شدد مسئولون في الاتحاد الأوروبي اليوم على أن دول الاتحاد قدمت حوالي نصف الموارد المطلوبة لتجهيز منظمة شكلت من أجل وقف موجة تدفق المهاجرين غير الشرعيين، كما أشاروا إلى ضرورة تعزيز الجهود لمواجهة هذه الظاهرة. وقال فريسو روسكام ابينج، المتحدث باسم شؤون الهجرة في المفوضية الأوروبية، إن 19 دولة أوروبية قدمت ثماني طائرات و13 هليكوبتر وحوالي 50 زورقا إلى جانب معدات تقنية لمراقبة الحدود. وأضاف روسكام ابينج بعد اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "إذا حصلنا على ضعف هذا سنصبح قريبين من الكمية التي نحتاجها".

ومن جانبه قال وزير الداخلية الألماني فولفجانج شيوبله في مؤتمر صحفي: "يمكننا أن نتوقع فور حلول الربيع أن نواجه مشاكل أخرى من تدفق المهاجرين لذا فمن المهم جدا أن نكون مستعدين للتعامل مع هذه المشاكل". وقال في السياق ذاته: "قمنا بتشجيع الجميع ليجتهدوا أكثر في تقديم مساهماتهم". كما اضاف مسؤول أوروبي آخر أن الزوارق والطائرات والمعدات الأخرى ستوضع تحت تصرف المنظمة الحدودية الأوروبية الجديدة "فرونتكس"، التي قال مديرها للوزراء اليوم الخميس، أنه يحتاج إلى ضعف ما حصل عليه حتى الآن. وقال روسكام ابينج إن فنلندا واسبانيا وايطاليا وألمانيا قدمت معظم الزوارق والطائرات.

الجدير بالذكر أن أكثر من 31 ألف مهاجر غير شرعي وصل إلى جزر الخالدات الإسبانية العام الماضي وهو ستة أمثال الرقم لعام 2005 كما أن إيطاليا ومالطة مستهدفتان بصورة مكثفة. و لقي كثير من المهاجرين حتفهم وهم يحاولون إكمال الرحلة.

أوروبا عازمة على مواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية

أنشئت منظمة "فرونتكس" ومقرها في وارسو في عام 2005 لتنسيق العمليات الحدودية وتدريب حراس الحدود في دول الاتحاد الأوروبي. غير أنه لا يوجد للمنظمة حراس حدود أو زوارق أو طائرات هليكوبتر خاصة بها. وبذل الاتحاد الأوروبي في العام الماضي جهدا كبيرا لتجميع بضعة زوارق وطائرات من أجل القيام بعمليات في البحر المتوسط مما دفع إلى انتقاد انعدام التضامن داخل التكتل في الوقت الذي تتحمل فيه دول الاتحاد الأوروبي الجنوبية العبء الأكبر للهجرة

غير الشرعية. وفي هذا الإطار أعرب شيوبله عن أمله في أن يتفق وزراء الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم القادم في أبريل/ نيسان على تشكيل قوة رد سريع من حراس الحدود الذين يمكن إرسالهم لمساعدة دول الاتحاد الأوروبي على مواجهة التدفق المفاجيء للمهاجرين غير الشرعيين.

وعلى صعيد آخر، أصبحت الهجرة قضية سياسية في العلاقات الأوروبية الإفريقية، حيث يأمل الأوروبيون في أن تقوم الدول الإفريقية بعمل المزيد للمساعدة في منع المهاجرين المحتملين من التوجه إلى أوروبا. كما ثار جدل في الأسبوع الماضي بين أسبانيا وموريتانيا حول من ينبغي أن يتحمل المسؤولية عن سفينة تحمل حوالي 370 مهاجرا إفريقيا وآسيويا غير شرعيين اعترضهم خفر السواحل الاسبان أمام غرب إفريقيا. وقال مسئولون إن المهاجرين نزلوا على الشاطيء في موريتانيا يوم الاثنين الماضي لتقوم الشرطة الأسبانية بفحصهم.