1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مواجهة "داعش" في الفضاء الافتراضي.. الفعالية والهدف الخفي؟

١٥ يوليو ٢٠٢٠

ترافق تحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب على الأرض في سوريا والعراق مع مكاسب أخرى أحرزها التنظيم الإرهابي في نشر سرديته على الإنترنت. مبادرات عربية عدة أطلقت لمواجهة التنظيم في الفضاء الرقمي، ما حالها؟

أشخاص في غرفة التجارة والصناعة دبي وفي  الخلف تظهر ناطحات السحاب.
أشخاص في غرفة التجارة والصناعة دبي وفي الخلف تظهر ناطحات السحاب. صورة من: picture-alliance/AFP Creative/M. Naamani

قبل أقل من خمس سنوات حقق تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حضوراً كبيراً في العالم الرقمي، ما أجبر الحكومة الأمريكية والدول العربية على إعادة التفكير في نهجهم لمواجهة التنظيم الإرهابي في العالم الافتراضي.

هذه الحقيقة دفعت باتجاه إطلاق موجة من المبادرات العربية التي تم بعضها بالتنسيق مع واشنطن. إحدى هذه المبادرات هي "مركز صواب" الإماراتي الذي أطلق في 2015 تحت عنوان "متحدون ضد التطرف"، بهدف دعم جهود التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد التنظيم.

بميزانية تبلغ ستة ملايين دولار وبفريق يزيد عدده عن اثني عشر موظفاً عزز المشروع المشترك أيضاً "تبادل المعلومات مع منظمات الشرطة الدولية عند إبلاغ أحد أفراد العائلة عن قريب تورط بالإرهاب"، حسب تقرير مؤسسة "CRS" البحثية التابعة للكونغرس الأمريكي.

في عام 2017 أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرة جديدة مع ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز متمثلة في "المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف"، أو "اعتدال". وفي ذلك الوقت وضع ترامب مسؤولية مكافحة التطرف وتعزيز "الإسلام المعتدل" على كاهل الحلفاء العرب كالسعودية والإمارات وحتى قطر.

الهدف "كسب رضا الغرب"

يبدو أن النهج الجديد متفاوت من حيث الأداء في أفضل الأحوال وغير فعال في أسوأها. يتابع صفحتي مركز صواب الإنكليزية والعربية على الفيسبوك أكثر من 1.6 مليون متابع، بيد أنه بالكاد يزيد عدد مشاهدات العديد من فيديوهات المركز على يوتيوب على تسع مشاهدات.

في الأول من حزيران/ يونيو 2020 دشن مركز اعتدال "منصة معتدل التفاعلية للمشاركة المجتمعية في مكافحة المحتوى المتطرف على منصات التواصل الاجتماعي". غير أن المنصة لا تزيد عن كونها وسيلة تواصل عبر الانترنت مع ميزة تحميل. ومن غير الواضح أين تذهب تلك المعلومات ومن يتعامل معها.

احتفل مركز "صواب" بوصول عدد متابعيه على شبكات التواصل الاجتماعي إلى ثمانية ملايين، بينما يقول مركز اعتدال إن برمجياته لا تحتاج أكثر من ست ثوان لاعتراض تحميل أي محتوى متطرف.ما عدا تلك الأرقام المقدمة لا يقدم أي من المركزين أي دليل آخر على الفعالية.

تواصلت DW مع المركزين ولم تتلق رداً حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

ومن الشائع أن تلك المبادرات الوقائية يصعب تقيمها، وهو أمر أشارت له وزارة الداخلية الأمريكية.

يقول إيرك روزاند الباحث غير المقيم في معهد بروكينغز، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، إن الأجندة تجاوزت بشكل كبير ما يفعله كل من مركز صواب و"اعتدال"، غير أن بعض الحكومات لم تفعل ذلك، ومن هنا ما زال هناك جمهور وهي وسيلة لكسب رضا العواصم الغربية.

وسيلة للضغط على "الإخوان" والمعارضين؟

مهما يكن من الأمر، وبغض النظر عن الجدل الدائر حول فعالية المبادرات آنفة الذكر وغيرها، فإن بعض الدراسات ترى أنها تهدف لتعزيز هيمنة مفاهيمية حول معنى الإسلام وحتى استهداف المعارضين.

تقرير يعود للعام 2018 من "مركز التقدم الأمريكي" (Center for American Progress) ذهب إلى أن اعتدال وصواب يعملان "لوضع تلك الدول في مركز قيادة الإسلام المعتدل ومكافحة التطرف، وهي سردية يتم تصديرها لكل العالم ولكنها مفصلة للتناغم مع الغرب".

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تلتقي الشيخ محمد بن زايد في البيت الأبيض في 13 مايو/ أيار 2015صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Kaster

وحتى أن مدير "اعتدال" كان قد شدد مرة على أن الإخوان المسلمين كانوا الهدف الرئيسي للمبادرة وأن اعتقال المدونين ومواجهة المواد المناصرة لقطر إحدى المهام الرئيسية للمبادرة، حسب تقرير نشر العام الماضي لـ"مركز حقوق الإنسان" (Center for Human Right) النرويجي الحقوقي.

مهما يكن من الأمر، بينما يتم استغلال بعض المبادرات وإجراءاتها ذات الصلة، فإن أولئك الذين يعملون في هذا الحقل يحاججون أنها تشكل جزءاً من أدوات شاملة لمكافحة التطرف عند استخدامها بالشكل الصحيح.

"مكافحة التطرف في العالم الافتراضي عُملت في الأساس لتحييد فعال للسرديات المتطرفة والدعاية في الانترنت. ومن خبرتي الشخصية فإن الإجراءات لتعطيل التواصل بين الأفراد والخلايا والمنظمات والدخول لصفحاتهم الشخصية ودائرة تخطيطهم العملياتي على الأرجح واحدة من أكثر الأدوات فعالية لتحقيق المزيد من الضغط على تلك الحملات المتطورة للغاية"، يقول توماس أوليفر، وهو ضابط هولندي سابق في مكافحة الإرهاب وخبير في شركة "كابتارا" (Captara) الهولندية الأمنية.

لويس ساندرسو، توم أليسون/خ.س

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW