تعاني البرازيل حاليًا من موجة حر شديدة غير مسبوقة، حيث تم تسجيل درجات حرارة تفوق 62 درجة مئوية في بعض المناطق. وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت تحذيرات من أن هناك "احتمالا كبيرا" بأن يشهد عام 2024 درجات حرارة غير مسبوقة.
إعلان
تم تسجيل درجة حرارة محسوسة تجاوزت 62 درجة مئوية في مدينة ريو دي جانيرو على الساحل البرازيلي، وهو رقم قياسي جديد يزيد عن الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في شهر نوفمبر الماضي. ويُعتبر هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة تحدياً كبيراً للسكان ويشكل خطراً على الصحة العامة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل درجة حرارة محسوسة تجاوزت 63 درجة مئوية في منطقة غواراتيبا بغرب ريو دي جانيرو، وهي أعلى درجة حرارة محسوسة تُسجل في المنطقة منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2014. وتشير هذه الأرقام إلى أن موجة الحرارة الحالية تفوقت حتى على درجات الحرارة القياسية التي سجلت في بداية فصل الصيف في شهر نوفمبر الماضي.
تُعتبر درجة الحرارة المحسوسة نتيجة تأثير العوامل المختلفة مثل الإشعاع الشمسي، ونسبة الرطوبة في الهواء، واتجاه الرياح، وليس فقط درجة الحرارة الفعلية. وتُحسب الدرجة المحسوسة بناءً على هذه العوامل، حيث تزيد درجة الحرارة المحسوسة كلما زادت درجة الحرارة الفعلية ونسبة الرطوبة. وتمثل الحرارة المحسوسة مؤشرًا هامًا للتأثير الذي يمكن أن تكون له الحرارة على الصحة والراحة البشرية.
تشكل الموجة الحارة الحالية تحدياً خطيراً للصحة العامة، حيث يصبح من الصعب على الجسم الحفاظ على درجة حرارة ثابتة. وعندما ترتفع درجة حرارة الجسم إلى مستويات عالية جداً، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى حالات طارئة وخطيرة تشمل الإجهاد الحراري والضربات الشمسية.
وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت الثلاثاء تحذيرات من أن هناك "احتمالا كبيرا" بأن يشهد العام 2024 درجات حرارة غير مسبوقة بعدما اختتم العام الماضي عقدا كان الأكثر حرا على الإطلاق، ما يدفع الكوكب "إلى حافة الهاوية".
وأعلنت الأمم المتحدة أن العقد المنصرم كان الأكثر حرا على الإطلاق ما تسبب في تأثيرات مناخية خطرة مثل ذوبان أنهر جليدية وارتفاع درجات حرارة المحيطات بشكل غير مسبوق في عام 2023.
وأظهر تقرير صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أن أرقاما قياسية حُطِّمت مثل مستويات الغازات الدفيئة ودرجات حرارة المساحة السطحية ومعدلات المحتوى الحراري وتحمض المحيطات وارتفاع مستوى سطح البحر ونطاق الطوف الجليدي في القطب الجنوبي وتراجع الأنهار الجليدية.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الكوكب "على حافة الهاوية" فيما "التلوث الناجم عن الوقود الأحفوري يسبب فوضى مناخية غير مسبوقة". لكنه أضاف "ما زال هناك وقت لإنقاذ البشرية والكوكب" لكن يجب التحرك "الآن".
ع.أ.ج (أ ف ب)
الجفاف في حوض البحر المتوسط - واقع مرير وخسائر فادحة
يسود جفاف شتوي كبير في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وتعم مخاوف من استفحال الجفاف مع بداية قدوم الربيع وارتفاع درجات الحرارة ما سيؤثر سلبا على السكان هناك وحتى على الحيوانات.
صورة من: PAU BARRENA/AFP/Getty Images
تأثير الجفاف على المحاصيل
البرتقال في صقلية هذا العام أصغر بكثير من المعتاد. بعض الثمار تجف حتى قبل أن تنضج . السبب هو نقص المياه في الجزيرة الواقعة جنوب إيطاليا: فقد أعلنت السلطات حالة الطوارئ بسبب الجفاف في بداية فبراير/شباط.
صورة من: ALBERTO PIZZOLI/AFP
جفاف في المغرب
ليست أوروبا هي المتأثرة فقط. فالنباتات في المغرب تواجه جفافا ونقصا في مناسيب المياه أيضا.
وفقًا لبيانات برنامج المراقبة الأوروبي Copernicus، تعاني مناطق من أوروبا وشمال أفريقيا من الجفاف. ويظهر هذا الجفاف في أجزاء واسعة من منطقة البحر الأبيض المتوسط. وبعد موجات الحر الهائلة في صيف 2023، لم تهطل كميات الأمطار الشتوية المأمولة في معظم الأماكن.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/Getty Images
البحث عن طعام
بقرة تبحث عن قش في صقلية. يعاني المزارعون بسبب نقص الطعام المتوفر للماشية. في ربيع عام 2023، اجتاحت العواصف الجزيرة ودمرت أجزاء كبيرة من محصول القش. منذ ذلك الحين، شهدت الجزيرة قلة في هطول الأمطار. السبب يعود إلى التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.
صورة من: ALBERTO PIZZOLI/AFP/Getty Images
مواجهة الجفاف
مزارع يمد أنابيب الري في حقل لزرع البطاطا في برشيد، إحدى المناطق الزراعية الرئيسية في المغرب. الجفاف هناك له تأثيرات سيئة جدا، كما هو الحال في جنوب إيطاليا وإسبانيا والجزائر وتونس. في العام الماضي، كانت الخسائر في المحاصيل كبيرة. في عام 2023، تأثر 31.3% من منطقة البحر الأبيض المتوسط بالجفاف.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/Getty Images
المناطق الخضراء اختفت بفعل الجفاف
النظرة من الفضاء توضح الأمور أكثر: في الشهور الشتوية الممطرة تكون المناطق حول الدار البيضاء في المغرب عادة خضراء وخصبة بدلاً من أن تكون جافة وبنية اللون. بالإضافة إلى الجفاف ترتفع درجات الحرارة وتتجاوز بكثير المعدل المتوسط. في شهر فبراير/ شباط، ارتفعت الحرارة إلى 37 درجة مئوية. ويعيش المغرب الجفاف للعام السادس على التوالي.
صورة من: NASA Earth/Zumapress/picture alliance
قطف ما هو صالح من الثمار
في تونس، الوضع صعب أيضًا: يمكن لهذه الفلاحة قطف بعض الزيتون الصالح فقط. 2023 تراجع إنتاج الزيتون، وهو أحد القطاعات الزراعية الرئيسية في البلاد، بنسبة تقدر بحوالي 30 في المائة. الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة هي أيضًا سبب في هذا الانخفاض. كان يناير الماضي وفقًا لبرنامج Copernicus، أدفأ شهر يناير على مستوى العالم منذ بداية السجلات.
صورة من: Yassine Gaidi/Andalou/picture alliance
شتاء دافئ
حمام الشمس في الشتاء: عاشت إسبانيا أيضًا في عام 2024 أدفأ شهر يناير في تاريخ البلاد. في بعض المناطق مثل مالقة، ارتفعت درجة الحرارة إلى ما يقرب من 30 درجة مئوية - درجات حرارة مثل هذه هذ يتم تسجيلها فقط ابتداء من يونيو/ حزيران.
صورة من: Europa Press/abaca/picture alliance
الجفاف يمتد
كاتالونيا في إسبانيا أيضًا تعاني من نقص المياه: في بحيرة فيلانوفا دي ساو ربطت القوارب على اليابسة. بعد ثلاث سنوات من الجفاف انخفضت مستويات مياه إحدى أهم السدود لتوفير مياه إقليم برشلونة الكبير إلى أقل من أربعة في المئة. إنه أدنى مستوى في تاريخ البحيرة. تم الإعلان عن حالة الطوارئ في كاتالونيا أيضًا، وتم تقييد استهلاك المياه.
صورة من: PAU BARRENA/AFP/Getty Images
لا يوجد ماء في الأفق
في بداية فبراير، جف مجرى نهر أغلي (Agly) في جبال البيرينيه الفرنسية تقريبًا تمامًا. ولا توجد آمال كبيرة لهطول الأمطار. يتوقع الخبراء ارتفاع درجات الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال ربيع 2024، مع توقعات بكمية ثلوج قليلة في الجبال والتي يمكن أن يؤدي ذوبانه إلى زيادة في مستوى الأنهار. (اعداد: نيلي غينش ـ أعده للعربية: علاء جمعة)