"مهم وضروري".. شولتس يدافع عن نشر صواريخ أمريكية في ألمانيا
١١ يوليو ٢٠٢٤
رحب المستشار الألماني أولاف شولتس بقرار الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى بشكل منتظم في ألمانيا كخطوة لزيادة الردع ضد روسيا. ويمثل القرار عودة صواريخ كروز الأميركية إلى ألمانيا بعد غياب 20 عاما.
إعلان
دافع المستشار الألماني أولاف شولتس عن خطط نشر صواريخ أمريكية يصل مداها إلى 2500 كيلومتر في بلاده بما وصفه بـ "التهديد القادم من روسيا"، قائلا: "هذا جزء من الردع ويضمن السلام. إنّه قرار ضروري ومهم اتُخذ في الوقت المناسب".
وعلى هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قال المستشار الألماني أولاف شولتس في العاصمة الأمريكية واشنطن: "نعلم أن هناك تسلحا هائلا في روسيا بأسلحة تهدد الأراضي الأوروبية". وأضاف شولتس، الخميس (11 يوليو/تموز 2024)، أنه على مدار فترة طويلة، تمت مناقشة كيفية الرد على هذا التحدي، إلى جانب مظلة الحماية النووية للناتو بوسائل الردع التقليدية.
وكشف شولتس أنه تم إقرار نشر أسلحة بعيدة المدى في الاستراتيجية الوطنية الأولى لأمن جمهورية ألمانيا الاتحادية قبل عام، وأردف: "ولهذا السبب فإن قرار الولايات المتحدة يتماشى تماما مع هذه الاستراتيجية التي ناقشناها علنا منذ فترة طويلة".
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تعتزم، لأول مرة منذ الحرب الباردة، معاودة نشر أنظمة أسلحة في ألمانيا تصل إلى روسيا، وذلك وفقا لما اتفق عليه البيت الأبيض والحكومة الألمانية أمس الأربعاء. وتقع العاصمة الروسية موسكو على مسافة خط جوي مباشر يبلغ 1600 كيلومتر من العاصمة الألمانية برلين.
دعم لأوكرانيا في قمة الناتو بواشنطن
02:23
واعتبارا من عام 2026، من المنتظر أن تعمل صواريخ كروز طراز توماهوك وصواريخ دفاع جوي طراز إس إم6- وأسلحة أخرى تفوق سرعة الصوت تم تطويرها حديثا، على توفير حماية أفضل لحلفاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا. وأعاد القرار ذكرى الحرب الباردة.
وجدير بالذكر أن شولتس نفسه كان احتج في الثمانينيات عندما كان سياسيا شابا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي على قرار مزدوج لحلف شمال الأطلسي كان يتضمن، ضمن أمور أخرى، نشر صواريخ متوسطة المدى من نوع بيرشينغ 2 والتي تم سحبها مرة أخرى بعد نهاية الحرب الباردة حتى عام 1991.
وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع أن تكون هناك معارضة كبيرة ضد عودة مثل هذه الأسلحة ذات المدى البعيد إلى ألمانيا، بما في ذلك من داخل حزبه الاشتراكي، قال شولتس: "تم إعداد هذا القرار منذ وقت طويل، ولن يكون هذا مفاجأة حقيقية بالنسبة لكل من يشتغلون بسياسات الأمن والسلام".
ولفت المستشار الألماني إلى أن قرار نشر الصواريخ الأمريكية في ألمانيا يتماشى تماما مع استراتيجية الأمن للحكومة الاتحادية الألمانية التي تمت مناقشتها علنا.
هابيك: نشر أسلحة أمريكية بعيدة المدى "ضروري"
بدوره رحب روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني أولاف شولتس ووزير الاقتصاد، بنشر أنظمة أسلحة أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا.
وفي تصريحات لصحيفة "نويه فيستفيليشه" الألمانية تنشرها في عددها غدا الجمعة، قال هابيك: "التسلح ليس بالشيء الذي أتعامل معه باستخفاف. ولكنني أعتقد أن قرار الولايات المتحدة نشر أسلحة بعيدة المدى لدينا، ضروري".
وشدد هابيك: "يجب أن نعزز قدرتنا على الدفاع لأننا نعيش في زمن خطير للغاية يختلف عن سنوات الثمانينات. لذلك، فإن السذاجة غير مقبولة". وأضاف هابيك أن المظاهرات ضد قرارات الناتو المزدوجة في عام 1981 كانت خلال فترة الحرب الباردة، وأردف: "الآن نشهد حربا ساخنة في أوكرانيا حيث القصف والموت".
ويشار إلى أنّ إدارة الرئيس بايدن والحكومة الألمانية اتفقتا على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن، أمس الأربعاء، على أن تقوم الولايات المتحدة لأول مرة منذ الحرب الباردة اعتبارا من عام 2026 بمعاودة نشر أنظمة أسلحة في ألمانيا تصل إلى روسيا.
ف.ي/أ.ح (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
مواجهة سيناريوهات الخطر - "إير ديفندر 23" أكبر تدريب جوي في تاريخ الناتو
تتدرب القوات الجوية من 25 دولة في سماء ألمانيا في إطار مناورات "إير ديفندر 23"، التي تعد أكبر تدريبات جوية في تاريخ حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ما أثر على حركة الطيران المدني. فما هو حجم هذه التدريبات؟ وما الغرض منها؟
صورة من: Rainer Droese/localpic/imago images
أكبر تدريب جوي للناتو بعد 74 عاما من تأسيسه
لم تكن بداية مناورات "إير ديفندر 23" في سماء ألمانيا بالطائرات المقاتلة، وإنما بطائرات النقل العملاقة. وعند انطلاق المناورات يوم الاثنين (12 يونيو/ حزيران 2023) أقلعت طائرات الجيش الألماني من طراز A400M من قاعدة فونستورف في ولاية ساكسونيا السفلى في أكبر تدريبات جوية في تاريخ حلف شمال الأطلسي "ناتو"، الذي تأسس قبل 74 عاما.
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture-alliance
إقلاع عمودي
طائرة مقاتلة من طراز تورنادو تقلع بشكل عمودي من قاعدة شليسفيغ الجوية في ياغل. على مدار نحو أسبوعين تتدرب 25 دولة على صد هجوم افتراضي. وبالإضافة إلى دول أعضاء في الناتو، تشارك اليابان والسويد أيضاً في التدريبات تحت قيادة ألمانيا. كما يتم اختبار نقل الطائرات، على سبيل المثال من الولايات المتحدة إلى ألمانيا. ويضم الناتو 31 دولة أوروبية وأمريكية شمالية، والمقر الرئيسي للحلف يقع في بروكسل.
صورة من: Gregor Fischer/dpa/picture-alliance
قضية مشتركة
الفحص النهائي: جندي يدخل طائرة تابعة لسلاح الجو بقاعدة فونستورف الجوية. المطار في ولاية ساكسونيا السفلى هو المركز اللوجستي للمناورة، حيث سيتم نشر 10000 جندي وحوالي 250 طائرة بحلول 23 يونيو/ حزيران، بينها 70 طائرة من ألمانيا. وطبقا لصحيفة أوغسبورغر ألغماينه (27/4/2023) يبلغ عدد جنود حلف الناتو حوالي 5,8 مليون جندي بينهم 3,4 مليون في الخدمة و1,7 مليون بالاحتياط، وأكثر من 700 ألف بقوات شبه عسكرية.
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture-alliance
مكان التدريبات
على الهاتف الذكي يعرض تطبيق "فلايترادار" 24 مسار رحلة طائرة عسكرية هولندية فوق ولاية مكلنبورغ-فوربومرن، التي قامت بعدة دورات فوق فيسمار وغوستروف وشفيرين. تدور أحداث مناورات "إير ديفندر 23" فوق أجزاء من شمال ألمانيا وشرقها وجنوبها وغربها وكذلك فوق بحري الشمال وبحر البلطيق.
صورة من: Jens Büttner/dpa/picture-alliance
تأثير على حركة الطيران المدني
خُطط لـ 2000 طلعة جوية خلال أيام التدريب العشرة، لكن هذه الطلعات الجوية لها تأثيرات على حركة الطيران المدني. فقد أُغلقت أجزاء من المجال الجوي الألماني بشكل متكرر بسبب المناورات. هنا، في الصورة، شاشة عرض الرحلات في مطار هامبورغ وقد أظهرت بالفعل العديد من الرحلات المتأخرة والملغاة في اليوم الأول لانطلاق المناورات. ولا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر المناورة الرئيسية على حركة الطيران المدني.
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture-alliance
تحت المراقبة
عند السياج الحدودي لقاعدة شليسفيغ الجوية يقف متفرجون ويشاهدون طائرة مقاتلة من طراز تورنادو. لم يكن لتدريبات القوات الجوية أي عواقب على الركاب في المطارات في فرانكفورت على نهر ماين وكذلك مطارات برلين ودوسلدورف ونورمبرغ وكولونيا- بون. ومع ذلك تتوقع شركات الطيران المدني زيادة الاضطرابات في حركة الطيران خلال الأيام القليلة المقبلة.
صورة من: Gregor Fischer/dpa/picture-alliance
اليسار يرفع "رمز السلام" احتجاجا على المناورات
المشاركون في مظاهرة نظمها حزب اليسار الألماني احتجاجاً على التدريبات العسكرية، يشكلون علامة "رمز السلام". يريد الجيش الألماني أيضاً تجنب وقوع استفزاز من جانب روسيا، حيث قال قائد القوات الجوية الألمانية إنغو غيرهارتس: "نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان عدم تصعيدها". على سبيل المثال لن تكون هناك طلعات جوية باتجاه مدينة كالينينغراد الروسية على بحر البلطيق.
صورة من: /dpa/picture-alliance
"رسالة واضحة"
ترى إيفا هوغل، مفوضة الجيش الألماني في البرلمان الألماني "بوندستاغ"، أن مناورات "إير ديفندر 23" هي رسالة واضحة إلى موسكو. وقالت هوغل خلال تواجدها بمطار فونستورف إن هجوم روسيا على أوكرانيا يظهر مدى أهمية هذه المناورات. بالإضافة إلى ذلك، وصفت السياسية العضوة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي المناورات العسكرية بأنها "إشارة جيدة جدًا" على القدرة الدفاعية لحلف "الناتو". نيلا ينش/ ع.غ/ص.ش
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture-alliance