على الضحايا
حزن عميق خلال جنازة طفلين في أومان في منطقة تشيركاسي. ووفقًا للمعلومات الرسمية الأوكرانية توفي الطفلان في هجوم صاروخي روسي. ومنذ الاجتياح الروسي، سجلت الأمم المتحدة في أوكرانيا ما لا يقل عن 10,000 مدني قتلوا - بما في ذلك أكثر من 560 طفلًا. ومع ذلك قد تكون الأعداد أعلى بكثير.
صورة من: Carlos Barria/REUTERS
محطات القطارات السريعة كملاذ
في وسط كييف يبحث الناس عن مأوى في محطة للقطارات السريعة تحت الأرض، بينما يعلو صوت صفارات الإنذار في الهواء الطلق. ومنذ بداية حرب الاجتياح الروسي في أوكرانيا، كانت محطات القطارات السريعة والأنفاق ملاذًا متكررًا للحماية من هجمات الصواريخ الروسية. وخاصة في بداية الحرب، كان على الناس تحمل العبئ في بعض الأحيان لفترات طويلة في أنفاق القطارات السريعة.
صورة من: Alina Smutko/REUTERS
فيضانات خطيرة بعد انهيار سد
مساعدون أوكرانيون يقومون بإجلاء سكان من منطقة غمرتها المياه. وفي يونيو، تم تدمير سد كاتشوفكا على نهر دنيبرو، مما أدى إلى فيضانات خطيرة غمرت مئات المنازل، وتم الإعلان عن حالة الطوارئ في مدينة نوفا كاتشوفكا.
صورة من: Vladyslav Musiienko/REUTERS
البقاء في مسقط الرأس
ترغب ليوبوف فيسيليفنا في البقاء في منزلها في قرية سيمينيفكا. وتعيش السيدة البالغة من العمر 70 عامًا مع حيواناتها في البيت الذي وُلدت فيه. بالنسبة لها، هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلها ترغب في البقاء وعدم إخلاء قريتها الواقعة بالقرب من مدينة أفدييفكا على الجبهة في منطقة دونيتسك الشرقية.
صورة من: Violeta Santos Moura/REUTERS
جنود منهكون
القتال في الخنادق، وهجمات الطائرات بدون طيار، والمواجهات - العديد من الجنود الأوكرانيين منهكين. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الجرحى، مثل هذا الجندي الأوكراني الذي يتلقى الرعاية من قبل طبيبين عسكريين. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في أغسطس، يُزعم أن إجمالي عدد الجنود الأوكرانيين والروس الذين قتلوا حتى الآن بلغ 500,000.
صورة من: Alina Smutko/REUTERS
متى ستنتهي الحرب؟
الصديقتان غالينا وفالنتينا اللتان تبلغان من العمر حوالي 80 عامًا تتجولان يدًا في يد في الثلج في يفيرسك في منطقة دونيتسك. وما إذا كانت الحرب في أوكرانيا ستستمر لفترة طويلة بالنسبة لهما لا يزال أمرا غير واضح. ولكن وفقًا لتصريحات عدة خبراء، قد تستمر لفترة طويلة. أعده للعربية: م.أ.م