مواجهات بين متظاهرين أكراد وأتراك في ألمانيا والسبب عفرين
١١ مارس ٢٠١٨
على خلفية العملية العسكرية التركية في عفرين شهد مطار دوسلدورف الألماني أحداث شغب بين متظاهرين أتراك وآخرين أكراد أسفرت عن إصابات. المظاهرة غير المصرح بها تأتي في إطار سلسلة مظاهرات شهدتها بعض المدن الألمانية مؤخرا.
إعلان
صرحت الشرطة الاتحادية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بأن أحداث شغب وقعت اليوم الأحد (11 مارس/آذار) بين متظاهرين أتراك وآخرين أكراد في مطار دوسلدورف غربي ألمانيا. وكان متظاهرون تجمعوا في مطار دوسلدورف للاحتجاج على هجوم الجيش التركي على منطقة عفرين شمالي سوريا.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية بأنه حسب البيانات الأولية فقد تجمع بعد ظهر اليوم نحو 200 شخص من المحسوبين على إحدى المجموعتين في المطار. ونقل موقع "راينريشه بوست" عن الشرطة الألمانية بأن حوالي 400 متظاهر تجمعوا في المطار دون إخطار مسبق، فيما كانت الشرطة تتوقع مشاركة نحو 150 شخصا. وأشار الموقع إلى حدوث عدة إصابات بسبب رشاشات الفلفل.
من جانبها، ذكرت الشركة المشرفة على المطار، أن حركة الطيران ظلت مستمرة، وقال متحدث إن قطاعا صغيرا في ساحة الإقلاع هو الذي تأثر بهذه المظاهرة التي لم يتم الإخطار بها. وفي محطة قطارات مدينة دوسلدورف المركزية تجمع متظاهرون أكراد، ما أضطر شركة القطارات إلى تحويل مسارات بعض القطارات.
وكانت مدن ألمانية مختلفة شهدت أمس السبت احتجاجات عشوائية على الهجوم العسكري التركي في المنطقة الكردية الواقعة في سوريا. وقد وقعت مصادمات أيضا في مدينة هامبورغ حيث تجمع أكثر من 400 شخص مساء أمس أمام القنصلية الروسية ثم أمام القنصلية التركية، حسبما ذكر متحدث باسم الشرطة اليوم. فقد رشق متظاهرون واجهة القنصلية بحجارة أحدثت أضرارا طفيفة، وكانت الاحتجاجات موجهة ضد المشاركة الروسية في الهجوم العسكري.
وشهدت مدينة كيل شمالي ألمانيا، أمس، مسيرة سلمية شارك فيها عدة مئات في حي كان قد شهد أحداث شغب عنيفة في 2016 بين متظاهرين أكراد وأتراك، وقامت، ليلة أمس، احتجاجات سلمية عفوية ضد الهجمات التركية، في المحطات الرئيسية في زاربروكن وكايزرسلاوترن.
وكانت القوات التركية تقدمت أمس حتى منطقة قريبة من مدينة عفرين، وذلك وفقا لما صرح به ناشطون، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن بضعة مئات الأمتار القليلة تفصل بين القوات التركية والمدينة السورية.
ويشار إلى أن القوات المسلحة التركية بدأت عمليتها العسكرية في منطقة عفرين العشرين من كانون الثان/يناير الماضي تحت اسم "غصن الزيتون" قائلة إنها تستهدف ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تصنفها كإرهابية.
ع.ج.م/أ.ح (د ب أ)
عفرين: نقطة الوصل والفصل بين تركيا وسوريا
تستمر العمليات العسكرية التركية بمنطقة عفرين بشمال سوريا والتي تعتبر المنطقة الأقرب إلى تركيا. فمنذ متى وعفرين نقطة وصل وفصل بين البلدين؟
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
موقع استراتيجي
تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية. تشكل 2% من مساحة سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 1296مترا، يعتبر بجبل كرية مازن (الجبل الكبير) أعلى قممها.
صورة من: Reuters
جغرافيا متنوعة وسكان متزايدون
أرض الزيتون في سوريا، حبتها الطبيعة سهولا وجبالا ونهرا؛ نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويسقي مناطقها الزراعية. بلغ عدد سكانها، قبل الثورة السورية، نصف مليون نسمة تقريبا. لكنه صار أكبر بعد توافد نحو نصف مليون نازح آخر من المدن القريبة، بعد الثورة.
صورة من: David Meseguer
الطبيعة عصب الاقتصاد
تضم عفرين منشآت ومعامل ومصالح تجارية مهمة، كما تتميز الصناعة فيها، باللمسات التراثية والحس الحداثي أيضا. أما بالنسبة للجانب الزراعي، فتعتمد المنطقة على الزيتون وشجر الرمان، إضافة إلى محاصيل العنب والكرز والبطيخ والخيار.
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
تاريخ المدينة
عـام 1922، تـمّ ترسيم الحدود السورية التركية وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسمين: قسـم تركـي، وآخر سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري يأخذ محـلّ مدينة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختيار علـى موقـع مدينة عفرين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
عفرين وأنقرة
تشن تركيا عملية عسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية". تعتبر تركيا وحدات الشعب الكردي فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمرد على الحكومة في أنقرة منذ 1984. في حين يقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
قبل الهجوم
قبل الهجوم بأيام، تبادلت القوات التركية نيران المدفعية مع ميليشيا وحدات حماية الشعب بالقرب من عفرين. وتوقعًا لأي هجوم تركي على مواقع الوحدات في عفرين، انسحب المراقبون العسكريون الروس من منطقة عفرين منذ 19 كانون الثاني /يناير 2018.
صورة من: picture alliance/AA/E. Bozkurt
هجوم عفرين(غصن الزيتون)
العملية العسكرية التي تشنها تركيا والجيش الوطني السوري على مواقع قوات سوريا الديمقراطية. وقالت الخارجية التركية أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق عن تفاصيل عملية "غصن الزيتون" في بيان لها. في حين اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية تهديد تركيا مفاجئ وغير مبرر، وأن هذا الرد يغامر بعودة تنظيم داعش.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. El Halebi
ردود فعل دولية
قال راينر بريول، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة. وترى المملكة المُتحدة أن لتركيا مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها. في حين رفضت مصر العمليات العسكرية التركية في عفرين واعتبرها انتهاكا للسيادة السورية. فرنسا عبرت عن قلقها تجاه ما يحدث في سوريا، ودعت إلى وقف المعارك والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول إلى المنطقة. مريم مرغيش