مهربو البشر يجنون الملايين باستخدام سفن البضائع
٧ يناير ٢٠١٥360 لاجئا على متن سفينة نقل البضائع"عز الدين"، التي ترفع علم سيراليون، تمكنوا من الوصول إلى شواطئ جنوب إيطاليا. وقامت السلطات المحلية بتأمين السوريين اللاجئين الذين كانوا على متنها، بعد أن اكتشف خفر السواحل الإيطالي اللاجئين، يوم الخميس الماضي على بعد 150 كلم، قبالة شواطئ مدينة كروتونه الإيطالية. الاتحاد الأوربي عبر عن قلقه تجاه هذه الأحداث غير الإنسانية.
"سياسة تهكمية"
من الواضح أن مهربي البشر يتبعون سياسة جديدة، مستخدمين سفن بضائع متهالكة. "هذا رد فعل أولي تجاه سياسة أوربا التي أوقفت عملية "مار نوستروم" التي تمولها إيطاليا. وبذلك تسلك تجارة البشر طريقا جديدا"، كما يوضح مستشار أوربا في منظمة حقوق الإنسان "برو أزول"، كارل كوب، في حوار خاص مع DW.
"مار نوستروم" هو اسم عملية الإنقاذ البحرية التي أسستها إيطاليا، كرد فعل على موت أكثر من 4000 لاجئ قبالة جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2013. والآن ستتوقف إيطاليا عن تمويل هذه العملية البحرية في الأسابيع المقبلة، حيث أن حكومة روما لا يمكنها تحمل النفقات التي تتكلف 9 مليون يورو شهريا.
مفوضية الاتحاد الأوربي ستتولى جزءا من المهمة الآن حيث بدأت فعليا منذ الخريف الماضي بعملية جديدة تحت اسم "تريتون"، التي تتألف من سبع سفن، وأربع طائرات مراقبة سواحل، وطائرة مروحية؛ وضعت كلها في خدمة وكالة مراقبة الحدود "فرونتيكس".
ولكن "تريتون"، وعلى عكس عملية "مار نوستروم"، لن يكون بإمكانها سوى مراقبة سواحل الاتحاد الأوربي فقط دون سواحل شمال إفريقيا. وبهذا، فإن نهاية "مار نوستروم" سيعني ارتفاع عدد اللاجئين. ويرى كارل كوب أنه تم عمدا تخفيض طاقة الإنقاذ البحري، مع توقع موت المهاجرين. ويتم فقط الاكتفاء بانتقاد الاستراتجيات الجديدة التي يتبعها مهربو البشر. إنه "أمر عبثي" يقول كوب.
رد فعل على التطورات السياسية
ولذلك يمكن القول إن استخدام سفن البضائع مثل "عز الدين" ما هو إلا رد فعل على التطورات السياسية الجديدة. ولكن لها مزايا أخرى، مقارنة بالقوارب المطاطية وقوارب الصيد، إذ يمكنها قطع مسافات طويلة حتى في الأحوال الجوية السيئة. أما وكالة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود "فرونتيكس" فترى أن الأحوال الجوية هي السبب المحوري لاستخدام سفن البضائع هذه في تهريب البشر. كما أن مهربي البشر استخدموا سفن البضائع في الشهور الأخيرة لتهريب الفارين من الحرب في ليبيا.
كما أن تجارة تهريب البشر تطورت. ففي السابق كانت تستخدم القوارب المطاطية. أما سفن البضائع هذه فأصبحت تحتاج إلى طاقم متخصص يبقى على متن السفينة عدة أيام خلال عملية التهريب، قبل أن يقوم بتشغيل تقنية القيادة الذاتية ليختفي الطاقم كليا بعد ذلك. ولذلك صارت الأسعار أغلى. فعملية تهريب فرد واحد على متن السفينة "عز الدين" كلّفت حوالي ثمانية آلاف دولار.