مهرجان الفيلم الإفريقي في كولونيا: أفلام تسترجع التاريخ وتتلمس الحاضر
٢٩ سبتمبر ٢٠١٢بدأ كل شيء في كولونيا عام 1992، آنذاك كان هناك 21 فيلما وأربعة ضيوف من إفريقيا فقط، أما اليوم وبعد عشرين عاما وصل عدد الأفلام المعروضة في مهرجان الفيلم الإفريقي بكولونيا إلى 85 فيلما بدأ عرضها في الـ20 سبتمبر 2012 وينتهي في الثلاثين من نفس الشهر. وحضر هذا العام عشرون مخرجا للحديث مع الجمهور حول أعمالهم.
وتقول كريستا أريتس التي تشارك في تنظيم مهرجان الفيلم الإفريقي مع جمعية "كولونيا لمبادرة الفيلم" إن كل أنواع الأفلام حضرت في هذا المهرجان سواء أفلام الرسوم المتحركة أو الأفلام الوثائقية أو الأفلام السينمائية بكافة توجهاتها. وتضيف أريتس "إن مشاهدة الأفلام الإفريقية صعبة خارج صالات عرض المهرجان، لأن التلفزيون أو السينما في ألمانيا يعرضان تقريبا فقط أفلاما أمريكية وأوروبية."
أفلام عن الربيع العربي وليلة إغراق الجزائريين
الهدف من إقامة مهرجان الفيلم الإفريقي هو إطلاع المشاهد الغربي على رؤى إفريقية جديدة دون الصور النمطية والأحكام المسبقة، فالمخرجون الأفارقة يناقشون من خلال أعمالهم الحياة اليومية والمشاكل الاجتماعية في بلدانهم. وتقول كريستا أريتس "نريد أن نقدم من خلال هذه الأفلام حكايات حقيقية عن إفريقيا."
وقدمت أفلام عن الربيع العربي في مصر وكذلك أفلام عن العيد الذهبي لاستقلال الجزائر. ففي الفليم الوثائقي "هنا يتم إغراق الجزائريين- 17 أكتوبر 1961" الذي انتج عام 2011 عرضت مواد كانت مجهولة حتى الآن عن تعرض متظاهرين جزائريين للقتل في باريس وإغراق الكثيرين منهم في نهر السين، وهي مسألة ترفض السلطات الفرنسية الاعتراف بها.
ويعرض في ختام المهرجان (الأحد 30 سبتمبر 2012) الفيلم المغربي "عمر قتلني." التي تدور قصته على قضية البستاني المغربي عمر الرداد، الذي اتهم بقتل الأرملة الفرنسية "غيسلان مارشال" التي كان يعمل لديها. وبرغم أنه لم يستطع أحد إثبات التهمة على عمر إلا أن القضاء أدانه. وتعتمد قصة هذا الفيلم على حادثة حقيقية وقعت فعلا. كما عرض الجمعة فيلم المخرج والمؤلف المصري محمد دياب "678"، الذي يناقش قضية التحرش الجنسي في مصر.
بعض مشاكل السينما الإفريقية
أما المخرج السنغالي موسى سن أبسى فقد أعرب عن سعادته لعرض فيلمه "الضحية" في مهرجان كولونيا. ويتناول الفيلم موضوع بحث شباب صغار من السنغال عن العمل والرزق فيدفعهم هذا إلى التوجه نحو أوروبا في قوارب صيد بالية وينتهي حلم الكثير منهم بالموت قبل الوصول إلى الوجهة المحبوبة. وقال سن أبسى "إن عرض فيلمي هنا يعني لي إظهار وجه من وجوه بلدي لا يعرض كثيرا."
وبالرغم من أن الفيلم إنتاج عام 2010 إلا أنه "لم يعرض سوى مرتين " حسب ما ذكر موسى سن أبسي، الذي قال إن الحكومة السنغالية أغلقت كل دور العرض هناك. فكما في كثير من البلدان الإفريقية فإن الأفلام ودور السينما ترف تتمتع به أقلية من السكان. لذا يجب على صناع الأفلام أن يكافحوا بمرارة من أجل نشر أفكارهم، فمثلا موسى سن قام بنفسه بإنتاج فيلم "الضحية" من تمويله الخاص.
ومن الصعوبات الأخرى التي تواجه السينما الإفريقية عدم قدرة المشاهد على التفريق بين الواقع والخيال. فالفيلم التسجيلي "سينما الأسد" يعرض قصة شخص اسمه "إليسونغو كيويا" يحب الأفلام وجعل هدفه في الحياة هو الترحال في بلده تنزانيا لعرض الأفلام على أكبر عدد من الناس. ويقول هذا الشخص في الفيلم إن الناس يصدقون كل ما يشاهدونه على الشاشة. فما يعرض لهم يعتقدون أنه جزء من الواقع وليس تصويرا له. فذات مرة كان هناك أسد في أحد الأفلام فقام واحد من المشاهدين وكان معه حربة ولم يتردد في أن يقذفها تجاه شاشة العرض، حسب ما جاء في فيلم "سينما الأسد."