1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
فنون

مهرجان برلين - "جانغو"، أسطورة الجاز الغجري في عهد النازية

١٤ فبراير ٢٠١٧

فيلم "جانغو" هو عبارة عن رحلة موسيقية، تشرح كيف استطاع "جانغو راينهارت" تحويل الجاز إلى موسيقى تحرك الخيال والهواجس لترقص عليها القلوب قبل الأرجل. إنه توثيق جزء من حياة أسطورة الجاز المولود في بلجيكا من أصول الروما.

Berlinale 2017 Eröffnungsfilm "Django" von Etienne Comar
صورة من: picture alliance/dpa/R. Arpajou/

 

في بداية الفيلم ترى ذلك الفنان البوهيمي الذي لا يأبه بشيء، قد يكون هو الأفضل في مجاله، فالقاعة الممتلئة بمحبيه  تنتظره بينما هو يتجاهلهم، غير عابئ بما يحدث من حوله.

الفيلم الذي افتتح به مهرجان برلين السينمائي ال67 يسرد لمحة ذاتية عن راينهارت وتحديدا عن تلك الفترة التي كان فيها مطاردا من قبل الحزب النازي عام 1943.

عدو أم صديق

صورة من: Roger Arpajou

تحدوك حيرة في تلك الشخصية " جانغو" الذي عاش في باريس يحيي لياليها بالموسيقى بعد سيطرة الألمان على كل المشاهد هناك آنذاك، و لكن " راينهارت"  الذي ينتمي إلى أقلية " الروما " أو شعوب الغجر  والتي عانت  من اضطهاد النازيين يحتمى بمحبيه . ومن جهة أخرى يشرح الفيلم كيف حاول وزير الدعاية الألماني آنذاك " جوزيف غوبلر"والمعروف بالتفنن الدعائي، الاستعانة بموسيقى راينهارت للتأثير على الحشود والجماهيروكذلك لمقاومة " موسيقى الزنوج" الآتية من أمريكا بقوة.

أخذ راينهارت قرار الفرار من فرنسا ليعيش مع عائلته من الغجر الذين هربوا من كل أوروبا إلى قرية قرب سويسرا.

في مثل هذا الفيلم المليء بالأحداث، لا يمكنك إسناد ظهرك إلى المقعد ، هكذا هوفيلم "جانغو" هو عبارة عن رحلة موسيقية، تشرح كيف استطاع "جانغو راينهارت" تحويل الجاز إلى موسيقى تحرك الخيال، وسريعا ما تصطدم عند مشاهدته بالسياسة وعالمها والحرب وقسوتها، لكي تفيق على أصوات موسيقى " السوينج" و " الجاز"

الموسيقى في الفيلم تحمل أيضا رسالة رسالة. وعن هذا يقول بطل الفيلم " رضا كاتب " في مؤتمر صحفي: "الموسيقى والفن لا تحولان الناس إلى نشطاء سياسيين، و لكنها تغير نظرة الناس إلى العالم وفهمهم له"

مواقف عبثية

جانغو العابث بشهرته كما يُظهره الفيلم يعبث أيضا بالحزب النازي، فعندما تأتيه وفرقته ورقة القواعد التي يجب لعبها في الجولة الموسيقية التي دعت إليها ألمانيا والتي كانت بها قواعد صارمة بشأن القطع الموسيقية التي يلزم لعبها فإنه يعبث أيضا بتلك القواعد و يستخدم الورقة كمنديل لتنظيف الفم بعد الطعام. فالورقة لم تكن تتضمن موسيقى بلوز، وموسيقى سوينج، أو موسيقى راقصة" 

ويعبث أيضا من الموت حين يغادر إلى سويسرا، فتضيق به السبل قبل عبور الحدود، وتكاد تجده كلاب التفتيش، فيدفن نفسه في الجليد.

يعبث أيضا مع قيادات بالجيش الألماني حين يحيي حفلا لهم، فيلعب الموسيقى التي تشعل الحفل رقصا فيغيظهم ذلك ويتم طرده من الحفل.

ويقول مخرج الفيلم "كومار " في مؤتمر صحفي "جانغو مجذوب في كل الاتجاهات وهو بطل ويحاول أن يجيب على الأسئلة المتناثرة حوله عن الحرية و الحياة في الحرب"

افتقاد الإيقاع 

صورة من: Roger Arpajou

رئيس مهرجان برلين السينمائي " ديتر كوسليك " قال إن البرليناله لن تسجل رسائل سياسية. لكن من الواضح أن الفيلم له صلة خاصة بألمانيا، التي لا تأبى إظهار إرتباطها بالتاريخ و ذاكرته في المناسبات، فتشجع على نبش الذكريات لإخراج تلك القصص إلى الحياة.

نال الفيلم إعجاب الكثيرين الذين  حضروا العرض في قاعة " فريدريش بالاست" التي تتسع لأكثر من  1800 متفرج، فامتلأت عن آخرها ، وصفق الجمهور في نهاية الفيلم، حيث وصل راينهارت إلى ما ينشده للعيش بأمان مع أسرته وإستكمال ألحانه الموسيقية التي تحفظ إسمه مع مبدعي الموسيقى الحديثة .

من جانب آخر ينتقد الكثيرون الفيلم في عدة نواح، حيث قال الناقد بيتر براتشو، الذي نشر مقالا عن الفيلم بالجارديان : "الفيلم ينقصه الإيقاع". كما اعتبرت الإيكونوميست ان "الفيلم يفقتر إلى الجانب السياسي".

جمال صور الفيلم وما يبرزه في القصة بشكل خاص يضع قضية شعوب الغجر على الساحة السينمائية. وسيتم عرض الفيلم في أمريكا في شهر مارس المقبل وبعدها في فرنسا في شهرأبريل.

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW