مهاجم رشدي: قرأت صفحات من "آيات شيطانية" وتفاجأت بنجاته
١٨ أغسطس ٢٠٢٢
قال الشاب هادي مطر المتهم بطعن سلمان رشدي إنه يكن "تقديرا" لآية الله الخميني، لكنه لم يوضح ما إذا كان نفذ الفتوى التي أصدرها نهاية ثمانينات القرن الماضي. والدة مطر قالت إن ابنها "تغير" بعد رحلة إلى لبنان وتتبرأ منه.
إعلان
نقلت صحيفة أمريكية عن هادي مطر، الشاب الأمريكي اللبناني الأصل المتّهم بطعن سلمان رشدي، قوله إنّه "تفاجأ" بنجاة مؤلّف كتاب "آيات شيطانية" من الموت وإصابته بجروح فقط في الهجوم الذي استهدف الكاتب البريطاني في نيويورك الجمعة الماضي,
وفي مقابلة أجرتها صحيفة "نيويورك بوست" مع مطر من داخل السجن قال الشاب البالغ من العمر 24 عاماً "عندما سمعت أنّه نجا من الموت تفاجأت".
ومطر الذي أوقفته الشرطة فور تعرّض رشدي للطعن خلال مؤتمر في شرق نيويورك دفع السبت ببراءته من محاولة قتل الكاتب البريطاني. وسيمثل المتّهم مجدّداً أمام محكمة.
وفي المقابلة مع "نيويورك بوست" لم يوضح مطر ما إذا كان نفّذ الفتوى التي أصدرها مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران آية الله الخميني في 1989 وهدر فيها دم مؤلّف كتاب "آيات شيطانية" بدعوى "معاداة الإسلام والرسول والقرآن".
ونقلت الصحيفة النيويوركية عن مطر قوله "أكنّ تقديراً لآية الله. أعتقد أنّه شخص مميّز. هذا كلّ ما يمكنني قوله بهذا الصدد"، مشيرة إلى أنّ وكلاء الدفاع عن الشاب نصحوه بعدم التكلّم في هذا الموضوع. وأكّد مطر المتحدّر من عائلة شيعية من جنوب لبنان أنّه قرأ "بعض الصفحات" من رواية "آيات شيطانية".
وعن رشدي قال مطر للصحيفة "أنا لا أحبّ هذا الشخص. لا أعتقد أنّه رجل طيب. أنا لا أحبّه، أنا حقّاً لا أحبّه". وأضاف أثناء مشاهدته مقاطع فيديو على يوتيوب للكاتب البريطاني "إنّه شخص هاجم الإسلام (...) إنّه منافق".
وإذ أكّد المتّهم في المقابلة عدم حصول أيّ اتّصال بينه وبين الحرس الثوري الإيراني، شدّد على أنّه علم من خلال موقع تويتر بأنّ رشدي موجود في مؤتمر بمركز ثقافي في تشوتاكوا في شمال ولاية نيويورك. ومطر الذي يقيم في ولاية نيوجيرسي قال لنيويورك بوست إنّه استقلّ حافلة أقلّته إلى مدينة بافالو ومنها ركب في سيارة أجرة أوصلته إلى مدينة تشوتوكوا. وقال "لم أكن أفعل شيئاً محدّداً، كنت أتجوّل، كنت في الخارج طوال الوقت".
وعندما اعتلى سلمان رشدي المنصّة في مدرّج المركز الثقافي، اندفع رجل إلى المسرح وسدّد إلى الكاتب عشر طعنات، بينها خصوصاً طعنات في الرقبة والبطن. لكنّ الضحية (75 عاماً) لم يمت إذ نقلته فرق الإسعاف على وجه السرعة على متن طائرة هليكوبتر إلى المستشفى حيث وُضع لفترة وجيزة على جهاز للتنفس الاصطناعي قبل أن تتحسّن حالته.
اعتقالات واغتيالات.. أوضاع "حرية الصحافة" عربياً لا تزال مقلقة
لاتزال أوضاع حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير في الكثير من الدول العربية مقلقة. وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة يجب التذكير بأنّ صحافيين كثر يقبعون وراء القضبان وآخرون فقدوا حياتهم. هذه نماذج من سبع بلدان.
صورة من: Jdidi Wassim/SOPA Images /Zuma/picture alliance
السعودية- لا صوت للنقد
تأتي السعودية في مراتب متأخرة للغاية في مؤشرات حرية الصحافة، خصوصا منذ مقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. لكن ليس الصحفيون السعوديون وحدهم من يواجهون الخطر، فحتى الأجانب يُسجنون. منهم الصحفي اليمني علي أبو لحوم، الذي أدانته الرياض بالسجن 15 عاما بتهمة الدعوة للإلحاد والردة، بسبب حساب على تويتر كان يديره باسم مستعار، فيما تقول مراسلون بلا حدود إن الحساب كان ينتقد السلطات السعودية.
صورة من: RSF
المغرب- ثلاثة صحفيين بارزين وراء القضبان
يقبع عدد من الصحفيين والمدونين المغاربة في السجن، بينهم ثلاثة صحفيين بارزين. أحدهم عمر الراضي. صحفي اشتهر في التحقيقات الاستقصائية، سُجن بتهم التجسس لصالح دول أجنبية والاعتداء الجنسي. لكن منظمات حقوقية تُرجع سبب الاعتقال إلى الضجة التي خلفها كشفه تعرّض هاتفه للتجسس بواسطة برنامج بيغاسوس، خصوصا أن تقريراً لمنظمة العفو الدولية أفاد بالأمر نفسه، ما خلق توترا حينها بين الرباط والمنظمة الحقوقية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Bounhar
لبنان- الاغتيال يهدد الإعلاميين
لا يعاني الصحفيون في لبنان بالضرورة من جبروت السلطة، بل الخطر يأتي بشكل أكبر من التنظيمات المسلحة التي قد تغتالهم. المثال من واقعة الإعلامي والمحلل السياسي لقمان سليم الذي عثر عليه مقتولا في سيارته، شهر فبراير/شباط 2021، برصاصات في الرأس. وهو ناقد كبير لحزب الله وسبق أن حمله مسؤولية تدهور الأوضاع في البلد، ويعد هذا الاغتيال الثاني من نوعه في أقل من سنتين بعد اغتيال مصور الجيش اللبناني جوزيف بجاني.
صورة من: Lokman Slim family/AP Photo/picture alliance
العراق- التهديد ليس من المسلحين فقط
العراق هو أحد أكثر دول العالم خطورة على الصحفيين بسبب تهديدات التنظيمات المسلحة. قُتل على الأقل ثلاثة صحفيين في آخر ثلاث سنوات، وأجبر عدد منهم على المغادرة وطلب اللجوء. لكن الأمر لا يخصّ فقط تهديدات الاغتيال، الاعتقالات والأحكام بدورها حاضرة، فقبل عام اتهمت سلطات كردستان العراق ثلاثة صحفيين بالتجسس، وحكمت عليهم بست سنوات بتهم تهديد الأمن القومي.
صورة من: Dalshad Al-Daloo/Xinhua/picture alliance
الإمارات- صورة مغايرة لـ"مكان التسامح"
تقدم الإمارات نفسها على أنها إحدى قلاع التسامح في الشرق الأوسط، لكن منظمات حقوقية تشكك في ذلك خصوصا مع القيود الواسعة على الصحافة هناك بما فيها الصحافة الدولية. ومن أكبر قضايا التضييق على الصحفيين في الإمارات، ما وقع للصحفي الأردني تيسير النجار الذي سُجن ثلاث سنوات، وأسلم الروح بعد تدهور أحواله الصحية، أقل من سنتين بعد خروجه.
صورة من: RSF
مصرـ أحد أكبر سجون الصحفيين
تعدّ مصر واحدة من أكبر سجون العالم بالنسبة للصحفيين، ومؤخرا تم إحصاء 66 صحفيا على الأقل في السجن. الأسماء كثيرة لكن بينها أربعة صحفيين يعملون في الجزيرة مباشر، والمفارقة أنهم اعتقلوا جميعا بعد وصولهم إلى مصر لقضاء إجازات عائلية، رغم تحسن العلاقة نسبيا بين مصر وقطر. أحدهم، واسمه أحمد النجدي، يبلغ من العمر 67 عاما، وهناك تأكيدات بمعاناته من ظروف صحية صعبة.
صورة من: Salvatore Di Nolfi/dpa/picture alliance
الصفحة لم تُطو في الجزائر
أعلنت الجزائر عن "عفو رئاسي" بحق الكثير من الصحفيين والمعتقلين السياسيين، لكن على الواقع لم تتغير الكثير من الأمور. لا يزال نشطاء كثر رهن السجن بسبب آرائهم، منهم الصحفي والناشط الحقوقي حسن بوراس المتهم بالانتماء إلى "جماعة إرهابية" هي منظمة رشاد، فيما ترى تقارير حقوقية أن الأمر يتعلق باعتقال على خلفية منشورات على فيسبوك، وسبق لتقارير إعلامية أن أكدت انسحاب بوراس من هذه المنظمة قبل اعتقاله.