1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهرجان دبي السينمائي العالمي يعاند الأزمة المالية

١٤ ديسمبر ٢٠٠٩

فيما طغت المشاركة العربية على مهرجان دبي السينمائي، وضعت فرنسا "تحت دارة الضوء"، أما ألمانيا فقد كانت حاضرة لكنها أعطت أولوية للتعاون الثقافي على المنافسة على "المهر العربي" الذي بدأ يعاند الأزمة التي تعصف بدبي.

ماندي مور، من أبرز النجوم في المهرجانصورة من: Ammar Ben Aziz

تحدّت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي، في اليوم الأول من دورته السادسة، أنباء الأزمة المالية التي تهزّ الإمارة، قبل أن يخفت الإبهار تماما في اليوم الثاني مع غياب ما يدلّ على أنّ المدينة تعيش حدثا ثقافيا. لكنّ نصف الكأس الملآنة تعكس حضورا قويا، لسينما منطقة الضاد على خلاف الدورات السابقة. ولا ينازع ذلك الحضور العربي سوى المشاركة الأوروبية المكثفة والتي تترجمها تظاهرة مخصصة بالكامل للسينما الفرنسية.

كان استعراض النجوم على السجادة الحمراء مختلفا في الحفل الافتتاحي الذي كان على أية حال ضخما، وباستثناء ماندي مور من هوليود واميتاب باتشان من بوليود، لم ينجح حفل العشاء الساهر والألعاب النارية الضخمة في فندق برج العرب في إعادة أجواء الدورات السابقة. وانضمّ إلى النجمين لاحقا المخرج كريستوفر لامبرت الذي يشارك بفيلم قرطاجنة من بطولة الفرنسية صوفي مارسو. وقال النجم الهندي أميتاب باتشان في تصريحات لدويتشه فيله "لقد أثبت المهرجان هذا العام أنه تحوّل من تظاهرة إقليمية ضخمة إلى حدث عالمي بامتياز".

وفي الإجمال يعرض المهرجان 168 فيلماً من 55 دولة، بينها 29 فيلماً في عرض عالمي أول، و13 فيلماً في عرض دولي أول، بالإضافة إلى 76 فيلماً في أول عرض في الشرق الأوسط، و33 فيلماً في أول عرض في الخليج.

انتعاشه في المشاركة العربية

رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في هذه الدورة، المخرج الجزائري أحمد الراشدي، قال في تصريح لدويتشه فيله "هذا العام، يعكس المهرجان انتعاشة من حيث الكمّ في الإنتاج العربي، ففي تظاهرتين، على الأقل، من تظاهرات هذا المهرجان الأساسية، هناك عدد كبير من الأفلام العربية.

لكن الناقدة السينمائية ليلى منتصر لا توافق على ذلك، حيث قالت في تصريحات لدويتشه فيله إن غالبية الأفلام ليست عربية صرفة، وباستثناء الفيلمين المصريين "عصافير النيل" و "واحد صفر" المنتج أيضا بأموال مصرية، والفيلم المغربي "الرجل الذي باع العالم" فإنّ باقي الأفلام أنتجت إما خارج المنطقة العربية أو بمشاركة غربية، حسب تعبير ليلى منتصر.

وتشارك في مسابقة المهرجان، عدة أعمال عربية لا تقتصر على أفلام صنعت في العالم العربي بل تشمل الأفلام التي شارك في صناعتها أشخاص من أصول عربية في الخارج، مثل فيلم "وداعا غاري" لنسيم عمواش الفرنسي الجزائري الأصل و"ضربة البداية" للعراقي شوكت امين كوركي إضافة إلى "عصافير النيل" و"واحد صفر".

فرنسا ضيفة الشرف

المخرج الجزائري، أحمد الراشدي، رئيس لجنة تحكيم الأقلام الروائية في مهرجان دبي 2009صورة من: Ammar Ben Aziz

على أنّ الحضور العربي، لا يحجب أيضا حضورا عالمياً واضحا، ولاسيما السينما الفرنسية التي ميزتها هيئة المهرجان بعنوان خاص ضمن تظاهرة "في دائرة الضوء."

وضمن برنامج "سينما العالم"يعرض المهرجان عشرين فيلما دراميا، زيادة على الأفلام الوثائقية المثيرة للجدل، من الدنمارك، وفرنسا، وبيرو؛ إضافة إلى الأفلام الكوميدية من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا؛ ومجموعة غنية من الأفلام الموسيقية من أستراليا حتى زنجبار. واللافت أنّ نفس البرنامج يضمّ أيضاً خمسة أفلام موسيقية الطابع، بما في ذلك فيلم "صنع في هنغاريا"، للمخرج جيرجلي فونيو.

وإذا كانت المشاركة الألمانية "الصرفة" شحيحة هذا العام، فإنّها حضرت "بعيونها" التي سلطتها على تفاصيل حياة شعوب أخرى وتراثها. ومن تلك الأعمال التي مولتها ألمانيا أو شاركت في إنتاجها إخراجا وتركيبا الفيلم الوثائقي "زنجبار ميوزيكل كلوب"، للمخرج باتريس نيزان، والذي يغوص في التراث الموسيقي الزنجباري. ويروي فيلم "صندوق العرس الكوري" الكوري الألماني لأولريخ أوتينجر، بأسلوب ساخر وحساس في آن معاً، قصة عن الحب والزواج في المجتمع الكوري المعاصر، تقارن بين الحداثة والعادات.

ألمانيا حاضرة لكن دون رهان على الجوائز

وشاركت ألمانيا في إنتاج فيلم آخر مع تايلاند هو فيلم "رسالة إلى العم بونمي" تناول أيضا قصة التفاصيل اليومية لتايلانديين. كما شاركت في إنتاج فيلم "نساء" بلا رجال" مع إيران و"ليلى الساحرة" الموجه للأطفال إضافة إلى فيلم "كل يوم عيد" مع لبنان وفرنسا. أما أبرز فيلم ألماني حاضر في المهرجان فهو فيلم "أبي، خالي" للمخرج كريستوف هيلر الذي نال نقدا إيجابيا. ويروي الفيلم قصة شاب عراقي في ألمانيا يسافر إلى الإمارات للقاء عائلته بعد فترة طويلة من الغياب.

ولا يجد إدوار واينتروب المدير الفني لمهرجان فريبورغ السينمائي الدولي، وهو عضو لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، في تصريحات لـ دويتشه فيله عذرا للغياب الألماني لاسيما أنها اعتادت على دعم مثل هذه المناسبات، لكنه في الوقت ذاته لا يقلل من شأن مشاركة بلاده حيث أنها حاضرة فيما لا يقلّ عن خمسة أفلام لم تتناول قضايا سياسية أو اجتماعية وإنما "تناولت بالتمحيص آفاقا جديدة مثل الموسيقى وكذلك سينما الأطفال مع معالجة إنسانية لقضايا الهجرة والحرب في فيلم أبي خالي." وأشاد واينتروب بالتعاون الثقافي "الجيد" الذي يميز بلاده مع "الدول الناشئة" سينمائيا قائلا " أجد هذا أفضل من المراهنة على الجوائز في مثل هذه المهرجانات الوليدة."

النقاد في انتظار المهر والجمهور في انتظار "أفاتار"

الفنان نيكولاس كيدج مع زوجته ورئيس المهرجان، عبد الحميد جمعةصورة من: picture alliance / dpa

وقبل يومين من نهاية المهرجان، تحتدم المنافسة على "المهر" العربي ولا يبدو أنّ هناك ترجيحات تصب في مصلحة هذا الفيلم أو ذاك. وإذا كانت هيئة المهرجان قاومت الأزمة المالية، في أيام المهرجان الأولى، بعناد وثقة بموازنة، قالت مصادر إنها ناهزت 15 مليون دولار، تنفق في غضون أسبوع، إلا أنها لم تقو على مواجهة الأمطار الطوفانية التي شلّت دبي ومنعت الكثيرين من المشاركين من الحضور يومي السبت والأحد. مسعود أمر الله المدير الفني للمهرجان قال "لم يتغير الوضع وكل التذاكر كانت قد بيعت كما أنّ موقع المهرجان محصور في مكان محدد وهو ما لم يؤثر في سير المهرجان." وأضاف "نحن الآن بصدد الإعداد للحفل الختامي الذي سيكون مثلما كان الافتتاح في مستوى الآمال."

وإذا كانت أنظار النقاد تتجه صوب هوية الأفلام الفائزة، إلا أنّ أنظار الجمهور ستتجه صوب الحدث الأبرز سينمائيا هذا العام في المنطقة، وفي كل أنحاء العالم: بدء عروض فيلم "أفاتار" للمخرج جيمس كامرون، والذي اختارت هيئة المهرجان أن ينطلق في الإمارات بالتزامن مع حفل الاختتام الأربعاء.

الكاتب: عمار بن عزيز ـ دبي

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW