مهرجان برلين السينمائي.. عودة الزخم والسياسة حاضرة بقوة
١٥ فبراير ٢٠٢٣
يحمل مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ 73، الكثير من المفاجآت وحضور كثير من النجوم، كما سيتم خلال المهرجان، الذي يهتم بالسياسة، نحو 300 فيلم من أهمها "القوة الخارقة" و "الجبهة الشرقية"، وفيلم عن أحداث حرب أكتوبر 1973.
إعلان
عاد مهرجان برلين السينمائي الدولي "البرلينالة" إلى رونقه المعتاد بعد عامين من القيود والإغلاقات بسبب جائحة كورونا، ففي نسخته الـ 73 سوف تشهد سجادته الحمراء حضور عدد من النجوم أكبر بكثير مما كان عليه خلال الجائحة.
ويفتتح المهرجان الخميس (16 فبراير/ شباط) وسوف يستمر حتى 26 من فبراير/ شباط وسيحمل الكثير من المفاجآت فيما سيتم عرض ما يقرب من 300 فيلم في مختلف أقسام المهرجان.
ويُنظر إلى المهرجان باعتباره أكثر المهرجانات السينمائية اهتماما بالسياسة، وفي نسخته هذا العام سوف يعبر المهرجان عن تضامنه مع أوكرانيا ومع الاحتجاجات المعارضة في إيران حيث سيتم تخصيص سلسلة من الفعاليات والعروض لتسليط الضوء على البلدين.
عام على الحرب في أوكرانيا
وسيكون العرض الوثائقي الرئيسي في المهرجان من نصيب فيلم "Superpower" أو "القوة الخارقة" عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمخرج العالمي شون بين.
وبالإضافة إلى ذلك، ستكون محنة أوكرانيا في اهتمام العروض الأولى للأفلام خلال المهرجان الذي يتزامن مع مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا والذي بدأ في 24 فبراير / شباط العام الماضي.
ومن بين الأفلام التي تدور حول الصراع في أوكرانيا، الفيلم الوثائقي "الجبهة الشرقية" الذي يقف وراءه فيتالي مانسكي ويفهين تيتارينكو، حيث جرى تصويره بشكل حقيقي على جبهات القتال في أوكرانيا العام الماضي.
وتشمل القائمة أيضا فيلم "الفراشات الحديدية" لرومان ليوبيي وأيضا فيلم "في أوكرانيا" لبيوتر باولوس وتوماس فولسكي والذي جرى وصفه من قبل القائمين على المهرجان باعتباره "أكثر الأفلام الذي عكس حقيقة واقع أوكرانيا منذ بداية الحرب".
التضامن مع المحتجين في إيران
يعد مهرجان برلين السينمائي من أكثر المهرجانات دعما لصناع السينما في إيران حيث فاز في السابق بجائزته المرقومة "الدب الذهبي" اشهر المخرجين الإيرانيين مثل جعفر بناهي وأصغر فرهادي ومحمد رسولوف.
وفي نسخته الـ 73، سوف يخصص المهرجان برنامجا لإيران لمناقشة دور السينما والفن خلال موجة الاحتجاجات الحالية في إيران.
كوكبة من النجوم
وسيعود مهرجان برلين السينمائي الدولي إلى رونقه المعتاد حيث سوف يتوافد على سجادته الحمراء كوكبة من نجوم السينما من أمثال الممثلة الأمريكية آن هاثاواي والممثل والمخرج الأمريكي بيتر دينكلاج - أحد الممثلين الرئيسيين في مسلسل "غايم أوف ثرونز" - والممثلة الأمريكية ماريسا تومي وجميعهم شاركوا في بطولة فيلم "She Came to Me" أو "جاءتْ إليّ" للمخرجة ريبيكا ميللر.
وسوف تضم قائمة النجوم الممثلة البريطانية الحائزة جائزة الأوسكار هيلين ميرِن التي ستأتي إلى المهرجان لحضور العرض العالمي الأول لفيلمها "غولدا" للمخرج جاي ناتيف. ويتناول الفيلم السيرة الذاتية لرئيسة الوزراء الإسرائيلية الأسبق جولدا مائير فيما تدور أحداث خلال حرب أكتوبر عام 1973.
وسوف تسير على السجادة الحمراء أيضا الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت حيث سيُعرض فيلمها "Tar" أو "تار" من إخراج وتأليف تود فيلدمان فيما سيكون المهرجان مكانا لمناقشات يديرها أسماء كبيرة في عالم السينما العالمية مثل جيرالدين شابلن وجون مالكوفيتش اللذان شاركا في بطولة فيلم "سينيكا – حول خلق الزلازل".
وسيتواجد أيضا نجم هوليوود ويليم دافو بطل فيلم "Inside" أو "من الداخل" "للمخرج فاسيليس كاتسوبيس.
وسوف تجذب العروض الأولى للأفلام الوثائقية أسماء كبيرة من أمثال الممثل والمخرج السينمائي شون بن للاحتفال بالعرض الأول للفيلم "Superpower" أو "القوة الخارقة" فيما من المقرر أن يكون المغني الأيرلندي بونو من ضيوف المهرجان.
وسوف يحضر المرجان مخرج الأفلام الوثائقية الأمريكي أليكس جيبني مخرج فيلم "Boom! Boom! The World vs. Boris Becker" أو "بوم! بوم! العالم ضد بوريس بيكر"، حيث يسرد الفيلم حياة نجم التنس الألماني السابق بوريس بيكر والذي سُجن في بريطانيا عام 2022 لإخفائه ممتلكات لتجنب سداد ديون.
يتوقع أن يحضر المهرجان بوريس بيكر، الذي عاد للتو من بريطانيا بعد إطلاق سراحه مؤخرا من السجن.
ويحضر المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ لتسلم جائزة الدب الذهبي الفخرية عن مجمل أعماله فيما سيتم عرض مجموعة مختارة من أفلامه في المهرجان.
الأفلام المنافسة
وتشهد جوائز المهرجان الكبرى – الدب الذهبي والدب الفضي – منافسة كبيرة لأكثر من 19 فيلما من بينها أربعة أفلام من إخراج مخرجين ألمان أبرزهم مارغريت فون تروتا مخرجة فيلم "إنجيبورج باخمان - رحلة في الصحراء" الذي يسرد حياة الشاعرة النمساوية إنجيبورج باخمان.
وتضم القائمة المخرج الألماني كريستيان بيتزولد مخرج فيلم "Afire" أو "حريق" وأيضا المخرج الفرنسي المخرج فيليب غاريل مخرج فيلم " The Plough" أو "المحراث".
ويدخل في المنافسة فيلم"Manodrome" أو "مانودروم" التي يتناول قصة "الرغبات المكبوتة" للاعب في رياضة كمال الأجسام وهو من بطولة الممثل الأمريكي جيسي أيزنبرغ.
ولا تدخل في هذه المنافسة أفلام أمريكية أو أفلام أنتجتها منصات البث.
يشار إلى أن ستة أفلام تولت إخراجها نسا ء تتنافس للفوز بجائزة الدب الذهبي التي نالها العام الفائت فيلم "ألكاراس" للمخرجة الإسبانية كارلا سيمون.
وتتولى الممثلة الأمريكية كريستن ستيوارت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة التي تمنح جائزتي الدب الذهبي والدب الفضي فيما تضم اللجنة أيضا الممثلة الفرنسية الإيرانية الأصل غولشيفته فاراهاني والمخرج والمؤلف الألماني فاليسكا غريسباخ والمنتج الأمريكي فرانسيس مايسلر والمخرج جوني من هونغ كونغ.
الجدير بالذكر أن المهرجان ينشر إحصائيات دقيقة بالتنوع بين الجنسين فبالإضافة إلى منافسة ستة أفلام قام بإخراجها نساء، فإن نسبة الأفلام التي يقف وراءها مخرجات تبلغ إجمالا 38.7 بالمئة.
ورغم خلو المنافسات الرئيسية من أفلام تمثل القارة الأفريقية، إلا أن المهرجان سوف يعرض أفلاما أفريقية في "قسم البانوراما" و "قسم المنتدى" وهما أحد أهم أقسام المهرجان.
سيقام حفل توزيع جوائز المهرجان الكبرى في 25 من فبراير/ شباط الجاري.
إليزابيث جرينير / م. ع
محطات في تاريخ مهرجان برلين السينمائي الدولي
ككل مهرجان سينمائي عريق عرف مهرجان برلين السينمائي الدولي محطات تاريخية عديدة بين صعود وهبوط، منها محطات عرفت تأثير أحداث سياسية ومنها محطات عرفت نزاعات قضائية. فماهي أهم تلك المحطات التاريخية؟
صورة من: Reuters/F. Bensch
بداية مثيرة مع هيتشكوك
يعد مهرجان برلين السينمائي واحدا من أهم المهرجانات السينمائية وأعرقها في العالم ويسمى أيضا البرليناله. تأسس المهرجان سنة 1951 ببرلين وكان أول فيلم يعرض في إطار المهرجان هو فيلم الافتتاح سنة 1951 "ريبيكا" لمخرج أفلام التشويق ألفريد هيتشكوك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo
دورة 1961 أو "دورة النهدين"
في سنة 1961 شاركت نجمة الإغراء الأمريكية جين مانسفيلد في افتتاح الدورة 11 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، بغرض جلب الأنظار للمهرجان. لكن أغلب الصحف الألمانية آنذاك وصفت تلك الدورة بـ"دورة النهدين"، بسبب ظهور صدر الممثلة الأمريكية بشكل صارخ في إحدى الندوات الصحفية. سنة 1961 هي أيضا سنة بناء سور برلين الذي ستكون له تبعات على المهرجان.
صورة من: picture-alliance/dpa
بناء سور برلين وفشل دورة 1962
يصنف الموقع الرسمي لمهرجان برلين السينمائي دورة 1962 بكونها دورة فاشلة بإجماع النقاد "دورة 1962 لم تسعد أحدا"، ليس فقط بسبب تراجع إقبال الجمهور بسبب بناء سور برلين، ولكن لأن البرنامج كان ضعيفا في تلك السنة أيضا. الصورة تعود لجمهور يقف أمام سينما "حديقة الحيوان" سنة 1962.
صورة من: ullstein bild - Otto Kühn
بداية أكبر أزمة يشهدها المهرجان
أكبر أزمة واجهت المهرجان في تاريخه هي أزمة فيلم "أو.كي" وهو فيلم ألماني من إخراج ميشائيل فيرهوفن سنة 1970. تخلل الفيلم مشاهد صادمة عن اغتصاب وقتل فتاة فيتنامية من طرف جنود أمريكيين أثناء حرب فيتنام، نقلا عن واقعة حقيقية. فقامت لجنة التحكيم باستبعاده من المسابقة الرسمية، الأمر الذي كانت له تبعات كبيرة. الصورة من ندوة صحفية حول الفيلم سنة 1970 وعلى يسار الصورة مخرج الفيلم.
صورة من: ullstein bild - Binder
دورة بدون جوائز
في حيثيات استبعاد فيلم "أو.كي" من المسابقة الرسمية قالت اللجنة إنه "لا يساهم في خلق تفاهم حقيقي بين الشعوب"، بينما أشارت تقارير إعلامية إلى أن رئيس لجنة التحكيم، المخرج الأمريكي جورج ستيفنس، شعر أن الفيلم هو استهداف له. أسفر قرار اللجنة عن موجة من الاحتجاجات أدت إلى استقالة لجنة التحكيم وكانت دورة 1970 هي الوحيدة التي ألغيت فيها المسابقة. الصورة للجنة التحكيم أثناء إعلان الاستقالة في ندوة صحفية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Hoffmann
أزمة فيلم "امبراطورية الحواس" سنة 1976
إنه أول فيلم يجر إدارة مهرجان برلين الدولي إلى القضاء. النائب العام يصنف الفيلم الياباني الذي عرض في المهرجان سنة 1976 "كفيلم بورنوغرافي ثقيل". القضية بقيت أمام أنظار القضاء حوالي سنتين وتم الحكم فيها لصالح إدارة المهرجان بكون الفيلم "رغم احتوائه على مشاهد جنسيةK إلا أنه ليس فيلما بورنوغرافيا".
صورة من: picture alliance / kpa
"تعويض" السينما الألمانية سنة 1982
عرف عام 1981 تهديد صناع السينما الألمان لإدارة المهرجان بالمقاطعة بسبب رفض الإدارة المتكرر لأفلام ألمانية لأسباب تجارية، لكن الإدارة وصلت بعد مفاوضات إلى توافق مع صناع السينما الألمان فشاركت في مسابقة 1982 خمسة أفلام ألمانية، وفاز المخرج الألماني راينر فيرنر فاسبيندر بالدب الذهبي عن فيلمه "شوق فيرونيكا فوس"، بعد أن شارك ثلاث مرات في المسابقة. إنه آخر ظهور لفاسبيندر في المهرجان إذ توفي بعد 4 أشهر.
صورة من: Berlinale
تحول بعد تولي ديتر كوسليك لإدارة المهرجان
حسب بعض المهتمين بالسينما الألمانية فإن تولي ديتر كوسليك لإدارة المهرجان سنة 2001 أعطى له دفعة جديدة، إذ نجح كوسليك البالغ من العمر 70 عاما في جلب أسماء سينمائية كبرى للمشاركة في المهرجان ونجح في عدة مشاريع، منها مشروع دعم الفيلم الأوروبي وأفلام المخرجين الشباب.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
فيلم إيروتيكي يحصل على الدب الذهبي
حصل الفيلم البريطاني "ألفة" على جائزة الدب الذهبي سنة 2001. قرار لجنة التحكيم أثار جدلا واسعا، إذ اعتبر بعض النقاد أن الفيلم مغرق في البورنوغرافية ولا يستحق تلك الجائزة. الفيلم من إخراج المخرج الفرنسي باتريس شيرو ويحكي عن علاقة جنسية بين رجل وامرأة متزوجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Jens
بداية دعم المشاريع السينمائية سنة 2004
شهدت سنة 2004 بداية دعم المهرجان لمشاريع سينمائية لمخرجين لم يحققوا اسما بعد في عالم السينما. واحد من تلك المشاريع هو فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد والذي حقق بعد عرضه في "البرليناله" سنة 2005 نجاحا عالميا كبيرا حتى أنه رُشح للأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي. الصورة من الفيلم الذي يحكي قصة آخر يومين من حياة انتحاريين فلسطينيين.
صورة من: Razor Film
مرور خمسين سنة على المهرجان وتتويج إيران لأول مرة
شهدت سنة 2011 مرور خمسين سنة على تأسيس المهرجان وهي الدورة التي عرفت أيضا تتويج الفيلم الإيراني "نادر وسيمين-قصة انفصال" بجائزة الدب الذهبي وهو أول تتويج لفيلم إيراني في المهرجان. الفيلم من إخراج أصغر فرهادي ويحكي قصة زوجين ايرانيين يصلان إلى مفترق الطرق، إذ تريد الزوجة مغادرة البلاد بينما لايرغب الزوج في ذلك بسبب والده المريض.
صورة من: Alamode Film
تتويج عربي سنة 2016
عرفت سنة 2016 منح جائزة مهمة لفيلم عربي في المسابقة الرسمية، إذ فاز الممثل التونسي مجد مستورة بجائزة أفضل ممثل في المهرجان عن دوره في فيلم "نحبك هادي" لمخرجه محمد بن عطية وهو أول عربي يفوز بجائزة مماثلة. ويعد هذا الفيلم الرومانسي أول فيلم تونسي يشارك في المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي منذ عقدين. الصورة لمخرج الفيلم محمد بن عطية.
الكاتب: ريم نجمي