مهمة ناسا الجديدة: البحث عن الحياة على أحد أقمار المشتري
١٥ أكتوبر ٢٠٢٤
يصل مسبار ناسا "أوروبا كليبر" إلى أحد أقمار كوكب المشتري عام 2030 بعد أن يكون قد قطع 3 مليارات كيلومتر. ويعد القمر من البيئات الواعدة في النظام الشمسي بفرص وجود حياة عليه.
إعلان
أطلقت شركة "سبيس أكس" الخاصة للفضاء المملوكة للملياردير لايلون ماسك، صاروخ "فالكون هيفي" من ولاية فلوريدا الأمريكية الاثنين (14 أكتوبر/تشرين الأول) بهدف إرسال مسبار تابع لوكالة ناسا إلى كوكب المشترى.
وبعد رحلة تستمر لنحو 3 مليارات كيلومتر، من المتوقع أن يصل المسبار "أوروبا كليبر" إلى مدار المشتري في عام 2030 في مستهل رحلة طويلة إلى "أوروبا"، أحد أقمار كوكب المشتري.
وتهدف الرحلة إلى معرفة ما إذا كان القمر "أوروبا" يذخر بمحيط صالح للحياة تحت سطحه للوقوف في نهاية المطاف حيال ما إذا كانت هناك مؤشرات محتملة تدعم الحياة على سطح المشتري، حسبما قالت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". وأضافت "ناسا" أن "ثمة لأدلة قوية على أن قمر المشتري (أوروبا) يحتوي على محيط من المياه المالحة قد يكون أحد أفضل الأماكن للبحث عن بيئات يمكن أن توجد فيها حياة خارج الأرض".
وتحظى المهمة باهتمام كبير نظرا لأن ناسا لم تراقب في السابق القمر "أوروبا" بهذا النحو الكبير من الدقة، لكن المهمة لن تبحث بشكل مباشر عن مؤشرات حياة، بل ستجيب على ما إذا كان "أوروبا" صالحا للسكن، أي احتمال احتوائه على مقومات تجعل الحياة ممكنة فيه.
وفي حال ثبوت ذلك، فيتعين إطلاق مهمة أخرى يكون منوطا بها اكتشاف هذه المؤشرات.
صاروخ مصمم لرحلات البشر للقمر والمريخ
01:29
وقال المدير العلمي للمهمة كيرت نيبور إن البعثة تعد "فرصة لنا ليس لاستكشاف عالم ربما كان صالحا للسكن قبل مليارات السنين كالمريخ، بل عالم قد يكون صالحا للحياة اليوم".
ويعد "أوروبا كليبر" أكبر مسبار على الإطلاق تصممه ناسا لاستكشاف الكواكب، إذ يبلغ عرضه 30 مترا بمجرد فتح ألواحه الشمسية الضخمة، التي صُممت لالتقاط الضوء الخافت الذي يصل إلى كوكب المشتري.
وتعود أوّل صور قريبة للقمر "أوروبا"، المعروف بوجوده منذ عام 1610، إلى عام 1979 والتقطها مسبار "فوييجر" حيث كشفت عن الخطوط الحمراء الغامضة فوق سطحه. وخلال تسعينات القرن الماضي، حلق المسبار "غاليليو" فوق القمر "أوروبا" حيث رجح وجود محيط.
وجرى تزويد مسبار "أوروبا كليبر" بعدد كبير من الأدوات المتطورة جدا، منها كاميرات ومطياف ورادار ومقياس مغناطيسي بتكلفة بلغت أكثر من خمس مليارات دولار. وبررت ناسا هذا الاستثمار الكبير بأهمية البيانات التي سيتم جمعها.
وفي ذلك، قال المدير العلمي للمهمة كيرت نيبور إذا تبين أن نظامنا الشمسي يضمّ عالمين صالحين للسكن (أوروبا والأرض)، "فكروا في ما يعنيه ذلك عندما تتوسع هذه النتيجة لتشمل مليارات الأنظمة الشمسية الأخرى في المجرة". وأضاف "حتى لو وضعنا جانبا مسألة ما إذا كانت هناك حياة على أوروبا، فإن إمكانية أن يكون صالحا للسكن وحدها تفتح نموذجا جديدا للبحث عن حياة في المجرة".
م. ف/خ.س (د ب أ، أ ف ب)
نموذج للحياة على المريخ- انطباعات من مركز تدريب ناسا
أربعة متطوعين يجربون العيش على مساحة 160 مترا مربعا. على مدى عام سيجرب هؤلاء في مختبر لوكالة ناسا كيف يمكن أن تكون الحياة على سطح المريخ. أما الوكالة فتأمل بالحصول على معلومات هامة لإطلاق رحلات إلى الكوكب الأحمر.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
كثير من الواقعية
ابتداء من يونيو/حزيران يتوقع التحاق أربعة متطوعين بدار "مارس ديون الفا/ Mars Dune Alpha" التابعة لوكالة ناسا لتجربة إمكانية الحياة فوق الكوكب الأحمر. ومن أجل ذلك سيعيشون طوال سنة داخل عنبر في مركز البحوث الفضائية في هيوستن بتكساس. هناك تنتظر المشاركين عدة حجرات ومجالات للمحاكاة على الرمل الأحمر.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
العزلة كمشكلة خلال رحلات الفضاء
في تجربة أولى يعتزم العلماء تجربة كيف يمكن للبشر العيش في عزلة وكيف يتعاملون مع التوتر. وهذا من شأنه مساعدة وكالة ناسا على تقييم "الموارد" المطلوبة كي يتجاوز رواد الفضاء المصاعب التي تواجههم مستقبلا، كما تقول غراس دوغلاس التي تدير برنامج التجربة.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
قليل من المتسع للحركة
ليس بإمكان المتطوعين أخذ الكثير من الأمتعة معهم. فهم سيعيشون خلال عام في غرف صغيرة بدار مركز البحوث. وهذه الدار مصممة بعملية طباعة ثلاثية الأبعاد، وهي تقنية تتبعها ناسا لتشييد بنايات في كواكب أخرى، كما تقول مديرة المشروع غراس دوغلاس.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
مجال للتجارب
إلى جانب غرف النوم صممت مهمة "مارس ديون ألفا/ Mars Dune Alpha" حمامين وغرفة للرعاية الصحية ومجالا للاسترخاء وعددا من مواقع العمل. وسيقوم الباحثون بانتظام خلال تلك الفترة بتجربة كيف يتعامل المتطوعون مع حالات التوتر ـ مثلا عندما ينقصهم الماء أو تكون هناك حاجة إلى أجهزة.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
أحذية مواتية لرحلة المريخ
عبر ممر هوائي يصل المتطوعون من الدار الثلاثية ألأبعاد إلى مشهد طبيعي. فبكثير من الرمل الأحمر وجب محاكاة الحياة فوق المريخ بأكبر واقعية ممكنة.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
لياقة في عزلة
سيقوم رواد الفضاء الافتراضيين على أجهزة الركض بجولات إلى الخارج بعد أن يتم ربطهم بأحزمة لمحاكاة الجاذبية فوق المريخ. وسيتوجب عليهم جمع عينات وبيانات ومتابعة تشييد البنية التحتية. وتكمن خلفية ذلك في أنه "لا يمكن لنا تركهم يركضون ست ساعات في حلقة مغلقة"، كما أفادت سوزان بيل مديرة مختبر الصحة والأداء.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
غرس خضروات فوق المريخ
مركز البحوث يقدم إلى جانب مرصد جوي ضيعة أو قرية عمودية لغرس نباتات. هنا يمكن للمشاركين غرس سلطة وخضروات أخرى لتغطية الاستهلاك الذاتي خلال فترة التجارب.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
معلومات مهمة لرحلات مقبلة
وفي المجمل يتم التحضير لثلاث تجارب على مدى فترات طويلة في هذا الحقل. ويأمل الباحثون في الحصول على "معلومات هامة" حول فترات عيش طويلة في عزلة. لكن وكالة ناسا ما تزال في فترة الإعداد لرحلة إلى المريخ. وتعنى وكالة الفضاء في المرحلة الأولى بمهمة "ارتيميس/ Artemis" التي تقضي بنقل أشخاص إلى القمر مجددا لأول مرة منذ نصف قرن.