مواطن ألهمت الأدباء الألمان
١٦ أغسطس ٢٠٠٩منطقة الروبين في ولاية براندينبورغ بشرق ألمانيا منطقة تجعل الأذهان تحلق في الآفاق، وتثير الخيال. وبدون دعايات مكلفة يتوجه كثيرون من السياح كل عام إلى هذه المنطقة؛ فالدعاية لزيارتها متوفرة بالمجان في أدبها العالمي.
إذ إن الأديب تيودور فونتانه (1819 - 1898)، الذي ولد وترعرع في مدينة نويروبين، وصف جمال منطقة مسقط رأسه في كتب عديدة، فمجموعة أعماله التي تحمل عنوان" رحلة خلال مارك براندينبورغ Wanderungen durch die Mark Brandenburg " تعتبر دليلا سياحيا للمنطقة بأسلوب أدبي رائع؛ فقد وصف فيها القصور والأديرة والمناظر الطبيعية، كما وصف سكانها وعرض تاريخها. وإلى ذلك، تتاح الفرصة لزائري من محبي فونتانه، لدخول منزله والتعرف أكثر على حياة هذا الأديب. وقد شكلت الانطباعات والمعلومات التي اكتسبها عبر تلك الرحلة، الأساس لرواياته الكبيرة التي كتبها فيما بعد؛ أمثال إيفي بريست وشتيشلين.
كالف ملهمة هيرمان هيسه
ولاقتفاء آثار أديب آخر كان من الفائزين بجائزة نوبل للأدب يمكن التجول في مدينة كالف الألمانية في شمال منطقة الغابة السوداء (شفارتسفالد)، التي وصفها مؤلف رواية "ذئب البراري"، الشاعر والكاتب هيرمان هيسه (1877 - 1962) ، بأنها بيته. وبالفعل، ففي هذه المدينة يمكن مشاهدة الكثير من الأماكن التي وردت في مذكراته، كما يمكن جمع معلومات قيمة عن حياته وعمله، إذ إن "متحف هيرمان هيسه" يضم مجموعة كبيرة من مقتنيات هيسه. وفي هذا المتحف يتمكن إدراك السبب في أن هيسه كان يهوى الرحلات ويتحمس للتعرف على الثقافات الأجنبية، وكذلك يمكن اكتشاف السبب في أن أعماله الأدبية وجدت العديد من القراء المتحمسين في كل مكان في العالم.
دوسلدورف منبع عبقرية هاينه
في القرن التاسع عشر قام الشاعر الكبير هاينريش هاينه (1797 - 1856) برحلة أدبية جاب فيها أنحاء ألمانيا. بدأ الشاعر رحلته بمحاذاة نهر الراين حيث ذهب إلى مدينة كولونيا، ثم عبر غابة التويتوبورغ Teutoburger Wald، وبعدها تجول في مناطق ألمانية أخرى حتى وصل إلى هامبورغ، حيث زار والدته، واستمتع بأطايب خيرات البحر. ورغم أن مسقط رأس هاينه، مدينة دوسلدورف لم تكن ضمن رحلته الأدبية، غير أن زيارة متحف هاينه فيها تعتبر اليوم من الزيارات الضرورية لعشاق الأدب.
م.ح / دويتشه فيله
مراجعة: سمر كرم