قالت روسيا إن أوكرانيا شنت هجوماً جديداً في منطقة كورسك غرب روسيا التي توغلت فيها قوات أوكرانية وتحاول موسكو طردها منها على مدى الأشهر الخمسة المنقضية، فيما أعلن الرئيس الأوكراني عزمه دعوة الحلفاء لتعزيز دفاعاته الجوية.
إعلان
أعلنت موسكو الأحد (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2025) أنّ كييف بدأت "هجوماً مضاداً" في منطقة كورسك بجنوب روسيا، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربّعة منذ الهجوم الذي شنّته في آب/ أغسطس 2024.
وعبرت قوات أوكرانية الحدود في اجتياح مفاجئ في السادس من آب/ أغسطس الماضي وتمكنت السيطرة على جزء من المنطقة مما يمكن أن يمنح لكييف ورقة مساومة مهمة إذا أجريت محادثات سلام.
وقال بيان صادر عن الجيش الروسي "حوالى الساعة 9,00 (6,00 ت غ) بدأ العدو هجوماً مضاداً بهدف وقف تقدّم القوات الروسية في منطقة كورسك". وأضاف البيان أنّ "المجموعة المهاجمة من الجيش الأوكراني هُزمت بالمدفعية والطيران". وأوضح أنّ "عملية القضاء على وحدات من القوات الأوكرانية مستمرّة". وبحسب البيان، دفعت القوات الأوكرانية بدبابتين وقرابة عشر مركبات مدرعة ووحدة هدم في الهجوم الجديد، وعملت على التقدم نحو قرية بردين.
وفي وقت سابق، أفاد مدونون عسكريون موالون للكرملين بأن كييف تشن هجوماً جديداً في كورسك، وأن قواتها تتقدم باتجاه منطقة بولشيسولدتسكي. وقدّم المسؤولون الأوكرانيون معلومات محدودة عن الهجوم. وقال كبير موظفي الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك إن "روسيا تحصل على ما تستحقه".
أوكرانيا روسيا .. خطة لإنهاء الحرب
03:05
خسائر فادحة
ولا تزال أوكرانيا تحتل أجزاء من كورسك مذ شنّت خلال الصيف عملية برية في هذه المنطقة الحدودية. و لكن تقدمها توقف بعدما دفعت موسكو بإرسال تعزيزات إلى المنطقة، بما في ذلك آلاف الجنود الكوريين الشماليين.
إعلان
وتشير تقديرات أوكرانية وغربية إلى أن هناك نحو 11 ألف جندي من قوات كوريا الشمالية في كورسك لدعم القوات الروسية. ولم تنف روسيا أو تؤكد وجود تلك القوات. وقال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أمس السبت إن القوات الروسية وقوات كوريا الشمالية منيت بخسائر فادحة هناك.
ويأتي هذا في مرحلة حساسة في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، مع استعداد الرئيس المنتخب دونالد ترامب - الذي وعد بوقف سريع لإطلاق النار - لتولي منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير.وأعلنت إدارة جو بايدن قبل تنصيب ترامب تقديم حزمة مساعدات أمنية واقتصادية لكييف بقيمة تناهز ستة مليارات دولار.
وتشنّ موسكو وكييف هجمات متبادلة بطائرات من دون طيار بشكل شبه يومي، ما يتسبّب بأضرار في مناطق مدنية بعيدة من خط المواجهة، وفي استنزاف الدفاعات الجوية للطرفين.وأعلنت روسيا الأحد أنّها أسقطت عشرات المسيّرات الأوكرانية خلال الليل، في هجوم ألحق أضراراً بمنازل وأدى إلى إطلاق إنذارات جوية. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، انفجارات في منطقة روستوف بجنوب روسيا، بينما أمكن سماع دوي صفارات الإنذار.
وأوقفت أربعة مطارات حركة الملاحة الجوية لفترة وجيزة صباح الأحد لأسباب تتعلّق بـ"السلامة"، ما أجبر ثماني طائرات على تغيير مسارها، حسبما أفاد متحدث باسم هيئة الطيران المدني الروسية "روسافياتسيا".
من جهته، قال سلاح الجو الأوكراني إنّ روسيا أطلقت 103 مسيرات في اتجاه الأراضي الأوكرانية، أُسقطت 61 منها.
كييف تؤكد نشر جنود كوريين شماليين في روسيا
02:14
This browser does not support the video element.
زيلينسكي يدعو لتعزيز الدفاعات الجوية
هذا وفي نفس السياق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيدعو الحلفاء من جديد إلى تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده في اجتماع سيعقد هذا الأسبوع في ألمانيا، بينما سيتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه في وقت لاحق من الشهر الجاري مع تعهد بإنهاء سريع للحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وأوضح زيلينسكي أن عشرات من الدول الشريكة ستشارك في اجتماع مجموعة رامشتاين في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا يوم الخميس القادم، "ومن بينها تلك التي يمكنها المساعدة في تعزيز قدراتنا ليس فقط للدفاع ضد الصواريخ بل أيضا ضد القنابل الموجهة والطيران الروسي".
وذكر زيلينسكي في خطابه المسائي أمس السبت: "سنناقش هذا الأمر معهم وسنواصل العمل على إقناعهم. وتبقى المهمة دون تغيير: تعزيز قدرات دفاعنا الجوي".
ومن المقرر أن يشارك وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في الاجتماع، الذي كان من المقرر في الأصل أن يعقد في أكتوبر/ تشرين الأول وأن يحضره الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتم تأجيله بسبب الانشغال بالتعامل مع إعصار ميلتون الذي ضرب الولايات المتحدة.
خ.س/ع.غ (أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.