1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موجة التعاطف مع حزب الله تهدد بتزايد خطر الإرهاب العالمي

دويتشه فيلله + وكالات (ع. م)٢٥ يوليو ٢٠٠٦

تزداد المخاوف لدى المحللين والسلطات الأمنية الغربية من وقوع عمليات انتقامية ضد المصالح الغربية بعد الارتفاع الملحوظ في شعبية حزب الله وتنامي التطرف وروح الانتقام نتيجة لموجة التعاطف مع حزب الله ومعاناة الشعب اللبناني

مخاوف من ولادة مرجعية جديدة على غرار القاعدة؟صورة من: AP Graphics

بعد "مستنقع العراق" الذي وقعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وتحوله إلى بؤرة للإرهاب العالمي والتطرف الديني نتيجة للفوضى الأمنية، تلوح في الأفق بوادر جديدة تنذر بتكون أرضية خصبة لنمو بؤرة وربما بؤر جديدة للإرهاب العالمي على خلفية الحرب الدائرة في لبنان بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل. وفي هذا السياق يقول الخبراء السياسيون أن دعم الإدارة الأمريكية الواضح للهجمات العسكرية الإسرائيلية على لبنان قد يزيد من العداء لأمريكا في المنطقة، ويشجع على تنامي ظاهرة التطرف، وربما يقود في أسوء الاحتمالات إلى شن موجه جديدة من الهجمات الإرهابية على أهداف أمريكية وغربية كرد فعل انتقامي. كما يسود الاعتقاد بأن حزب الله، الذي ينظر له الآن من قبل الكثير من العرب والمسلمين المغبونين على أنه رمز للمقاومة، ربما يتحول إلى "ظاهرة" قد تشكل مرجعية وقدوة للإرهاب لا تقل خطورة عن المرجعية التي يمثلها نظيم القاعدة الإرهاب. وعلى على ذلك تشير تزعم تقارير استخباراتية أن قدرة حزب الله على القيام بعمليات في الخارج، مما يعني أن حزب الله قد يشكل "قنبلة موقوتة" ستنتشر شظاياها في حال انفجارها في جميع الاتجاهات.

خطر تنامي التطرف وروح الانتقام

موجة التعاطف مع حزب الله تهبه أرضية شرعية جديدةصورة من: AP

يعتقد بعض المحللين بأن هجوم إسرائيل على حزب الله دعم كثيرا صورة الحزب وسط الشعوب العربية وأعادته إلى واجهة الأحداث في المنطقة، مشيرين إلى أنه بالنسبة للشارع العربي المحبط من عجز حكوماته وتغييب آليات العمل العربي المشترك ومن تواطؤ المجتمع الدولي إزاء ما تقوم به إسرائيل سيظهر حزب الله باعتباره بطلا وسيزيد من شعبيته، لاسيما بعد أن وجه الحزب ضرباته الصاروخية "الجريئة" ـ من منظور الشارع العربي ـ في العمق الإسرائيلي مسببا صدمة نفسية للمدنيين الإسرائيليين وللدولة العبرية ومحطما أسطورة جيشها الذي لا يقهر. ومن جانبها اعتبرت أمل سعد غريب، الأستاذة في الجامعة الأميركية في بيروت، أن "الهجوم الإسرائيلي الحالي منح حزب الله من دون قصد فرصة الإثبات انه القوة الوحيدة القادرة على مواجهة إسرائيل". وأضافت غريب، التي وضعت مؤلفا عن حزب الله، أن الأخير "يريد أن يكون "مصدر وحي ومثال شجاعة في مواجهة إسرائيل، بخلاف الأنظمة العربية التي تحالفت مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

وووفقا لآراء غالبية المحللين فإنه من المتوقع أن تتزايد ظاهرة التطرف والانتقام في منطقة الشرق الأوسط، علاوة على مجمل نشاطات الجماعات الإرهابية. وتجادل واشنطن بأنها تدعم جهودا طويلة المدى ضد الإرهاب في المنطقة رافضة، مع تل أبيب، فكرة إجراء مفاوضات مع حزب الله الذي تقول انه منظمة "إرهابية" والمسئول عن اندلاع النزاع الدائر في لبنان. غير أن غالبية المراقبين ترى أن هذه الرؤية الأمريكية ـ والغربية أيضا ـ لا تأخذ الأهداف الوطنية لحزب الله بعين الاعتبار، لذلك يتوقع المحللين العاملين لدى أجهزة الأمن الغربية تزايد العداء للغرب وتزايد خطر وقوع "إرهابية انتقامية"، ليس بالضرورة من قبل أعضاء حزب الله، ولكن من قبل أشخاص يعتريهم الغضب بسبب ما يجري في المنطقة.

هل يصبح حزب الله ظاهرة عالمية ؟

ستشهد الساحة بروز "ظاهرة حزب الله"؟صورة من: AP

وسارع بعض الخبراء وكذلك المسئولين الإسرائيليين إلى الزعم بأن لحزب الله "خلايا نائمة" في العالم، فيما وضعت إسرائيل، بعثاتها الدبلوماسية في الخارج في حالة تأهب قصوى. وحذر جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية من أن حزب الله بدأ بتنشيط خلايا نائمة في الخارج، فيما زعم محللون إسرائيليون بأن لدي الحزب "إمكانيات للعمل في كافة أنحاء العالم" وخططا جاهزة معتبرين بأن الحزب قد يلجأ لها إذا ما شعر بضغوط قوية في لبنان. ومع عدم استبعاد الغرض التحريضي لهذه المزاعم الإسرائيلية وتأليب العالم على حزب الله الذي تعتبره الدول الغربية "منظمة إرهابية"، فإن الكثير من الحكومات الغربية تأخذ هذه التحذيرات محمل الجد حيث بدأت دولا غربية بإجراءات احتياطية منها القيام بالفحص الأمني الدقيق لتقليل ما تسميه السلطات في هذه الدول "خطر تسرب عملاء كامنين لحزب الله " إلى أراضيها وسط صفوف النازحين. كما زادت السلطات من يقظتها تجاه الجماعات الإسلامية. في هذا السياق حذر وزير الداخلية الألماني فولفجانج شويبله من تنامي خطر الهجمات الإرهابية في ألمانيا معبرا عن قلقه من أن تؤدي الحرب الدائرة في المنطقة إلى تقوية التطرف لدى بعض الجماعات الإسلامية. وأشار السياسي الألماني المخضرم إلى أن استمرار الحرب سوف يقود إلى زيادة مخاطر وقوع هجمات إرهابية، كما كشف عن وجود 900 من التابعين لحزب الله في ألمانيا و300 لحركة حماس.

خطر تحالف شيعي ـ شيعي

مخاوف من ولادة مرجعية جديدة على غرار القاعدةصورة من: AP

ويسود الاعتقاد لدى المختصين في دراسة ظاهرة الإرهاب العالمي بأن الحرب على حزب الله الشيعي قد تثير مشاعر الشيعة في العراق بوجه خاص وفي المنطقة عموما وتخلق موجة عداء لأمريكا والغرب لدى هذه الطائفة التي ظل جزء منها حتى الآن، على الأقل في العراق، محايدا تجاه واشنطن مقارنة بالطائفة السنية، كما تعزز هذه الحرب من حجة الجزء الآخر من الشيعة الذين اظهروا عدائهم لأمريكا مثل التيار الصدري في العراق. ويمكن قراءة ذلك الموقف من خلال المظاهرات التي عبر فيها الشيعة العراقيون عن تضامنهم مع حزب الله وإدانتهم لإسرائيل وأميركا. ولعل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي تشهد بلاده مسلسلا من العنف الدموي المستمر كان أكثر حساسية للانعكاسات السلبية المتوقعة للحرب القائمة حاليا في المنطقة، لاسيما على بلاده ذات التركيبة السياسية والطائفية المعقدة والممتدة إلى خارج الحدود. وأعرب المالكي عن قلقه وخشيته من يؤدي ما يجري في لبنان إلى إعطاء دفع كبير للتطرف وان يوجه رسالة سلبية إلى جميع الذين يريدون السلام، حسب تعبيره، مشير إلى أن ما يجري في لبنان "سيزيد من الإرهاب والتطرف".

ويقول مسئولون ومحللون غربيون في مجال الإرهاب ان هناك اعتقادا واسع النطاق بأن القتال في الشرق الأوسط قد يصبح عاملا يدفع أيضا الجماعات السنية التي يلهمها إسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة والتي تكره حزب الله بطبيعة الحال، لتحاول استغلال الغضب في المجتمعات العربية. في هذا السياق قال مايكل شوير مسئول مكافحة الإرهاب السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية: "حتى تنظيم القاعدة نفسه ربما يكون مستعدا للقيام بهجوم إرهابي وقد يختار استخدامه الآن".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW