مواجهة قطر والإمارات – بهارات السياسة تطغى على الرياضة
٢٨ يناير ٢٠١٩منذ إطلاق صافرة نهاية الدور ربع النهائي، وتأهل الأبيض والعنابي إلى المربع الذهبي، بدأ التحضير لهذه الموقعة. ولكن الشحن الإعلامي والجماهيري الموازي لتحضيرات المنتخبين جعل من المباراة مسألة حياة أو موت.
قطر، التي تتعرض لمقاطعة خليجية، تقودها الإمارات والسعودية، اجتازت أول "معركة" رياضية في هذه البطولة، عندما فازت على السعودية بهدفين نظيفين في الدور الأول من البطولة، ولكن تلك المباراة كانت هامشية، كون المنتخبين كانا قد ضمنا التأهل إلى الدور الثاني قبل خوضها.
أما موقعة الثلاثاء (29 يناير/كانون الثاني)، على استاد محمد بن زايد في أبو ظبي، فستكون بحسابات مختلفة؛ فالفائز سيعبر إلى النهائي. نهائي سيكون الأول لقطر في تاريخه، والثاني للإمارات بعد بطولة 1996 على أرضها أيضا.
تشكيلة قطرية شابة قادمة من "أسباير"
نجح المنتخب القطري، بفضل تشكيلته الشابة والقوية، في تقديم أداء عالي المستوى. وأدت الفترة الطويلة التي أمضاها المدرب الإسباني لمنتخب قطر، فليكس سانشيز، مع لاعبيه اليافعين في أكاديمية أسباير، وصولا الى المنتخب الأول، إلى تكوين تشكيلة فاجأت الجميع في كأس آسيا 2019.
يضم سانشيز (43 عاما) في تشكيلته سبعة لاعبين من التشكيلة التي قادها إلى لقب كأس آسيا تحت 19 سنة عام 2014 في ميانمار، ومن بينهم نجم الوسط أكرم عفيف، ومتصدر ترتيب هدافي كأس آسيا الحالية، المعز علي، برصيد سبعة أهداف، الذي يعتبر من أبرز مكامن القوة لدى العنابي. ومن المتألقين أيضا عبد الكريم حسن، أفضل لاعب آسيوي. فيما سيفتقد المنتخب لنجميه بسام الرواي وعبد العزيز حاتم.
العنابي هو المنتخب الوحيد في هذه البطولة الذي حقق خمسة انتصارات متتالية دون أن تهتز شباكه، وذلك للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته، التي حصد فيها تأهلين يتيمين إلى ربع النهائي في 2000 و2011. انتصارات قطر كانت على حساب لبنان وكوريا الشمالية والسعودية، في الدور الأول، ثم على العراق في دور الـ16، قبل المفاجأة الأكبر بإقصاء كوريا الجنوبية في ربع النهائي. وسجل لاعبو العنابي 12 هدفا، فيما حافظ حارسه سعد الشيب على نظافة شباكه.
أداء إماراتي متصاعد
أما مستضيف البطولة، الأبيض الإماراتي، فقدم بداية بطيئة، فقد كان على وشك الهزيمة في المبارة الافتتاحية ضد البحرين، لولا ضربة الجزاء المتأخرة لأحمد خليل، لينتهي اللقاء بهدف لمثله، ثم الفوز على الهند بهدفين نظيفين، قبل السقوط في فخ التعادل مجددا أمام تايلند بهدف لمثله أيضا.
وفي دور الـ16، كادت الإمارات أن تودع البطولة أيضا، ولكنها نجت من مطب قرغيزستان، لتفوز بعد التمديد بثلاثة أهداف لهدفين. المباراة الأفضل للإمارات كانت في ربع النهائي، عندما تغلبت على حاملة اللقب أستراليا، بهدف نظيف. هذا الأداء المتصاعد، جعل الإماراتيين يتفاءلون في قدرة منتخبهم على تحقيق الفوز في نصف النهائي.
المدرب الإيطالي للأبيض، ألبرتو زاكروني (65 عاما)، تعرض لانتقادات حادة، وخصوصا في بداية البطولة، ولكنه يبدو غير آبهٍ بها، حيث قال: "لا أتكلم العربية ولا أقرأ انتقادات الشارع الرياضي أو النقاد والمحللين". وأضاف: "تركيزي وعملي منصبان على معايشة اللاعبين في التمارين اليومية وقراءة الفريق الخصم وخصوصا الأداء الهجومي لفريقنا". ويعتمد زاكروني على الحس التهديفي العالي لدى نجمه علي مبخوت، وتألق الحارس خالد عيسى.
الجمهور إماراتي
المقاطعة (أو الحصار كما تسميه قطر)، منع الجماهير القطرية من حضور البطولة وتشجيع منتخبها على المدرجات. فقط بضعة مئات من العُمانيين ساندت المنتخب القطري في ملاعب البطولة. ولكن حتى هؤلاء يبدون غير قادرين الآن على حضور مباراة نصف النهائي، بعد شراء مجلس أبو ظبي الرياضي جميع التذاكر المتبقية للمباراة ومنحها لجماهيره التي وقفت الأحد في طوابير للحصول عليها.
وفي ظل التراشق الإعلامي الصاخب بين الجماهير الإماراتية والقطرية على وسائل التواصل الاجتماعي، غرّدت شرطة أبوظبي بدعوة "الجمهور إلى التحلي بالأخلاق الرياضية".
ولكن هذه الدعوة لم تلقَ آذانا صاغية. ويُخشى أن يأتي التصعيد الأكبر عقب إطلاق الحكم المكسيكي سيزار أرتورو راموس لصافرة النهاية.
فلاح آلياس