موريتانيا ـ الناخبون يختارون ما بين التغيير والاستمرارية
٢٩ يونيو ٢٠٢٤
يصوت الموريتانيون في انتخابات يتوقع أن يفوز بها الرئيس الحالي ولد الغزواني، الذي وعد بتعزيز الاستثمار في دولة غنية بالموارد لكنها تعاني من الفقر، فيما تعهد المرشحون الآخرون بإحداث أول تغيير ديموقراطي حقيقي في البلاد.
إعلان
أدلى الموريتانيون اليوم السبت (29 حزيران/ يونيو) بأصواتهم في انتخابات رئاسية من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بها الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني الذي يهدف إلى تعزيز الاستثمار في الدولة الصحراوية الواقعة في غرب أفريقيا التي ستصبح قريبا منتجا للغاز.
ووعد الغزواني (67 عاما)، وهو ضابط كبير سابق، بتطبيق سياسات جاذبة للمستثمرين لتحقيق طفرة في السلع الأولية في موريتانيا الدولة التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة يعيش الكثير منهم في فقر على الرغم من ثروتها من الوقود الأحفوري والمعادن.
ويخوض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستة مرشحين تعهدوا إحداث أول تغيير ديموقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع وشهد العديد من الانقلابات في الفترة من 1978 إلى 2008، قبل أن يسجل في 2019 أول مرحلة انتقالية بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا.
ومن بين المرشحين الناشط المناهض للعبودية بيرام الداه أعبيد، الذي جاء في المركز الثاني في عام 2019 بأكثر من 18 بالمئة من الأصوات. وكان الغزواني قد انتخب لولاية أولى في عام 2019.
ومن بين منافسيه الستة الآخرين، المحامي العيد محمدن امبارك، والخبير الاقتصادي محمد الأمين المرتجي الوافي، وحمادي سيدي المختار من حزب "تواصل" الإسلامي.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين للتصويت نحو مليوني شخص. وتتمثل القضايا الرئيسية بالنسبة لهم في مكافحة الفساد وتوفير فرص عمل للشباب.
وتعهد الغزواني في حالة فوزه بولاية جديدة بإنشاء محطة للطاقة تعمل بالغاز من مشروع تورتو أحميم الكبير للغاز الطبيعي الذي من المقرر أن يبدأ الإنتاج بحلول نهاية العام. كما تعهد بالاستثمار في الطاقة المتجددة وتوسيع تعدين الذهب واليورانيوم وخام الحديد.
وشهدت موريتانيا حالة من الاستقرار النسبي منذ انتخاب الغزواني في عام 2019 وذلك في الوقت الذي تكافح فيه دول الساحل المجاورة لموريتانيا ومنها مالي حالات تمرد لجماعات إسلامية وهو ما أدى إلى حدوث انقلابات عسكرية.
ويواجه الرئيس انتقادات من الناشط البارز بيرام الداه اعبيد بشأن سجله في مجال حقوق الإنسان وتهميش السكان السود الأفارقة في موريتانيا في حين يحظى حمادي سيدي المختار بمتابعة بين الناخبين المحافظين والدينيين.
وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، فسوف تجرى جولة ثانية.
ويعتقد أحد أنصار المعارضة في العاصمة نواكشوط الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن الغزواني قد يواجه صعوبات للفوز بشكل مباشر "إذا أجريت الانتخابات بشفافية".
وفي الانتخاباتالماضية، شكك بعض مرشحي المعارضة في مصداقية التصويت، مما أثار بعض الاحتجاجات على نطاق صغير.
ع.أ.ج/ ع ج م (رويترز)
العبودية في موريتانيا: واقع مرير
ما تزال العبودية في موريتانيا حاضرة بقوة في المجتمع الموريتاني، فحوالي عشرين بالمئة من السكان البالغ عددهم ثلاث ملايين ونصف يعيشون تحت وطأة العبودية، في مجتمع تجذرت فيه التفرقة الإثنية والعنصرية.
صورة من: Robert Asher
مولودة بالأغلال
ولدت شفيده في موريتانيا ووجدت نفسها تحت وطأة العبودية كما هو حال إخوتها. وبعد أن نجح أخوها معطى الله في تحرير نفسه، أنقذها مع أطفالها في مارس/ آذار 2013.
صورة من: Safa Faki
الفقر المدقع
بعد ربع قرن من الجفاف الذي شهدته موريتانيا تحول مجتمع البدو الرحل إلى مجتمع مستقر.غير أن هذا التحول المجتمعي كان صعبا، حيث أصبح معدل البطالة في البلاد 40 في المئة، والكثير من الناس اضطروا للعيش بأقل من دولار واحد في اليوم.
صورة من: Robert Asher
العيش في "غيتو"
على مشارف العاصمة نواكشوط توجد الأحياء الفقيرة، حيث يعيش عبيد سابقون، بالإضافة إلى سكان الأرياف الفقراء في غيتو على شاكلة أكواخ الصفيح.
صورة من: Robert Asher
مبادرات المجتمع المدني
العبودية في موريتانيا لا تشكل الاستثناء. فمباركة ولدت كأمة، وكانت مجبرة على خدمة إحدى العائلات الغنية في نواكشوط. في عام 2011 وبدعم من الناشط بيرام عبيد ومنظمته "مبادرة المقاومة من أجل الانعتاق في موريتانيا" استطاعت مباركة أن تتحرر.
صورة من: Robert Asher
النضال من أجل الحرية
مسعود ابوبكر (يسار) هو ناشط في منظمات غير حكومية لمناهضة العبودية، وهو الذي ساعد معطى الله (يمين) وأخته وأطفالها التسعة في الانعتاق من براثن العبودية. ينتمي الاثنان إلى أثنية الحراطين، أي الأفارقة السود، وهي الإثنية التي يتم استعبادها من قبل بعض البيض في موريتانيا سواء من العرب أو الأمازيغ.
صورة من: Robert Asher
أرقام مخيفة
يعيش الحراطين في أسف السلم الاجتماعي والاقتصادي ولا توجد إحصائيات موثقة حول توزيع السكان. ولكن المنظمات الحقوقية تقدر نسبة العبيد في المجتمع الموريتاني بين 10 إلى 20 بالمائة من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة.
صورة من: Robert Asher
مجتمع خال من الآباء
"في مجتمع العبودية لا يوجد آباء"، كما يقول مسعود أبو بكر الناشط في مجال مناهضة العبودية. يغيب دور الأب تماما، حيث أن المستعبِدين "يمتلكون" النساء، وعندما يصبحن حوامل ويصبح لديهن أطفال، يتم بيعهن أو يفعلون بهن ما يشاؤون.
صورة من: Safa Faki
العدالة الغائبة
في يمين الصورة يظهر الطفل يرق البالغ من العمر 11 عاما، وهو من العبيد القلائل الذين نجحوا في تقديم مستعبديهم إلى المحاكمة . تم الحكم على الرجل بسنتين سجنا، في جريمة من المفروض أن يكون أخف حكم فيها هو عشر سنوات سجنا.
صورة من: Robert Asher
الهوة بين الفقراء و الأغنياء
موريتانيا واحدة من أغنى بلدان غرب افريقيا، ومع ذلك فأن مداخيل الصيد البحري والموارد المعدنية لا تجد طريقها إلى كافة شرائح الشعب الموريتاني.
صورة من: Robert Asher
استعادة الكرامة
يعيش معطى الله اليوم رفقة زوجته وابنه في فقر مدقع، ولكن بالرغم من كل التحديات التي ينبغي أن يواجهها، إلا أنه استعاد كرامته الإنسانية والأمل في مستقبل أفضل.