موسكو: استسلام جميع المقاتلين الأوكرانيين في مصنع آزوفستال
٢٠ مايو ٢٠٢٢
أكد الجيش الروسي أنه "حرر بالكامل" مجمع آزوفستال الصناعي في مدينة ماريوبول الاستراتيجية بجنوب شرق أوكرانيا، وذلك بعد استسلام آخر الجنود الأوكرانيين الذين كانوا داخله.
إعلان
أعلنت وزارة الدفاع في موسكو اليوم الجمعة (20 مايو/ أيار 2022) أن القوات الروسية تسيطر بشكل كامل على مجمع الصلب في آزوفستال وأن آخر مجموعة من القوات الأوكرانية التي كانت متحصنة في مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول استسلمت، بما يشكل نهاية لهجوم استمر أسابيع وحول المدينة إلى حطام.
وأظهر تسجيل فيديو من وزارة الدفاع الروسية، يقول إنه يبين الاستسلام، صفا من الرجال العزل وهم يقتربون من جنود روس خارج المصنع ويبلغونهم بأسمائهم. وقام الروس بعدها بتفتيش كل منهم ومتعلقاته وبدا أنها تطلب منهم إظهار أي وشوم.
ويعني الإخلاء التام للمخابئ والأنفاق تحت المصنع الذي تعرض لقصف مكثف، أن تلك هي نهاية أكثر عملية حصار تدميرا في الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا قبل نحو ثلاثة أشهر.
وكان قد تم تطويق الموقع الصناعي المترامي الأطراف بمدينة ماريوبول الساحلية بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي.
وبينما فرضت القوات الروسية سيطرتها تدريجيا على المدينة الاستراتيجية المطلة على بحر أزوف من خلال قصف جوي لا هوادة فيه وحصار، استولى مدافعون أوكرانيون على مصنع آزوفستال، والذي يتميز بوجود شبكة من الأنفاق والأقبية والغرف المحصنة تحت الأرض.
وفيما يرقى إلى اعتراف بالهزيمة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتهاء معركة استمرت لمدة شهرين من أجل آخر جزء متنازع عليه من ماريوبول مع بداية الأسبوع، ما يمهد الطريق للقوات الأوكرانية بأن تكون أسيرة لدى الروس. ووفقا للوزارة، تم أسر 2439 من المقاتلين الأوكرانيين في المجمل منذ 16 أيار/ مايو.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف في بيان عبر تلغرام أن قائد مقاتلي كتيبة آزوف في المكان استسلم وتم نقله من المصنع "في آلية مدرعة خاصة" لتجنب أي صدام بينه وبين سكان معادين له.
وتصف موسكو كتيبة آزوف، التي كانت متحصنة في المصنع، بأنها من "النازيين". وتشكلت الكتيبة في 2014 كميليشيا لقتال انفصاليين موالين لروسيا لكنها تنفي أنها فاشية وتقول أوكرانيا إنها غيرت توجهاتها بعد أن كانت لها أصول قومية متطرفة.
وقال البيان الروسي "المنشآت تحت الأرض التابعة للمجمع التي كان يتحصن بها المسلحون أصبحت تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة الروسية". وذكر البيان أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بأن ماريوبول ومصنع الصلب "تحررا" بالكامل.
وأمرت أوكرانيا الكتيبة المتحصنة هناك بالاستسلام يوم الاثنين. وقبل ساعات من الإعلان الروسي الأخير، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الجيش الأوكراني أبلغ المدافعين عن آزوفستال بأن بإمكانهم الخروج وإنقاذ أرواحهم.
ع.ش/ص.ش (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
بالصور.. هكذا كانت ماريوبول وهكذا حولتها الحرب لمكان لا يصلح للعيش!
كانت ماريوبول مدينة ساحلية مزدهرة يبلغ عدد سكانها حوالي 440.000 نسمة. حولها الجيش الروسي إلى أنقاض ودمار. مقارنة لحالة المدينة الأوكرانية ماريوبول قبل الحرب الروسية على أوكرانيا وبعد اندلاعها.
صورة من: Maximilian Clarke/ZUMA Wire/IMAGO
ماريوبول قبل الحرب وبعدها
صور التقطتها أقمار صناعية للمدينة الساحلية "ماريوبول"، التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، والمطلة على بحر آزوف. الصورة على اليسار في يونيو/ حزيران 2021 والصورة على اليمين بعد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط 2022.
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
ميناء ماريوبول
صورة لميناء ماريوبول تعود إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2018: وكانت هذه المنطقة مكانا للاسترخاء والتنزه، بالإضافة لمناطق استحمام بالماء الدافئ الخارج من الأرض. كما كان الميناء عاملاً اقتصاديًا مهمًا لماريوبول، من هنا صدرت أوكرانيا الحديد والصلب والحبوب والآلات إلى العالم.
صورة من: Ivanov Stanislav/Ukrinform/IMAGO
"تلغيم" الميناء بعد الهجوم الروسي
بعد شهرين من بدء الحرب من قبل روسيا، لم تعد هناك سفن ترسو تقريبًا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لوكالة إنترفاكس للأنباء: "كل الأشياء المهمة في البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك الميناء البحري والممر المائي تم تلغيمها وحظر الدخول إليها"، هذا ما يبدو عليه ميناء ماريوبول اليوم.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
متنزه داخل المدينة
يلعب الأطفال تحت مياه النافورات في حديقة وسط المدينة. التقطت هذه الصورة في 20 يونيو/ حزيران 2019. الأشجار خضراء. ويمكن رؤية برج الكنيسة بين الأشجار في خلفية الصورة.
صورة من: Thomas Imo/photothek/IMAGO
المتنزه الآن
أعدنا اكتشاف منطقة الكنيسة نفسها في صور أخرى. تم التقاط هذه الصورة في أول أبريل/ نيسان 2022. ولا يمكن للمرء أن يخمن أن هذا المكان كان مخصصا للاسترخاء في يوم من الأيام.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
مسرح مدينة ماريوبول
اكتسب مسرح ماريوبول للدراما شهرة كبيرة خلال هجوم القوات الروسية على أوكرانيا. تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها في 30 أغسطس/ آب 2014 شبابًا يحتجون على هجمة روسية - حتى في ذلك الوقت كان هناك قتال وتوتر في شرق أوكرانيا. لكن المسرح كان لا يزال مكان للقاءات والحوارات الثقافية.
صورة من: EST&OST/IMAGO
المسرح بعد قصف المدينة
المكان أمسى مختلفا تماما اليوم. هذه الصورة تظهر المسرح بعد الغارة الجوية المدمرة التي شنها الجنود الروس في منتصف مارس/ آذار 2022. واحتمى عدة مئات من المدنيين بالمبنى، ولقي كثير مصرعهم.
صورة من: Nikolai Trishin/ITAR-TASS/IMAGO
مجمع "أزوفستال" للحديد والصلب
في ماريوبول، تدير شركة "أزوفستال" (Azovstal) واحدا من أكبر مصانع الحديد والصلب في أوروبا. هنا في مجمع "أزوفستال" كان يجري بشكل أساسي صناعة المنتجات من الفولاذ والحديد. وبالإضافة إلى الميناء، كان المصنع مركز تشغيل مهم بالنسبة للسكان هناك. صورة من عام 2017.
صورة من: Musienko Vladislav/Ukrainian News/IMAGO
الحرب جعلته أطلالا و"خردة"
هكذا أصبح المكان الآن نتيجة القصف الروسي. صورة بتاريخ 17 أبريل/ نيسان 2022. الجنود الأوكرانيون صمدوا طويلا متحصنين بهذا المصانع في مجمع أزوفستال، وهنا سقط مئات القتلى. ومازال هناك ألف جندي أوكراني يتحصنون داخل المجمع، حسب رواية كييف. بينما يقول بوتين إنهم ألفان، وأمر بعدم اقتحام المجمع والاكتفاء بتطويق المنطقة وحصارها. تُظهر الصورة هنا جنديًا يقاتل في صفوف الروس.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
طرق وشوارع حديثة
هذه الصورة من صيف 2017 تعطي لمحة عن طرق وشوارع ماريوبول قبل بدء الحصار والقصف الروسي للمدينة.
صورة من: MAXPPP/picture alliance
ماريوبول كيف أصبحت
الصور التي تصل إلينا الآن من ماريوبول تظهر الدمار التام. تم حرق جميع الأشجار تقريبًا ، ودُمرت الشقق والمنازل وبنايات أخرى. لم تعد مدينة ماريوبول مكانا صالحا للعيش. إعداد ( غيرتا هيرمان/ علاء جمعة)