عامل البناء في ألمانيا: أكثر من مجرد إسمنت مع حجارة
١٣ سبتمبر ٢٠١٦يبدأ العمل في ورشات البناء في الصباح الباكر. إلا أن ذلك لم يكن أبدا مشكلة بالنسبة إلى المتدرب على مهنة عامل البناء مارلون بلاندوف، الذي يمضي الآن مرحلة التدريب المهني لدى شركة تتولى حاليا مشروع بناء مستودع. مهمة مارلون اليوم هي صنع ما يسمى بالسلال، أي أنه لا يحتاج هذه المرة إلى مجرفة، وإنما إلى كماشة يصنع بواسطتها سلالا من قضبان حديدية. بعدها توضع السلال في أعمدة مجوفة يتم ملؤها بالخرسانة. مارلون يعرف أن الأعمدة "لا تصبح مستقرة إلا بالحديد".
ويتدرب مارلون (25 عاما) على مهنة البنّاء منذ سنتين. "جدي كان بنّاء وكذلك عمي. وهكذا لم يكن من الصعب بالنسبة لي أن أكتشف ميلي لهذه المهنة".
وبالفعل حصل على فرصة لتعلم هذه المهنة لدى شركة تتولى بناء البيوت من الألف إلى الياء، لتسلم في النهاية المفاتيح إلى زبائنها. وهكذا يتعلم مارلون كل شيء عن مراحل البناء المختلفة.
أكثر من مجرد صف للحجارة
"يعتقد الكثيرون أن إقامة جدار أمر بسيط. وأنا كنت أعتقد ذلك أيضا. إلا أن الجدران الأولى التي حاولتُ بناءها، كانت مائلة"، كما يتذكر مارلون. لكنه يجيد في هذه الأثناء القيام بجميع الأعمال. وهو يعرف مواد البناء المختلفة وأساليب خلط "المونة" (أو الملاط)، كالإسمنت والرمل وغيرها.
وكما يقول لوتس هولمان، صاحب الشركة التي تقوم بتدريب مارلون، فإنه لا بد من تعرف المتدربين على قواعد مهنتهم النظرية الضرورية كي ينجحوا في الأمور العملية. ولذلك تلقى مارلون في السنة التدريبية الأولى بشكل خاص تعليما نظريا في المدرسة المهنية المختصة.
إكمال التدريب المهني تحضيرا للدراسة الجامعية؟
مارلون يحب عمله في أماكن البناء. "دائما ألقي نظرة أخيرة بعد انتهاء وقت العمل، مستمتعا بتأمل ما أنجزتُه طوال اليوم"، كما يقول. ورغم ذلك، فإنه لا يريد أن يبقى عاملا بسيطا إلى الأبد، وإنما يفكر في تأهيل إضافي يمكنه من العمل كعامل مشرف أو ربما يدرس الهندسة المدنية أو المعمارية، فمارلون يرغب بأن يتمكن يوما ما من تصميم وتخطيط الأبنية بنفسه يوما ما.
لكن ذلك لا يعجيب لوتس هولمان، لأنه يفضل تشغيل مارلون، بعد انتهاء تدريبه المهني، كعامل مشرف في شركته؛ لأن سوق العمل تفتقر إلى عمال بناء ممتازين. ولذلك، فإن الفرص المتاحة لمثل هؤلاء العمال جيدة جدا، كما يقول هولمان، مشيرا إلى أن "أجرة عامل مشرف تبلغ أكثر من 17 يورو في الساعة، أي أنه يحصل شهريا على حوالي ثلاثة آلاف يورو".
وحتى المتدربين في سنة التدريب الثانية يحصلون على أكثر من 800 يورو شهريا. وعليه، فإن مارلون لم يندم أبدا لاختياره مهنة عامل البناء. "أنا مصمم على البقاء في فرع البناء، لأنه فرع اقتصادي مثير"، كما يقول.