لم يكن أشد المتشائمين ينتظر أن يعلن مدرب مانشستر يونايتد عجزه عن منافسة جاره السيتي في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي. ويبدو أن قطار السيتي بقيادة غوارديولا لن يتوقف هذا الموسم عند التتويج بلقب "البريميرليغ".
إعلان
استبشرت جماهير مانشستر سيتي كثيرا بعد التعاقد مع بيب غوارديولا؛ فالمدرب الإسباني الشاب يحمل معه إرثا تدريبيا كبيرا؛ إذ قاد، حسب بعض المراقبين، ثورة في مجال التدريب. وذلك بالاعتماد على فلسفة كروية تتركز على الاستحواذ على الكرة أكثر فترة ممكنة، واستخدام الأجنحة من أجل خلق كثافة عددية تساعد الفريق على تحقيق النصر تلو الآخر.
وأتت هذه الفلسفة الكروية في وقت وجيز أكلها؛ فقد تسيد غوارديولا مع نادي برشلونة العالم. كما أنه حقق الكثير مع الألقاب رفقة فريق بايرن ميونخ الألماني، ليقدم بذلك اعتماده كواحد من أفضل المدربين في عالم الساحرة المستديرة.
ومع انتقال غوارديولا إلى أقوى دوري في العالم، اعتقد البعض أن المدرب الإسباني سيعيد الكَرّة من جديد وفي وقت وجيز. إلا أن غوارديولا خرج خاوي الوفاض في موسمه الأول مع فريق مانشستر سيتي. مما طرح عدة تساؤلات عن مستقبل المدرب الإسباني التدريبي مع السيتي. بيّد أن غوارديولا عاد بقوة خلال الموسم الكروي الحالي، إذ يحلق فريق مانشستر سيتي وحيدا في الصدارة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه.
مورينيو يستسلم
واعترف مدرب مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو بتفوق كتيبة غوارديولا حاليا. وقال "مانشستر سيتي يلعب جيدا ولا يترك الأخرين يقتربون منه" وفق ما أشار إليه موقع "فوت ميركاتو". وأضاف المدرب البرتغالي "مانشستر سيتي بدأ قويا واستمر على هذا الحال. غير أنه فاز في مباريات لا يستحق الفوز بها".
ويبدو أن "الثعلب" يقصد المباراة، التي خسر فيها فريقه أمام مانشستر سيتي بهدفين لهدف في جولة الذهاب من "البريميرليغ"، حيث كان مورينيو يعول كثيرا على هذه المباراة من أجل التغلب على نده غوارديولا، وبعت رسالة إلى باقي المنافسين أن مورينيو يفوز دائما في موسمه الثاني مع الفرق التي يتولى تدريبها بالدوري.
السيتي ينافس السيتي!
واستطاع غوارديولا أن يفوز بـ69 نقطة من أصل 78 ممكنة في الدوري الإنجليزي الممتاز. فقد خسر "الأزرق السماوي" مباراة واحدة فقط ضد فريق ليفربول، الذي قدم حسب بعض المراقبين مباراة الموسم.
ولا يكتفي نادي مانشستر سيتي بالفوز تلو الآخر. بل يقدم كرة هجومية تضطر الفرق المنافسة إلى "ركن حافلة" أمام المرمى لإيقاف هجوم السيتي الجارف. فقد أثبت غوارديولا وفائه لفلسفته في اللعب، رغم صعوبة اللعب بهذه الطريقة أمام الفرق القوية، التي تضرب خط دفاع السيتي بالهجمات المرتدة.
ومن المرجح جدا أن يرفع السيتي فارق 15 نقطة، الذي يفصله عن أقرب منافسيه؛ فقطار السيتي هذا الموسم لن يتوقف حتى الفوز بجميع الألقاب الممكنة، كما يجزم بذلك مراقبون.
مواجهة برشلونة تثير شجون غوارديولا مع "الحبيب الأول"
القسم الأكبر من مسيرته الرياضية أمضاها مدرب بايرن ميونيخ بيب غوارديولا مع فريق برشلونة. في البداية كلاعب ثم كمدرب ناجح، والآن ولأول مرة، يقود بايرن كخصم لـ "ناديه".
صورة من: picture-alliance/epa/A. Estevez
بعد نجاحه وهو في سن 13 بدخول "لاماسيا" مدرسة برشلونة لكرة القدم للتدريب، صار لاعباً في الفريق الأول بعد بلوغه 18 عاما. وبين عامي 1990 و2001 فاز مع ناديه ببطولة الدوري ست مرات ومرتين بالكأس وأبطال أوروبا.
صورة من: Andreas Rentz/Bongarts/Getty Images
وفي عام 1992، ربح غوارديولا (في يمين الصورة) مع فريق مدينته الميدالية الذهبية الأولمبية. آنذاك كان يلعب معه لويس إنريكه (يسار الصورة)، مدرب برشلونة الحالي.
صورة من: Peter Schatz/Bongarts/Getty Images
في عام 2001 غادر غوارديولا برشلونة، لأن مدربها الهولندي لويس فان غال اعتمد على لاعبين شبان مثل شافي هيرنانديز. وبعد تنقلات في إيطاليا وقطر والمكسيك، عاد غوارديولا عام 2007 كمدرب إلى برشلونة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Giddens
ومنذ البداية كان واضحاً أنه لا يراهن على الأسماء اللامعة للاعبين مثل إيتو وديكو ورونالدينو. وهو يفضل لاعبين يضعون أنفسهم في خدمة الفريق ويمكنهم تطبيق فلسفته الكروية القائمة على الاستحواذ على الكرة وسرعة التمريرات، والمعروفة باسم تيكي – تاكا.
صورة من: Getty Images/Afp/Josep Lago
نهج غوارديولا جلب نجاحا، نجاحاً باهراً: 14 فوزاً خلال أربع سنوات جمعها الكتالانيون معه. وأسلوب برشلونة في اللعب صار موضة يحاول الآخرون تقليدها. في السنة الأولى فاز بالثلاثية.
صورة من: Imago/BPI
غوارديولا أصبح بطلا كتالونيًّا، ومثلما كان ناجحا كصانع للألعاب في صفوف برشلونة، ها هو ينجح في الإطاحة بسيادة ريال مدريد على الكرة الإسبانية. حتى صار برشلونة هو المقياس وليس الريال.
صورة من: picture-alliance/EPA/A. Dalmau
من أسباب نجاح غوارديولا اللاعب الأرجنتيني ميسي (يساراً)، الذي نال من مدربه حرية كاملة في اللعب. كما اعتمد على محور الوسط ممثلا بإنيستا وشافي وحارس المرمى فالديس.
صورة من: Javier Soriano/AFP/Getty Images
وبعد أربع سنوات من الجلوس على مقعد برشلونة، قرر غوارديولا التوقف، بسبب الضغوط النفسية المتواصلة. خاصة وأن الموسم الأخير له مع برشلونة لم يكن ناجحاً كالمواسم السابقة. ريال يفوز بالدوري وتشيلسي بأبطال أوروبا، وغوارديولا يقرر الاستقالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Albert Olive
تيتو فيلانوفا كان دائماً الساعد الأيمن لغوارديولا، لكن وحين أصبح مدربا لبرشلونة تصدعت الصداقة بينهما. وحين أصيب فيلانوفا بالسرطان وذهب إلى نيويورك للعلاج، لم يقم غوارديولا بزيارته رغم وجوده في نفس المدينة.
صورة من: picture-alliance/EPA/A. Olive
لكن وبغض النظر أين يعمل غوارديولا، مع بايرن أو غيره، يخفق قلبه لناديه المفضل برشلونة. في آذار/مارس الماضي شاهد مع والده مباراة برشلونة ومانشستر سيتي. إعداد: أندرياس تسين زيموس/ عبد الرحمن عثمان