موديست ـ تألق وتقدير في ألمانيا يقابله تهميش في فرنسا
هشام الدريوش
٢٠ مارس ٢٠١٧
أسبوع بعد آخر يؤكد مهاجم كولونيا أنطوني موديست أنه أحد أفضل الهدافين في الدوري الألماني هذا الموسم، رغم ذلك لا زالت أبواب المنتخب الفرنسي موصدة أمام هذا اللاعب ولم ينل لحد الآن شرف تمثيل منتخب "الديوك".
إعلان
لا حديث حاليا في أوساط الكرة الألمانية عامة وجماهير فريق كولونيا خاصة سوى عن اللاعب أنطوني موديست، مهاجم كولونيا، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الألماني (بوندسليغا). فقد عاد المهاجم الفرنسي البالغ من العمر 28 عاما ليخطف الأنظار مجددا نهاية هذا الأسبوع بعد تسجيله لهاتريك (ثلاثة أهداف) في شباك فريق هيرتا برلين ضمن مباريات الأسبوع 25 من الدوري الألماني. وبذلك أصبح مجموع الأهداف التي سجلها موديست لحد الآن هذا الموسم 22 هدفا في 25 مباراة، ليحتل بذلك المركز الثاني في ترتيب الهدافين بالبوندسليغا وبفارق هدف واحد عن المتصدر أوباميانغ، نجم دورتموند، ومتفوقا بهدف واحد أيضا على ليفاندوفسكي، نجم بايرن.
كما يعتبر موديست حاليا أفضل هداف أجنبي مر في تاريخ فريق كولونيا، متفوقا على النمساوي بولستر الذي سجل 21 هدفا في 25 مباراة وكان ذلك في موسم 1996/1997.
"موديست لاعب مهم للغاية بالنسبة للفريق ولا نعرف ماذا كنا سنفعل بدونه"، يصف حارس كولونيا تيمو هورن زميله في الفريق، أنطوني موديست. ولا يأتي الثناء على المهاجم الفرنسي من زملائه في الفريق فحسب، بل إن إدارة النادي أيضا لا تترك الفرصة تمر دون الثناء على هداف الفريق، كما فعل مدير فريق كولونيا يورغ شماتكه، الذي قال عن إمكانيات موديست "إنه سريع ويمتاز بالضربات الرأسية القوية وبتقنياته العالية في الثنائيات ولا أعلم في الحقيقة حدا لإمكانياته".
المنتخب الفرنسي حلم بالنسبة لموديست
لكن في الوقت الذي يبهر فيه موديست الجماهير في الدوري الألماني، يبدو أن صدى هذا التألق لا يصل إلى فرنسا وبالتحديد إلى مدرب منتخب "الديوك" ديدييه ديشامب، فلحد الآن لم ينل موديست ولا مرة شرف الدعوة للمشاركة مع المنتخب الفرنسي الأول، حتى وإن كان الكثيرون يرون أن مكانه موجود في تشكيلة منتخب فرنسا، خاصة بعد استبعاد مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة.
رغم ذك فإن المدرب ديشامب لا زال يفضل أوليفر جيرو لا عب أرسنال حتى وإن كان هذا الأخير لا يشارك أساسيا في معظم المباريات مع فريقه الإنجليزي. كما أن المدير الفني الفرنسي وجه الدعوة لمهاجم موناكو كيليان مبابي الذي لا يتعدى 18 عاما للمشاركة في مباراة لوكسمبورغ ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2018 وأيضا في مباراة إسبانيا الودية في 28 مارس/آذار الجاري.
وبالبنسبة لموديست فإن اللعب للمنتخب الفرنسي الأول يبقى حلما بالنسبة له. وهو ما عبر عنه بشكل واضح من خلال إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية بقوله "لدي هذا الطموح؛ لكني أعرف أن المنافسة شديدة جدا"، ملتمسا بذلك العذر لمدرب المنتخب الفرنسي.
لكن بالنسبة لمدير فريق كولونيا شماتكه فلا يوجد هناك سبب مقنع يمنع تواجد موديست ضمن تشكيلة المنتخب الفرنسي في الوقت الحالي. ويوضح شماتكه ذلك بالقول "عندما يسجل مهاجم هذا العدد الكبير من الأهداف وفي دوري يعتبر من أقوى الدوريات في العالم فإن هذا اللاعب يفرض نفسه بشكل تلقائي"، وأضاف وفق ما نشر موقع "WDR" الألماني "من وجهة نظرنا نحن، فإن عدم استدعائه للمنتخب الفرنسي غير مبرر وغير مفهوم."
ويبدو أن عين ديشامب ترصد أكثر اللاعبين الفرنسيين الممارسين بأندية كبرى تنافس على الصعيد الأوروبي. وإذا كان الأمر كذلك فإن حظوظ موديست ستكبر بعد أن اقترب فريقه كولونيا من ضمان مكان يمنحه المشاركة الموسم المقبل في المسابقات الأوروبية. وهو أمر قد يساعده على تحقيق حلمه باللعب للمنتخب الفرنسي الأول.
ألمانيا وفرنسا: الخصمان التاريخيان
ماذا، لم يسبق لمنتخبي فرنسا وألمانيا أن تقابلا في بطولة أوروبية؟ بالفعل، فكل لقاءات المنتخبين تمت على مستوى بطولة كأس العالم.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
قبل بدء بطولة كأس العالم في السويد عام 1958 حصل كل لاعب في المنتخب الألماني على عشرة ماركات. وبعد هزيمتهم في مباراة نصف النهائي أمام السويد، أرسل المدرب سيب هيربيرغر لاعبيه للتسوق. وقد جمعت المباراة على المركز الثالث منتخب ألمانيا مع فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa
في تلك المباراة منيت ألمانيا بأعلى خسارة 6:3، وفيها أيضا حقق اللاعب الفرنسي Justo Fontaine 13 هدفا، وهو رقم قياسي ما زال قائماً حتى يومنا هذا. آنذاك تغيّب من المنتخب الألماني فريتس فالتر وهورست إيكل وأوفه زيلر.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد 24 عاما اختلف الأمر وذلك في نصف نهائي بطولة العالم في إسبانيا عام 1982. ليتبارسكي سجل الهدف الأول في الدقيقة 17 وبعد تسع دقائق سجل ميشيل بلاتيني هدف التعادل.
صورة من: picture-alliance/dpa
وفي هذه المباراة حصل خطأ كبير من حارس مرمى ألمانيا طوني شوماخر، والذي خرج من المرمى في الدقيقة 57 واصطدم بكوعه باللاعب الفرنسي Patrick Battiston. الحكم والجمهور لم يشاهدوا ما حدث لكون أعينهم كانت تتابع الكرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
.. الكرة تصطدم بقائم المرمى واللاعب Patrick Battiston يبقى مغمياً عليه على الأرض، ليغادر الملعب لاحقا بكسور في الرقبة وقد فقد اثنين من أضراسه.
صورة من: picture-alliance/citypress24/ICS
.. وتستمر الدراما بعد تمديد المباراة. الفرنسيون يتقدمون بهدف من Marius Tresor ثم يرفع اللاعب Alain Giresse الفارق إلى 3:1، لكن كارل هاينس رومينيغه وكلاوس فيشر يحرزان التعادل، ليتم حسم المباراة بركلات الترجيح.
صورة من: Getty Images/AFP
الفصل الرابع والأخير من هذه المباراة (مونديال 182): ألمانيا متأخرة بهدفين إلى ثلاثة أهداف في ركلات الترجيح لأن أولي شتيليكه لم يسجل هدفه، إلا أن حارس المرمى الألماني شوماخر ينجح في صد ركلتين من Didier Six و Maxime Bossis. ثم يسجل هورست هروبيش ركلته، لتتأهل ألمانيا إلى النهائي وتخسر بعد ذلك أمام إيطاليا.
صورة من: Imago/Werek
لقاء آخر يجمع بين ألمانيا وفرنسا بنصف النهائي في بطولة كأس العالم عام 1986 في المكسيك. آنذاك فاز الفرنسيون على البرازيل ليواجهوا منتخب ألمانيا بقيادة المدرب فرانس بيكينباور، لتقول الماكينات كلمتها الأخيرة وتفوز بهدفين لصفر.
صورة من: Staff/AFP/Getty Images
سيطر اللاعبون الفرنسيون على المباراة في الدقائق الثمانين الأولى، لكن رودي فولر حطم آمالهم قبيل نهاية المباراة. وفيها أثبت الألمان أنهم فريق بطولات وأن أداءهم يتصاعد مع تقدم البطولة. لكن الأرجنتين فازت بالكأس.
صورة من: picture-alliance/dpa
المواجهة الرسمية الأخيرة بين منتخبي ألمانيا وفرنسا كانت قبل سنتين في كأس العالم بالبرازيل 2014. وهذه المرة في مباراة ربع النهائي حين أحرز المدافع ماتس هوملز هدفاً مبكراً في الدقيقة 12، الأمر الذي منح المنتخب الألماني المزيد من الثقة بالنفس.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo
قبيل انتهاء المباراة لاحت فرص كثيرة للمنتخب الفرنسي، وكان أفضلها في الوقت بدل الضائع للاعب كريم بنزيما الذي حرم من المشاركة في بطولة فرنسا، لكن حارس المرمى مانويل نوير تصدى للكرة وأنقذ فوز ألمانيا بهدف لصفر.
صورة من: picture-alliance/Offside/M. Atkins
والآن سيلعب المنتخبان في نصف نهائي يورو 2016 على أرض فرنسا، في أول لقاء بين الفريقين في بطولة أمم أوروبا.
صورة من: picture alliance/dpa/C. Charisius
ماريو غوميز مصاب ولن يشارك، كذلك الأمر بالنسبة لسامي خضيرة. وباستيان شفاينشتايغر مصاب أيضا لكن مشاركته لم تحسم بعد. ماتس هوملز ممنوع من المشاركة بعد نيله بطاقتين صفراء. والتحدي المطروح أمام المدرب يواخيم لوف البحث عن أفضل البدائل لسد الفراغ الناجم عن غياب أعمدة الفريق.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto