يخطط الأمريكيون لعودة مميزة للقمرعام 2024 وتحديدا بعد مرور 55 عاما على أول عملية هبوط على سطح القمر، من خلال مشروع طموح أطلق عليه اسم "أرتميس"، ناسا وضعت تصورات واضحة لكن العديد من الأسئلة مازالت تبحث عن إجابة.
إعلان
تسابق الولايات المتحدة الزمن بهدف العودة إلى القمر عبر مشروع طموح يهدف لإنزال رواد الفضاء للقمر خلال خمسة أعوام، لكن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول إمكانية تنفيذ هذه "المغامرة" بالإضافة إلى عقبات عديدة يجب تجاوزها أولا، فما هي أهم المعلومات حول هذا المشروع.
فكرة وراء الاسم : اختارت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" اسم "أرتميس" الأخت التوأم لأبولو وآلهة القمر، لمشروعها الطموح الجديد.
دعم سياسي...ولكن: تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تؤكد أن المشروع سينفذ بحلول عام 2024 "مهما كلف الأمر"، كما أن مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي أكد قبل عدة أشهر أوامر ترامب بإرسال رواد فضاء أمريكيين إلى القمر خلال خمسة أعوام، فهل تكفي هذه الوعود؟
تثبت التجربة أن التقلبات السياسية يمكن أن تجمد مثل هذه المشاريع الطموحة بسرعة شديدة، ففي عام 2004 أعلن الرئيس الأمريكي وقتها جورج دبليو بوش عن عودة الأمريكيين للقمر عام 2020، حلم لم يخرج للنور بعد تغيير الإدارة السياسية ومجيء أوباما. وهو أمر يعلمه خبراء ناسا الذين يدركون جيدا ضرورة الضغط على الساسة من أجل تقديم الدعم المالي الكافي.
تصريحات جيم بريدينستاين، مدير ناسا تؤكد المخاوف من التقلبات السياسية التي تهدد المشروع من الأساس، إذ قال بريدينستاين في تصريحات نشرتها العديد من وسائل الإعلام من بينها موقع "سبكتبروم" الألماني: "ناسا على طريق جيد فيما يخص التعامل مع المخاطر التقنية، أما الأمر الأهم والأصعب فهو المخاطر السياسية".
تكلفة ضخمة: قالت ناسا إنها تحتاج إلى ما يتراوح بين 20 إلى 30 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة لتمويل هذا المشروع الضخم، وفقا لموقع "ساين إكس إكس" الألماني العلمي.
من يدفع التكلفة: تحصل ناسا سنويا من الحكومة الأمريكية على حوالي 20 مليار دولار، هي ميزانيتها الكاملة لتمويل كافة أنشطتها المختلفة، وحتى تتمكن ناسا من تمويل المشروع، ينبغي أن تحصل سنويا على ستة إلى ثمانية مليارات إضافية على ميزانيتها السنوية، مسألة ليست سهلة لاسيما وأن هذا القرار ليس بيد ترامب المؤيد للمشروع، وإنما في يد الكونغرس الأمريكي ويتطلب تقديم اقتراح مالي يجب أن يحظى بموافقة لجنة مختصة من الكونغرس قبل عرضه للتصويت.
عودة مختلفة: وضعت ناسا تصورات واضحة حول شكل العودة للقمر، وهو ما أوضحه بريدينستاين بقوله: " هذه المرة لا نرغب في وضع عدة أعلام وآثار أقدام على القمر..تهدف أرتميس لبداية تواجد مستدام على القمر. الهدف هو توفير حياة وعمل هناك لرواد فضاء من مختلف أنحاء العالم، لجمع الخبرات اللازمة". الجديد أيضا أن ناسا تخطط هذه المرة لاصطحاب نساء لأول مرة إلى القمر. خطط واضحة وأهداف محددة للمهمة لكن السؤال الأهم هو، هل ستنجح ناسا في التغلب على العقبات والتقلبات السياسية وتحقيق حلمها الطموح، بالشكل الذي رسمته على الورق؟
ا.ف/ ط.أ
نساء في الفضاء.. إنجازات وأرقام قياسية
إن عدم امتلاك وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لملابس رواد فضاء ملائمة للنساء، لا ينفي ما حققته المرأة من إنجازات في الفضاء. وهذه نماذج للنجاح وبعض الإنجازات التي حققته المرأة في عالم الفضاء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/NASA
أول رائدة فضاء
عام 1963 سافرت الروسية فالنتينا تيريشكوفا للفضاء لتصبح أول امرأة في التاريخ تحقق هذا الإنجاز، حيث استطاعت الدوران بسفينتها 48 مرة حول الأرض. وفي عام 1982 استطاعت مواطنتها سفيتلانا سافيتسكايا أيضا، السفر إلى الفضاء ضمن فريق مهمة سويوز T-7. الإنجاز الذي حققته تيريشكوفا، كان كافيا لإطلاق اسمها على حفرة على سطح القمر وأن تصبح عضوا في البرلمان الروسي (الدوما) فيما بعد.
صورة من: picture-alliance/Itar-Tass/S. Baranov
عدم استطاعة مرشحات "ناسا" التحليق!
رشحت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عام 1978 شانون لوسيد ومارغريت سيدون وكاثرين سوليفان وجوديث رينسك وأنا فيشير وسالي رايد لاختيار أول رائدة فضاء أمريكية. كان عدد من النساء الأمريكيات قد اجتزن اختبارات اختيار رائدات الفضاء أوائل ستينات القرن الماضي، لكنهن لم يتأهلن في النهاية للسفر إلى للفضاء. وذلك لعدم استكمالهن التدريب على الطيران الحربي لعدم إتاحته للنساء حينها.
صورة من: picture-alliance/Cover Images/NASA
أول رائدة فضاء أمريكية
سالي رايد أول رائدة فضاء أمريكية، نجحت في أول مهمتين لها في استعادة أقمار صناعية باستخدام أذرع آلية. وكانت على وشك بدء مهمتها الثالثة عام 1986 حينما وقعت كارثة مكوك الفضاء تشالنجر، ما أدى إلى قطع تدريبها للمهمة. كرست رايدر حياتها فيما بعد لمساعدة الفتيات على التفوق في الرياضيات والهندسة والعلوم، حسب ما قاله عنها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وتوفيت عام 2012 بعد إصابتها بسرطان البنكرياس.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA
أول أمريكية من أصل أفريقي في الفضاء
ماي جيمسون، كانت عام 1992 أول رائدة فضاء أمريكية من أصل أفريقي، حيث شاركت في رحلة "اندفور" لإجراء تجارب على خلايا العظام في الفضاء. وجيمسون التي تعتبر رائدة الفضاء "سالي رايد" مصدر إلهام لها، هي عالمة فيزياء ومتطوعة في قوات حفظ السلام ومؤسسة لشركتين في مجال التكنولوجيا. وكرئيسة لبرنامج "ستارشيب 100 عام"، تأمل ماي جيمسون بأن يستطيع الإنسان السفر إلى خارج النظام الشمسي خلال القرن الحالي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/B. Zawrzel
أول رائدة فضاء يابانية
شياكي موكاي، هي أول امرأة يابانية ترحل عن كوكب الأرض لإجراء تجارب طبية في الفضاء. تدربت شياكي في اليابان لتعمل كطبيبة، ثم سافرت للفضاء لإجراء تجارب في بيئات صغيرة جدا ومنعدمة الجاذبية لدراسة التقدم في السن. سافرت الطبيبة اليابانية للفضاء مرتين في عامي 1994 و 1998 ساهمت خلالهما في إطلاق تليسكوب الفضاء "هوبل".
صورة من: picture-alliance/abaca/NASA
تشعر أنها تنتمي للنظام الشمسي كله
كالبانا، والتي يعني اسمها إبداع أو خيال، هي أول رائدة فضاء هندية. أول مهمة لـ كالبانا في الفضاء كانت عام 1997 لتوظيف الأقمار الصناعية من أجل دراسة سطح الشمس. مُهمتها الثانية في عام 2003، والتي كانت قد تأجلت ثلاث سنوات، انتهت انفجر مكوك الفضاء كولومبيا أثناء دخوله الغلاف الجوي لكوكب الأرض بما تسبب في مقتلها وباقي أفراد طاقم الرحلة.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA
أول إيرانية في الفضاء
سيدة الأعمال المولودة في إيران، أنوشه أنصاري، جنت ملايين الدولارات وهي لم تتجاوز الـ 32 بعد. هذا النجاح لم يكن كافيا بالنسبة إليها، فقررت عام 2006 السفر إلى الفضاء لتكون أول امرأة تنطلق في رحلة خاصة لاستكشاف الفضاء. أول ما لاحظته عندما رأت الأرض من السماء، عقب وصولها لمحطة الفضاء الدولية، هو عدم وجود آي أثر للحدود والصراعات حيث يحيط السلام والجمال بكوكبنا.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
666 يوما في الفضاء
بيجي وايتسون هي أول امرأة تتولى قيادة محطة الفضاء الدولية، كما أنها حطمت الرقم القياسي لأطول فترة زمنية تقضيها امرأة في الفضاء وهي 666 يوما. عادت وايتسون إلى الأرض عام 2017 بعد مهمة دولية متعددة الجنسيات دامت 289 يوما، لتكون بهذا أكبر امرأة سنا تسافر للفضاء، حيث أنها من مواليد عام 1960.
إعداد: لويزا رايت/ د. ب