ندد عدد من المسؤولين الغربيين بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي اعتبرت "معاديةً للسامية"، بعدما أشار في خطاب إلى أن الدور الاجتماعي لليهود وخصوصا في القطاع المصرفي يقف وراء المذابح التي شهدتها أوروبا في السابق.
إعلان
في تصريح لصحيفة "دي فيلت" في عددها الصادر اليوم (الأربعاء الثاني من مايو/ ايار 2018) قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "تتحمل ألمانيا مسؤولية أكثر الجرائم فظاعة في تاريخ البشرية". وأضاف "يظل تذكر الهولوكست بمثابة تذكير وتكليف بالرد بحزم على أي شكل من أشكال العداء للسامية".
وندد الاتحاد الأوروبي من جهته بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بخصوص المحرقة النازية. ووصفها بأنها "غير مقبولة". وفي لغة حادة للغاية، قالت خدمة العمل الأوروبي الخارجي في بيان "الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 30 أبريل / نيسان تضمن تصريحات غير مقبولة عن سبب الهولوكوست (المحرقة النازية) وشرعية إسرائيل". وأضاف البيان "مثل هذا الخطاب سيستفيد منه فقط الذين لا يريدون حل الدولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مرارا وتكرارا".
وأوضحت هيئة الاتحاد الأوروبي للعمل الخارجي "معادة السامية لا تشكل تهديدا لليهود فحسب بل تهديدا رئيسياً لمجتمعاتنا المنفتحة والمتحررة". وأضافت "يظل الاتحاد الأوروبي متمسكا بالتصدي إلى أي شكل من أشكال معاداة السامية وأي محاولة للتغاضي عن الهولوكوست أو تبريره أو التقليل منه".
ويذكر أن محمود عباس قال الاثنين خلال افتتاحه اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني إن "معاداة السامية في أوروبا نشأت ليست بسبب الدين اليهودي"، واستخدم أقوالا للفيلسوف الألماني كارل ماركس بأن "المكانة الاجتماعية لليهود في أوروبا وعملهم في قطاع البنوك والتعامل بالربى أدى الى اللاسامية التي أدت الى مذابح في أوروبا".
واتهمت وزارة الخارجية الاسرائيلية من جهتها عباس، الأربعاء بتأجيج "الكراهية الدينية والوطنية ضد الشعب اليهودي وإسرائيل"، فيما اعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات أنه "لا يمكن بناء السلام على هذا النوع من الأسس".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون "إن معاداة السامية التي طرحها عباس صارت صادمة أكثر لأنه يطرح نفسه على أنه يريد تحقيق السلام مع إسرائيل".
وكتب السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وهو يهودي على حسابه على تويتر في وقت متأخر مساء الثلاثاء أن "ابو مازن وصل الى مستوى متدن جديد فهو يعزو قضية مذابح اليهود التي حدثت على مر السنين لسلوكهم الاجتماعي المتعلق بالفوائد والبنوك". وأضاف "لأولئك الذين يعتقدون أن إسرائيل هي السبب بعدم تحقيق السلام، فكروا مرة أخرى".
من جهته قال غرينبلات ان تعليقات عباس كانت "مؤسفة للغاية ومثيرة للقلق للغاية ومثبطة للعزم" داعيا إلى التنديد بهذه الأقوال بشكل "غير مشروط من قبل الجميع".
وكان عباس الذي واجه اتهامات معاداة السامية سابقا، قال في خطابه امام المجلس الوطني الفلسطيني مساء الاثنين إنه "قرأ الكثير من الكتب لكتاب يهود ومن بينهم ثلاثة كتاب حللوا فكرة العداء للسامية في أوروبا" وذكر أسماءهم.
في صور.. سبعون عاماً على قيام إسرائيل
قبل 70 عاماً تأسست دولة إسرائيل. بعد الهولوكوست بات الـ 14 من أيار/مايو 1948 نقطة تحول في تاريخ اليهود ينظرون منها إلى مستقبل واعد. وحسب التقويم العبري يصادف بعد غد الخميس ذكرى التأسيس. أهم المحطات التاريخية في صور!
صورة من: Imago/Seeliger
"انتصار الأمل"
في الـ 14 من أيار/مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. ومما قاله بن غوريون آنذاك: "لم يفقد الشعب اليهودي الأمل مطلقاً. ولم تنقطع صلواته للحرية وللعودة إلى وطنه. واليوم عاد اليهود إلى وطنهم الأصلي. وصار لهم دولة خاصة بهم".
صورة من: picture-alliance/dpa
انتصار دبلوماسي
بعد ذلك مباشرة تم في نيويورك رفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة. وبالنسبة للإسرائيليين شكل ذلك خطوة إضافية نحو الأمن والحرية. وأخيراً أصبح لهم دولة معترف بها دولياً.
صورة من: Getty Images/AFP
الساعة المظلمة
يمكن قراءة أهمية تأسيس دولة إسرائيل على خلفية الهولوكوست. فالنازيون قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية ستة ملايين يهودي. الصورة لمعتقلين في معسكر أوسشفيتس.
صورة من: picture-alliance/dpa/akg-images
"النكبة" ـ الكارثة
يحيي الفلسطينيون يوم تأسيس دولة إسرائيل كيوم "نكبة" بالنسبة لهم؛ إذ توجب على نحو 700.000 فلسطيني مغادرة أراضيهم. وعليه فإن تأسيس دولة إسرائيل هو بداية ما يسمى "صراع الشرق الأوسط" الذي لم يتم حله حتى بعد مرور 70 عاماً عليه.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
العمل من أجل المستقبل
الطريق السريع رقم 2 تربط بين مدينتي تل أبيب ونتانيا وتوثق كذلك لإرادة انبعاث الدولة الفتية. وتم تدشين الطريق في 1950 من قبل وزيرة العمل الإسرائيلية غولدا مايير التي فرضت على البلاد بعد توليها رئاسة الحكومة نهج تحديث اقتصادي واجتماعي صارم.
صورة من: Photo House Pri-Or, Tel Aviv
كيبوتس
الكيبوتسات هي تجمعات سكنية تعاونية تم إشادتها في كل أنحاء إسرائيل، ولاسيما في السنوات الأولى بعد تأسيس الدولة. وفيها طبق اليهود العلمانيون وأيضاً من ذوي التوجهات الاشتراكية تصوراتهم حول المجتمع.
صورة من: G. Pickow/Three Lions/Hulton Archive/Getty Images
الدولة الحصينة
استمرت التوترات مع الجيران العرب. وفي 1967 أدت تلك التوترات إلى "حرب الأيام الستة" التي انتصرت فيها إسرائيل على مصر والأردن وسوريا ولبنان، التي كانت مدعومة أيضا من وحدات سعودية ويمنية أقل. وفي الوقت نفسه بسطت إسرائيل سيطرتها على القدس الشرقية والضفة الغربية ـ وكان ذلك بداية توترات وحروباً إضافية في المنطقة.
صورة من: Keystone/ZUMA/IMAGO
انتصار وموت
في الألعاب الأولمبية في 1972 بميونيخ أحرز السباح اليهودي الأمريكي مارك شبيتس سبعة أرقام قياسية عالمية. وفي منتصف الدورة الأولمبية اقتحم إرهابيون فلسطينيون القرية الأولمبية واحتجزوا الرياضيين الإسرائيليين كرهائن. وانتهت محاولة تحريرهم من قبل الشرطة الألمانية بكارثة: إذ قتل الإرهابيون الرياضيين الإسرائيلين المحتجزين.
صورة من: dapd
مستوطنات في أرض العدو
سياسة الاستيطان الإسرائيلية عامل تسخين دائم للنزاع مع الفلسطينيين. وتتهم سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية إسرائيل بمنع قيام دولة فلسطينية مستقبلية من خلال بناء مزيد من المستوطنات. وحتى الأمم المتحدة تشجب بناء المستوطنات، إلا أن إسرائيل إلى يومنا هذا لا تعبأ بذلك.
صورة من: picture-alliance/newscom/D. Hill
غضب وكراهية وحجارة
في شتاء 1987 احتج الفلسطينيون ضد الحكم الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وتفجرت الاحتجاجات في مدينة غزة وانتقلت بسرعة إلى القدس الشرقية والضفة الغربية. واستمرت تلك الانتفاضة على مدار سنوات وانتهت بتوقيع اتفاقيات أوسلو في 1993.
صورة من: picture-alliance/AFP/E. Baitel
وأخيراً السلام؟
بوساطة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون باشر رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 1993 محادثات سلام. وانتهت هذه المفاوضات بتوقيع "اتفاقية أوسلو" وبالاعتراف المتبادل.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
كرسي فارغ
اغتال طالب حقوق متطرف إسحاق رابين في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1995. نسف الاغتيال عملية السلام وكشف الانقسام السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي؛ فقد زادت الفجوة بين اليهود المعتدلين والمتطرفين، وكذلك بين العلمانيين والأصوليين. الصورة تظهر رئيس الوزراء السابق شيمون بيريس بجانب الكرسي الفارغ لسلفه.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Delay
محاولة قول ما لا يمكن قوله
الإبادة الجماعية بحق اليهود تؤثر إلى يومنا هذا على العلاقات الألمانية الإسرائيلية. وفي شباط/فبراير 2000 كان الرئيس الألماني الأسبق يوهانس راو أول رئيس ألماني يلقي كلمة باللغة الألمانية أمام الكنسيت. طلب راو العفو من أجل صالح الأبناء والأحفاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجدار الإسرائيلي
سياسة الاستيطان الإسرائيلية وراء تسخين المواجهة مع الفلسطينيين. وفي عام 2002 شيدت إسرائيل جداراً يبلغ طوله 107 كيلومتراً في الضفة الغربية. ورغم أن الجدار قلل من أعمال العنف، إلا أنه لم يحل المشاكل السياسية للنزاع المستمر منذ 70 عاماً بين الشعبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/S. Nackstrand
انحناء أمام الموتى
وزير الخارجية الألماني الجديد هايكو ماس يسير بخطى ثابتة على تقليد التقارب الألماني الإسرائيلي. وقادته رحلته الخارجية الأولى كوزير للخارجية إلى إسرائيل. وفي آذار/مارس 2018 وضع ماس إكليلاً من الورود على النصب التذكاري ياد فاشيم إجلالاً لضحايا الهولوكوست.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Yefimovich
15 صورة1 | 15
وتحدث عباس عن كتابات لكارل ماركس قائلا إن "قراءاته لهذه الكتب بينت أنه من القرن الحادي عشر في أوروبا وحتى المحرقة اليهودية في ألمانيا تعرض اليهود لمذبحة كل 10 إلى 15 عاما. ولكن لماذا حدث هذا؟ هم يقولون لأنهم يهود، لكن السبب هو المكانة الاجتماعية". وأوضح أن "مثل هذا الأمر لم يحدث في الدول العربية".
يذكر أن العلاقات الفلسطينية الأميركية انهارت بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب في كانون الأول / ديسمبر الماضي نقل السفارة الأميركية إلى القدس مما أثار غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون الجزء الشرقي من هذه المدينة عاصمة لدولتهم مستقبلا، ما دفعهم الى اعتبار أن واشنطن ألغت بذلك دورها التقليدي كوسيط في المفاوضات مع إسرائيل.
وتعتبر عملية السلام مع اسرائيل متوقفة منذ فترة طويلة بسبب التعنت الإسرائيلي والاستمرار في بناء المستوطنات ورفضها بحث القضايا النهائية مثل القدس واللاجئين.