تنطلق الثلاثاء (17 فبراير/ شباط) مباريات دور ثمن النهائي في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم (تشامبيونزليغ). ومن بين الستة عشر فريقا التي وصلت لهذا الدور هناك أربعة فرق ألمانية اجتازت الدور الأول للبطولة وترغب الآن في مواصلة المشوار وهي: بايرن ميونيخ وشالكه وبوروسيا دورتموند وباير ليفركوزن. نظريا مهمة بايرن ميونيخ هي الأسهل، لكن عمليا، تحسم نتائج المباريات في الملعب.

بايرن ميونيخ والحرب في أوكرانيا

في افتتاح مباريات دور ثمن النهائي يتقابل الثلاثاء (17 فبراير/شباط) بايرن ميونيخ مع مضيفه الأوكراني شاختار دونيتسك. أما فريق شالكه فيستضيف ريال مدريد الأربعاء (18 فبراير/شباط) . بينما يلتقي يوفنتوس تورين الإيطالي مع فريق بوروسيا دورتموند في الـ 24 فبراير/ شباط ويستضيف باير ليفركوزن أتليتكو مدريد في الـ 25 شباط/ فبراير. وتنطلق مباريات العودة في هذه المرحلة بدءا من 10 آذار/ مارس. ومن المعلوم أنه اعتبارا من هذا الدور (ثمن النهائي) تقام المسابقة بنظام خروج المغلوب حتى المباراة النهائية، التي ستقام في ملعب برلين في السادس من يونيو/ حزيران المقبل.

رغم البداية المتواضعة التي ظهر بها بايرن ميونيخ في بداية دور الإياب في البوندسليغا، إلا أن العرض الكروي المدهش الذي قدمه الفريق البافاري يوم السبت (14فبراير / شباط)، والذي دكّ خلاله شباك فريق هامبورغ بثمانية أهداف نظيفة، يؤكد أن بايرن فريق "استثنائي" كما وصفه ماتياس زامر مدير شؤون الكرة في النادي. كما يؤكد أيضا إصراره على حصد أكبر عدد من الألقاب الممكنة في هذا الموسم. لقب التشامبيونزليغ له أهمية خاصة، ويمثل الحصول عليه المهمة الأصعب، كما أنه من المؤكد أن فريق شاختيار دونيتسك ليس هو هامبورغ! وصرح توماس موللر هداف بايرن ميونيخ لمجلة "كيكر الألمانية" بأن لديه "شعور غريب" تجاه مباراة شاختيار. وهذا الشعور نابع من أن مدينة دونيتسك معقل شاختيار التي تقع في شرق أوكرانيا تعيش حاليا ظروف حرب بين الانفصاليين المواليين لروسيا والجيش الأوكراني. ورغم إعلان توقف إطلاق النار مساء السبت الماضي إلا أن المباراة تمن نقلها إلى "ليفيف" في غرب أوكرانيا، أي بعيدا عن دونيتسك بحوالي ألف كيلومتر.

شالكه بحاجة إلى "أداء سحري"

أما فريق شالكه، فيبدو أن مهمته صعبة للغاية في دور ثمن النهائي، ويحتاج إلى "أداء سحري" للتأهل إلى دور ربع النهائي، فهو يستضيف ريال مدريد الأسباني (حامل اللقب) بكامل نجومه. لقاء يذكر بمواجهة مماثلة جرت في الدور ذاته الموسم الماضي وشهدت فوز ريال مدريد بتسعة أهداف مقابل هدفين لشالكه في مجموع مباراتي الذهاب والعودة. وبحسب أداء ريال مدريد الأخير في الدوري المحلي، يرى كثير من المراقبين أنه رغم تصدر الفريق الملكي الليغا الإسبانية، إلا أنه ليس في أحسن حالاته، فقد خسر أمام أتليتكو مدريد (صفر/ 4)، ورغم فوزه على ديبورتيفو لاكورونيا بهدفين نظيفين إلا أن أدائه كان متواضعا. وعلى شالكه أن يحقق نتيجة طيبة في مباراة الأربعاء، لأن مباراة العودة ستكون في مدريد وأمام 100 ألف متفرج.

أمل دورتموند في التعويض

وتستكمل مباريات مرحلة ذهاب دور ثمن النهائي الأسبوع المقبل وفيها مشاركتان ألمانيتان: حيث سيذهب بوروسيا دورتموند لملاقاة مضيفه يوفنتوس تورين الإيطالي. ومنذ بداية الموسم ونتائج دورتموند محليا مخيبة للآمال، فهو يسعى للهروب من شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية، بعدما كان الفريق في السنوات الماضية إما حاصدا للقب أو منافسا عليه. لكن دورتموند يسعى الآن لمصالحة جماهيره بعد الفوزين الأخيرين في البوندسليغا، ما يدفع الكثير من المراقبين إلى تفسير هذا الصحوة على أنها استعداد للمواجهات الأوروبية. مع العلم بأن يوفنتوس هو متصدر الدوري الإيطالي حاليا، وفي أحسن حالاته.

أما فريق باير ليفركوزن فمهمته لا تقل صعوبة عن مهمة شالكه، إذ يستضيف أتليتكو مدريد الأسباني وصيف بطل المسابقة في الموسم الماضي. والفريق الاسباني قوي ومتجانس وصاحب خبرة. وينبغي أن يرتفع أداء ليفركوزن من مستوى المتوسط إلى مستوى أرفع، إن كان يرغب في عدم توديع البطولة مبكرا.

سان جيرمان يلتقي تشيلسي مجددا

وفي دور ثمن النهائي لأبطال أوروبا أيضا يستضيف فريق باريس سان جيرمان فريق تشيلسي الانكليزي، في مواجهة هي الثالثة بين الفريقين في دوري أبطال أوروبا، الأولى كانت في مرحلة المجموعات لموسم ( 2004/2005) والثانية في ربع نهائي الموسم الماضي وانتهت بتأهل تشيلسي على حساب باريس سان جيرمان. ولقاء الغد يعني مواجهة جديدة بين المدربين مورينيو ولوران بلان، ويشهد اللقاء غياب نجوم بارزة في الفريق الباريسي بسبب لعنة الإصابات التي حلت به، حيث يغيب كلّ من يوهان كاباي والمهاجم البرازيلي لوكاس مورا والمدافع ماركينوس والظهير الأيمن سيرجي أورييه.