موجة انتقادات ضد تركيا لاعتقال مراسل صحيفة ألمانية
٢٨ فبراير ٢٠١٧
بعد صدور قرار بحبس صحفي تركي يعمل لصحيفة ألمانية على ذمة التحقيق، صدرت اليوم انتقادات من "منظمة العفو الدولية" ومدير "منظمة مراسلون بلا حدود" للإجراء. وبالمثل انتقدت ميركل ووزير خارجيتها الإجراء التركي.
إعلان
انتقدت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان إصدار السلطات التركية أمر اعتقال بحق الصحفي الألماني-التركي دينيس يوجيل في تركيا. وقال خبير الشؤون التركية في المنظمة، أندريف جاردنر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن أمر الاعتقال "غير مقبول". وقال جاردنر إن هذه حالة أخرى من حالات اتهام صحفيين عبر قانون مكافحة الإرهاب بسبب كتابة مقالات نقدية، مضيفاً أن التطبيق "المفرط والتعسفي" لهذا القانون ضد الصحفيين صار "مشكلة مزمنة في تركيا".
كما وصف مدير منظمة "مراسلون بلا حدود" في ألمانيا، كريستيان مِر، الادعاءات المنسوبة إلى يوجيل بأنها "سخيفة" ودعا إلى إطلاق سراحه فوراً وكذلك جميع الصحفيين المعتقلين حالياً في تركيا.
من جانبها وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحكم الذي أصدره القاضي بأنه "قاس ومخيب للآمال". وقالت ميركل في برلين: "هذا الإجراء قاس بشكل مفرط خاصة بالنظر إلى أن دينيس يوجيل سلم نفسه إلى المحاكم التركية وجعل نفسه متاحاً للتحقيق".
وبالمثل انتقد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل، بشدة قرار القاضي. وقال غابريل مساء الاثنين خلال زيارته للعاصمة الإيطالية روما، إن قرار حبس يوجيل "مفرط في قسوته ما يجعله أيضاً غير مناسب". وأضاف أن القرار "لم يراع القيمة الديمقراطية الكبيرة لحرية الصحافة والرأي، ولم يراع أن يوسيل سلم نفسه طوعاً للقضاء التركي، وأعلن استعداده التواجد بشكل كامل لإجراء التحقيق". وتحدث السياسي الألماني عن "أوقات صعبة للعلاقات الألمانية التركية"، مشيراً إلى أن واقعة يوسيل "تلقي الضوء على الاختلافات الموجودة بشكل واضح لدى بلدينا في كيفية تطبيق مبادئ سيادة القانون وفي تقييم حرية الصحافة والرأي".
وكان قاض تركي أمر مساء أمس الاثنين بحبس الصحفي الذي يعمل مراسلاً لصحيفة "فيلت" الألمانية في السجن على ذمة التحقيق عقب 13 يوماً على احتجازه من قبل الشرطة. ويواجه الصحفي اتهامات بـ"الترويج لتنظيم إرهابي وإثارة الفتن".
خ.س/ح.ز (د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.