موريتانيا- رجال دين يطالبون بتنفيذ حكم الإعدام بحق مدون
١٣ نوفمبر ٢٠١٦
رجال دين في موريتانيا يدعون إلى تنفيذ حكم بالإعدام صدر في وقت سابق بحق المدون المعتقل منذ عام 2014 محمد ولد مخيتير بتهمة "الردة".
إعلان
دعا رجال دين في موريتانيا اليوم الأحد (13 نوفمبر/تشرين الثاني 2016) إلى تنفيذ حكم قضائي صدر بإعدام مدون أدين بتهمة "الردة" قبل أن يوصف جرمه بأنه "كفر" ويعلن توبته، في حين ستنظر المحكمة العليا بعد غد الثلاثاء في قضيته، بحسب هيئة الدفاع.
والمحكوم عليه شيخ ولد محمد ولد مخيتير (ويرد اسمه أيضا محمد شيخ ولد محمد) الثلاثيني، موقوف منذ الثاني من كانون الثاني/يناير 2014 بسبب مقال نشره على الإنترنت اعتبر تجديفا وإساءة للنبي محمد. وأدانته ابتدائيا محكمة في نواديبو (شمال شرق) بتهمة الردة وحكمت عليه بالإعدام في 24 كانون الأول/ديسمبر 2014. وقوبل الحكم بتظاهرة مؤيدة في نواديبو ونواكشوط.
ومع استئناف الحكم، أكدت محكمة الاستئناف في نواديبو في نيسان/أبريل 2016 حكم الإعدام، لكنها اعتبرت ما كتبه "كفرا"، وهي تهمة أقل حدة من "الردة" مع الأخذ في الاعتبار إعلانه التوبة، فأحيل الملف إلى المحكمة العليا. وتنظر هذه المحكمة الثلاثاء في ملف المدون، بحسب ما أفادت اليوم محاميته فاتيماتا مباي. واضافت أن المحكمة ستتأكد من "صدق توبته" دون مزيد من التفاصيل.
وفي بيان صدر عن منتدى العلماء والأئمة للدفاع عن النبي محمد الذي تأسس عام 2014، دعا المنتدى إلى الإبقاء على عقوبة الإعدام بحق المدون. وقالوا إنهم يفتون بوجوب إعدام ولد مخيتير بتهمة "الكفر والردة دون قبول توبته". ويقول خبراء إن بامكان المحكمة العليا أن تؤكد حكم الإعدام ضد المتهم، أو تقبل توبته وتحيل الملف إلى محكمة مع "توصيات" يتعين اتباعها. كما يمكن للمحكمة أن تلغي الاجراءات كلها وتطلب من النائب العام إحالة الملف إليها مباشرة ليحال إلى إجراء "عادي" للتوبة يمكن أن يؤدي إلى الإفراج عن المدون الشاب.
ش.ع/ ع.ج (أ.ف.ب)
العبودية في موريتانيا: واقع مرير
ما تزال العبودية في موريتانيا حاضرة بقوة في المجتمع الموريتاني، فحوالي عشرين بالمئة من السكان البالغ عددهم ثلاث ملايين ونصف يعيشون تحت وطأة العبودية، في مجتمع تجذرت فيه التفرقة الإثنية والعنصرية.
صورة من: Robert Asher
مولودة بالأغلال
ولدت شفيده في موريتانيا ووجدت نفسها تحت وطأة العبودية كما هو حال إخوتها. وبعد أن نجح أخوها معطى الله في تحرير نفسه، أنقذها مع أطفالها في مارس/ آذار 2013.
صورة من: Safa Faki
الفقر المدقع
بعد ربع قرن من الجفاف الذي شهدته موريتانيا تحول مجتمع البدو الرحل إلى مجتمع مستقر.غير أن هذا التحول المجتمعي كان صعبا، حيث أصبح معدل البطالة في البلاد 40 في المئة، والكثير من الناس اضطروا للعيش بأقل من دولار واحد في اليوم.
صورة من: Robert Asher
العيش في "غيتو"
على مشارف العاصمة نواكشوط توجد الأحياء الفقيرة، حيث يعيش عبيد سابقون، بالإضافة إلى سكان الأرياف الفقراء في غيتو على شاكلة أكواخ الصفيح.
صورة من: Robert Asher
مبادرات المجتمع المدني
العبودية في موريتانيا لا تشكل الاستثناء. فمباركة ولدت كأمة، وكانت مجبرة على خدمة إحدى العائلات الغنية في نواكشوط. في عام 2011 وبدعم من الناشط بيرام عبيد ومنظمته "مبادرة المقاومة من أجل الانعتاق في موريتانيا" استطاعت مباركة أن تتحرر.
صورة من: Robert Asher
النضال من أجل الحرية
مسعود ابوبكر (يسار) هو ناشط في منظمات غير حكومية لمناهضة العبودية، وهو الذي ساعد معطى الله (يمين) وأخته وأطفالها التسعة في الانعتاق من براثن العبودية. ينتمي الاثنان إلى أثنية الحراطين، أي الأفارقة السود، وهي الإثنية التي يتم استعبادها من قبل بعض البيض في موريتانيا سواء من العرب أو الأمازيغ.
صورة من: Robert Asher
أرقام مخيفة
يعيش الحراطين في أسف السلم الاجتماعي والاقتصادي ولا توجد إحصائيات موثقة حول توزيع السكان. ولكن المنظمات الحقوقية تقدر نسبة العبيد في المجتمع الموريتاني بين 10 إلى 20 بالمائة من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة.
صورة من: Robert Asher
مجتمع خال من الآباء
"في مجتمع العبودية لا يوجد آباء"، كما يقول مسعود أبو بكر الناشط في مجال مناهضة العبودية. يغيب دور الأب تماما، حيث أن المستعبِدين "يمتلكون" النساء، وعندما يصبحن حوامل ويصبح لديهن أطفال، يتم بيعهن أو يفعلون بهن ما يشاؤون.
صورة من: Safa Faki
العدالة الغائبة
في يمين الصورة يظهر الطفل يرق البالغ من العمر 11 عاما، وهو من العبيد القلائل الذين نجحوا في تقديم مستعبديهم إلى المحاكمة . تم الحكم على الرجل بسنتين سجنا، في جريمة من المفروض أن يكون أخف حكم فيها هو عشر سنوات سجنا.
صورة من: Robert Asher
الهوة بين الفقراء و الأغنياء
موريتانيا واحدة من أغنى بلدان غرب افريقيا، ومع ذلك فأن مداخيل الصيد البحري والموارد المعدنية لا تجد طريقها إلى كافة شرائح الشعب الموريتاني.
صورة من: Robert Asher
استعادة الكرامة
يعيش معطى الله اليوم رفقة زوجته وابنه في فقر مدقع، ولكن بالرغم من كل التحديات التي ينبغي أن يواجهها، إلا أنه استعاد كرامته الإنسانية والأمل في مستقبل أفضل.